قال علماء إن عُمر المجال المغناطيسي للأرض، الذي يحمي الغلاف الجوي من الأشعة الضارة، أربعة مليارات عام على الأقل. ويزيد هذا 550 مليون عام عن العمر الذي كان معتقدا في السابق. واعتمد العلماء بجامعة روتشستر في نيويورك على تحليل بلورات عثر عليها غرب استراليا. ومع فقدان الشمس كتلتها ببطء، تلفظ جزيئات يُمكن أن تؤدي إلى تآكل الغلاف الجوي للأرض. ويحمي المجال المغناطيسي الأرض من هذه الرياح الشمسية. وكان التقدير السابق لعمر المجال المغناطيسي يقف عند 3.45 مليار سنة، ووُضع في عام 2010. وينتج المجال المغناطيسي للأرض عن حركة الحديد المنصهر في لُبها الخارجي. وحتى يحدث هذا، لابد أن تنبعث الحرارة بصفة منتظمة. وفي حديث لبي بي سي، قال جون تاردونو الأستاذ في جامعة روتشستر والمتخصص بعلم فيزياء الأرض "ذرات الحديد تدور بمحاذاة نسبية مع المجال المغناطيسي للأرض، وتحفظ هذه المعلومة إلا إذا تم تسخين المادة بما يتجاوز ما يطلق عليه درجة حرارة كوري". وأضاف تاردونو الخبير البارز في المجال المغناطيسي للأرض "عندما يتم تسخين معدن لأعلى من درجة حرارة كوري، فإنه يفقد هذه المعلومة". وجرى فصل الآلاف من بلورات معدن الزركون على نحو يدوي من صخور بغرب استراليا، لأن أساليب الفصل المغناطيسي كان من شأنها تلويث العينات. واستخدم مجهر أيونات الحديد لتحديد عُمر الزركون. ورصد المجهر وجود رصاص ويورانيوم. وأتاح تضاؤل النشاط الإشعاعي تحديد العمر. وأوضح جون تاردونو أن "قياس مغنطة الزركون يعتبر بمثابة تحد تكنولوجي، لذا أعددنا جهازا خاصا لقيا المغنطيسية من أجل هذه الدراسات". ومضى قائلا "الحدث الذي كون القمر يعني أنه لن يكون بمقدورنا رؤية ما الذي حدث في أول 100 مليون سنة من حياة الأرض، إذ أن المعلومات مُحيت بفعل هذا الحدث". وأضاف أن "للحصول على بيانات أقدم، يجب أن نتأكد من أن الزركون حفظ ولم يُعاد تسخينه لأعلى من درجة حرارة كوري".