أعرب محمد بن شيمباسى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لغرب إفريقيا،عن خشيته أن يشهد عامى 2015 و 2016 توترات وأعمال عنف فى عدد من بلدان إقليم غرب أفريقيا بسبب هشاشة الموقف السياسى فيها وان ينعكس ذلك سلبا على كافة مناطق الاقليم. وأشار بن شيمباسى،الذى يشغل أيضا مكتب شئون غرب افريقيا فى الأممالمتحدة،في تصريحات للصحافيين من مقر الأممالمتحدة إنه أبلغ مجلس الأمن الدولى فى جلسة خاصة هذا الأسبوع بتخوفاته تلك طالبا إيلاء اهتمام خاص ببناء القدرة على التدخل فى الوقت المناسب فى حالة نشوب أية توترات فى الإقليم. وقال بن شيمباسى إنه يرصد بعين القلق إلى التوترات الحاصلة فى جامبيا وبوركينا فاسو و المحاولة الانقلابية على الرئيس الجامبى يحيى جامع التى تم إحباطها نهاية العام الجارى و التى تعد المحاولة الانقلابية الثالثة فى الأعوام الثمانية الأخيرة ضد حكم جامع الذى استمرت لأكثر من عشرين عاما . وفى بوركينا فاسو فقد نجحت وساطة تجمع تعاون دول غرب افريقيا "إيكواس" بالتعاون مع الاتحاد الافريقى والأممالمتحدة فى التوصل الى اتفاق العمل بفترة حكم مدنى انتقالى تقود فى نهاية الامر الى تولى حكومة مدنية منتخبة ديمقراطية فى اعقاب الاطاحة فى انقلاب وقع فى أكتوبر 2014 ضد رئيس البلاد بليس كومباورى الذى حاول ادخال تعديلات على الدستور البوركينى تضمن له البقاء فى الحكم لفترة رئاسية ثالثة . وقال بن شيمباسى ان اهم ما لفت إليه انتباه مجلس الأمن الدولى هو أن عامى 2015 و 2016 سيشهدا انتخابات رئاسية فى عدد من بلدان غرب افريقيا هى بينين و ساحل العاج و غينيا و نيدجيريا و توجو التى شهدت فى نهاية العام 2014 تظاهرات عارمة احتجاجا على فشل البرلمان و النخب السياسية فيها فى وضع حد لعدد فترات تولى الرئاسة لرئيسها و إصلاح نظام التصويت لدورة واحدة ، وفى جمهورية بينين تواجه حكومتها انتقادات حادة لعدم وفائها بإدخال نظام التصويت الاليكترونى لإنهاء التشكيك الدائم فى نزاهة عمليات التصويت فى الانتخابات العامة و الرئاسية المقررة فى هذا البلد وكذلك لفشلها فى ميكنة كشوف الناخبين ممن يحد من ظاهرة التلاعب فى قواعد بيانات الناخبين . وفى نيجيريا التى ستشهد انتخابات رئاسية فى العام القادم ، توقع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لغرب افريقيا إلا تمرر حركة بوكو حرام الإرهابية المتطرفة هذه الفرصة دون النيل من استقرار وأمن الانتخابات النيجيرية و تعكير أجواء العملية الديمقراطية فى هذا البلد الغرب أفريقى الهام و الأكثر سكانا على مستوى القارة ، و قد واصلت بوكو حرام عملياتها الإرهابية فى مناطق شمال نيجيريا وهى العمليات التى وصفها بن شيمباسى فى تصريحاته بأنها تتم بالوكالة عن تنظيم القاعدة الإرهابى تقوم به تلك الجماعة المحلية التكفيرية التى امتد نشاطها إلى الكاميرون المجاورة وتسببت فى نزوح 300 ألف نيجيرى إلى الكاميرون و شمال أفريقيا وجنوب غرب النيجر. وقال بن شيمباسى إن مكتب الأممالمتحدة لشئون غرب افريقيا يعمل بشكل وثيق مع حكومات كل من النيجر و نيجيريا و الكاميرون و تشاد من خلال المفوضية الإقليمية لتنمية دول حوض بحيرة تشاد العظمى لحفظ الأمن و تنسيق الجهود الرامية إلى إحلال الاستقرار فى تلك المنطقة وتبادل المعلومات بشأن تجارة الأسلحة و المخدرات و تهريب البشر و مكافحة الإرهاب. كما يعمل مكتب شئون غرب أفريقيا فى الأممالمتحدة على تنسيق جهود التعاون بين بلدان الإقليم لمواجهة ظاهرة القرصنة البحرية فى خليج غينيا و التى ترتبط بها ظاهرتا الاتجار فى المخدرات و تجارة النفط المهرب و على المستوى الإنسانى عمل المكتب بتعاون وثيق مع حكومات غينيا و سيراليون و ليبيريا لمواجهة تداعيات وباء الإيبولا المحتملة خلال عامى 2015 و 2016 و بخاصة فى مجالى حرية السفر والانتقال و الفساد فى القطاعات الصحية والإغاثية.