* فلاديمير يفسييف مدير المركز الروسي للدراسات: * حلف إقليمي جديد يمكن أن يضم بعض البلدان الأوروبية والعربية بما فيها تلك البلدان الميالة اليوم إلى روسيا * المصريون يأملون أن تساهم روسيا في محاربة الإرهاب في المنطقة وفي إنشاء تحالف جديد لعملية عسكرية في ليبيا * روسيا على استعداد لتقديم العون إلى مصر في عملياتها لمكافحة الإرهاب، سواء بالسلاح أو بالمعلومات * الأمريكيون يفتقرون إلى المحبة في مصر واليونان وقبرص وفي فلسطين * روسيا ستدعم مصر معنوياً وسياسياً وتقنياً في مبادراتها إزاء ليبيا، إنما بمحاذير معينة بما يبقي الكلمة العليا لمجلس الأمن الدولي أكد الخبير العسكري فلاديمير يفسييف مدير المركز الروسي للدراسات السياسية-الاجتماعية أن جدول زيارة وزير الخارجية سامح شكري لا يقتصر فقط على المباحثات في الملف الفلسطيني، رغم أهميته، مشيرا إلى أن المصريين يأملون أن تساهم روسيا بصورة فعالة في محاربة الإرهاب في الشرق الأوسط، بل أن الأحاديث تدور على إنشاء تحالف دولي جديد لعملية عسكرية أخرى في ليبيا، فعدم الاستقرار الذي تعيشه ليبيا يمثل تهديداً لجارتها مصر وخطرا أعمّ وهذا ما تتفهمه موسكو جيداً. وأوضح يفسييف خلال حديثه مع وكالة «سبوتنيك» الروسية :" ومع ذلك، استشفيت من مصادر دبلوماسية روسية أن طريقة تعاطي موسكو مع الوضع في ليبيا لن تختلف عما نشاهده في العراق أو سوريا، بمعنى أن روسيا مستعدة للتعاون الثنائي مع الحكومات الوطنية وسوف تعمل على تقوية قدراتها أمام الخطر المتنامي لتهديدات الجماعات الإرهابية. وشدد الخبير الروسي أن روسيا على استعداد لتقديم العون إلى مصر خاصةً في عملياتها لمكافحة الإرهاب، سواء بالسلاح أو بالمعلومات، غير أن موسكو لا تستعجل في منح الضوء الأخضر لعمليات تدخل أجنبي جديدة، ذلك أن مخاطر العواقب كبيرة سواء لدولة بعينها أو لمنظومة العلاقات الدولية برمّتها. ويرى مدير المركز الروسي للدراسات السياسية — الاجتماعية والخبير العسكري فلاديمير يفسييف أن "روسيا سوف تعمل بحذر. ولن تنجر إلى تحالفات عسكرية خاصة تلك التي تلعب الدول الغربية دوراً رائداُ فيها، وعلى الأخص فرنسا". وأضاف يفسييف أن روسيا سوف تدعم مصر معنوياً وسياسياً وتقنياً في مبادراتها إزاء ليبيا، إنما بمحاذير معينة: بما يبقي الكلمة العليا لمجلس الأمن الدولي". ولفت الخبير الانتباه إلى مسألة أخرى متعلقة بزيارة الوزير شكري إلى موسكو، وهي توقيتها مع زيارة الرئيس القبرصي نكوس أنستادياس الذي ناقش مع الرئيس فلاديمير بوتين القضايا التي لا تخص قبرص فحسب، بل قضايا بلدان حوض البحر المتوسط، بما فيها مصر وليبيا وغيرهما. مشيرا أن الأمر يوحي بشكل حلف إقليمي جديد يمكن أن يضم بعض البلدان الأوروبية والعربية، بما فيها تلك البلدان الميالة اليوم إلى روسيا. ويأتي هذا على الرغم من مساعي الولاياتالمتحدة إلى عزل روسيا بسبب الأحداث في أوكرانيا. وتمثل كل من اليونان وقبرص ومصر أضلاع هذا الحلف. ففي نوفمبر من العام الماضي، التأمت قمة ثلاثية في القاهرة لرؤساء هذه الدول، وقد أطلق عليها آنذاك الرئيس عبد الفتاح السيسي "الحلف الجديد". وقال يفسييف " إن روسيا تحتاج إلى نقاط ارتكاز على شواطئ البحر المتوسط، ويأتي التعاون مع قبرص واليونان ومصر بفائدة كبيرة في هذا المجال. فنقطة الخدمة التقنية العائدة لروسيا في ميناء طرطوس السوري أضحت قديمة، ولا تفي بالغرض كلياً، ولا بد من البحث عن أمكنة أخرى، والإمكانيات متوفرة لدى مصر وكذلك قبرص". وتابع الخبير الروسي :"تأكيداً لذلك أعلن الرئيس القبرصي من موسكو أن روسيا ستستطيع استخدام قاعدة "أندرياس باباندريو" الجوية، وكذلك بإمكان السفن الحربية الروسية الدخول إلى ميناء "ليماسول" بصورة دائمة. وخلص يفسييف إلى أنه بهذا، فإن روسيا تطرح تحدياً آخر أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية، إنما هذه المرة بمعونة قبرص واليونان ومصر.متسائلا ما العمل إذا كان الأمريكيون يفتقرون إلى المحبة في هذه البلدان، كما في فلسطين؟.