شهدت العاصمة السودانية الخرطوم خلال اليومين الماضيين، تلاحما عربيا فنيا جسدته خشبات المسرح القومي بالسودان، من خلال فعاليات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان "البقعة الدولي للمسرح"، والذي امتزجت خلاله إبداعات شباب المسرح العربي من مختلف الأقطار، بالعبق الأصيل والتاريخي والذي ظهر جليا في الأعمال الفنية المسرحية المتنوعة التي أثبتت أن الفن العربي بمبدعيه من الشباب ما زال يثري جنبات المسارح العربية من المحيط للخليج. وقال الفنان السوداني الكبير، علي مهدي- رئيس مهرجان البقعة الدولي للمسرح- إن أوضح منجزات هذه الدورة هي قيادتها لحركة كتابة تأريخ المسرح السوداني والمسرح العربي عبر المباحث العلمية التي كانت في حلقة البحث العلمي خلال فعاليات المهرجان، مما يعطينا زهوا وفخرا أن الأسئلة المقلقة للحركة الثقافية العربية تناقش بوضوح وشفافية تامة، ويتم البحث عن إجابات لها من خلال الخبراء والأكاديميين العرب، لافتا إلى المشاركة الواسعة في الملتقى الفكري وحلقة البحث العلمية من علماء أجلاء من مصر الدكتور سيد علي إسماعيل، ومن لبنان الناقد والمؤرخ عبيدو باشا، مما يؤكد اهتمام المهرجان هذا العام بالقضايا الفكرية والتوثيقية. كما حرص منظمو إدارة المهرجان المتمثلة في الفنان علي مهدي، والدكتور عبد المنعم عثمان- مدير المهرجان- على تكريم الوفد المصري المشارك بالفعاليات، حيث تم تكريم الباحث والناقد الدكتور سيد علي إسماعيل، لما قدمه من مشاركة فعالة ومفيدة في حلقات البحث العلمي التي أقامها المهرجان، والفنانة دعاء طعيمة عضو لجنة التحكيم الدولية للمهرجان. وقد أعلن الدكتور سيد علي إسماعيل، عن إصداره الجديد من مهرجان البقعة الدولي للمسرح بالسودان من خلال تقديم ورقة (الثورة المهدية في المسرح المصري)، ضمن حلقة البحث العلمية، وذلك بعد إضافته لكشوفات وثائقية كثيرة، ليتم طبعه ضمن منشورات مهرجان البقعة الدولي للمسرح في دورته الخامسة عشرة. وقال "أن التفاعل الجماهيري في مهرجان البقعة الدولي للمسرح في دورته الخامسة عشرة كان كبيرا مما يعطي رؤية مفادها أن الشعب السوداني يحب المسرح بشكل تواصلي حقيقي". ومن جانبها، قالت الفنانة المصرية دعاء طعيمة- عضو لجنة التحكيم الدولية بالمهرجان- إن مما أثار إعجابها في الدورة الخامسة عشرة لمهرجان البقعة الدولي للمسرح الحضور الجماهيري الكبير للعروض المسرحية، بمختلف الفئات والأعمار مما يعطي انطباعا بأن الجمهور السوداني (جمهوري مسرحي حقيقي)، ويؤكد ريادة حقيقية لهذا المهرجان الذي شاركت فيه عروض من الدول العربية بعد منافسة حقيقية وصلت لعشرين عرضا تؤكد عالميته، بين كل المهرجانات المسرحية على المستوى الإقليمي والدولي. وفي السياق، قال الناقد السوداني السر السيد، أن المشاركة العلمية في المهرجان خلال دورته الحالية، يعني أن مهرجان البقعة أصبح منارة علمية وبحثية وفكرية عالمية، مشيرا إلى ضرورة تحقيق التواصل مع المسرح العربي والأفريقي والعالمي، ليصبح المهرجان كل عام حركة فكرية إضافة للعروض المسرحية في المسابقة الدولية. وعلى خشية المسرح القومي بأم درمان، وبحضور النائب الأول للرئيس السوداني بكري حسن صالح، ووالي ولاية الخرطوم عبد الرحمن الخضر، ووزير الثقافة السوداني الطيب حسن بدوي، اختتمت فعاليات المهرجان حيث تم تكريم شخصية المهرجان هذا العام وهي الفنانة السودانية نفيسة محمد محمود، كما تم تقديم مجموعة من الفقرات الغنائية لكورال كلية الموسيقى والدراما بجامعة العلوم والتكنولوجيا. وحيا النائب الأول للرئيس البشير،-خلال كلمته في ختام المهرجان- الرعيل الأول من المسرحيين، مشيرا انه لابد من وقفة إجلال وإعزاز للحركة المسرحية الشامخة من اجل صنعهم وعطائهم، مؤكدا وقوف الدولة واهتمامها ودعمها لقضايا المسرح والفنون، معلنا تبرع رئاسة الجمهورية السودانية لأداء شعيرة الحج هذا العام للممثلة نفسية محمد محمود، والممثلة رابحة محمد محمود . كما قامت لجنة التحكيم للمهرجان بإعلان أسماء الفائزين من شباب المسرح العربي من مختلف الدول، ومنحهم الجوائز التي شملت كافة الأدوار والأعمال المسرحية المقدمة خلال فعاليات المهرجان.
