ولعها ولعها.. شعللها شعللها

يا سلاااااام.. أحب ألعب فى الحريقة قوى! عندى لك اقتراح جميل متناسب مع المرحلة الاحتراقية الحالية.. إيه رأيك عزيزى القارئ فى أن نجمع بعضنا أنا وانت وعيال الحارة ونلبس ريش هنود حمر وكل منا يمسك إيد مقشة فى إيده، بالزعزوعة أو بدون، لن أتدخل فى حريتك الشخصية، ثم نحضر الطبل والزمر ونغنى ونرقص حول الحريقة ونسعد بشعللتها.. عند سيادتك ريش هنود حمر؟ أنصحك تنزل تشترى علشان تلحق الحريقة.. هو إحنا كل يوم هيتحرق لنا بلد؟! أنصحك ألا تضيع الوقت.. ولست أدرى لماذا يتعجب المتعجبون.. طيب بذمتك يا شيخ، عندما ترى أحدهم لمدة ثمانين عاماً وهو مازال ما انفك ما انحل ما فتئ محروماً من أكل الفراخ.. ثم فجأة يحضرون أمامه فرخة مشوية على السيخ، ثم يتفذلكون ويأمرونه بأن يأكل منها ورك واحد فقط.. بذمتك يا شيخ هل سيقنع بأن يأكل الورك فقط أم أنه سينقض على الفرخة كلها وهو ما زال ما انفك ما فتئ ما انحل ما انهبل يلتهمها حتى يقرقش العظم؟ وطبعاً لو حاول خمسون جدع مثل حضرتك أن ينتزعوه من الفرخة أو ينتزعوا الفرخة منه سيفشلون جميعهم وسيظل متشبثا بها..
حضرتك تعرف تنط من البوكس؟ أنصحك تبدأ تتعلم.. ومن الناحية الأخرى أتعجب جداً ممن كانوا بالأمس حبايبهم وهم الذين سفلتوا لهم الطرق والكبارى، والآن يهددونهم من تكرار سيناريو 54.. طيب لماذا لم يقولوا هذا الكلام لأنفسهم أولاً؟! لماذا لم يضعوا نصب أعينهم ما حدث فى هذا السيناريو ويأخذوا الموعظة منه ولا يكرروا بداياته؟! أما بقى من يرى أن ترشيح خيرت الشاطر كان رداً على مولد سيدى أبوسماعين فى الجمعة السابقة، فردى عليه أن هذه مجرد صدفة بحتة.. الرجل أعرب عن دهشته وعدم توقعه لمثل هذا الكرنفال.. بالمناسبة، حضرتك بدأت تتعلم تنط من البوكس؟ أنصحك تبدأ تتعلم على بسكلتة الواد حمادة.. خليه ياخدك وراه ثم اقفز فجأة.. وبغض النظر عن أن ذلك المولد قد أغلق الشوارع كلها، لكننى لا أستطيع أن أنكر أنه علمنى الأدب..
لقد كنت فى وسط هذا الزحام أصطحب أسرتى ومتوجهين إلى نادى الجزيرة، وفجأة ما إن خرجنا من نفق الجلاء إلى مطلع كوبرى أكتوبر إلا وفوجئنا بالهيصة والزمبليطة يميناً ويساراً.. ولأننى حريفة سواقة منذ عشرين عاماً فأنا أجيد تفادى السيارات التى تكسر على فجأة، لكننى لابد أن أسب السائق وأقوله: يا حيوان.. لكن يومها بقى اتعلمت الأدب، وعندما كسرت على سيارة تابعة للمولد مسكت لسانى فى آخر لحظة ثم قلت له: ثكلتك أمك.. ما هو لكل مقام مقال، ومحدش يزعل من الحق.. حضرتك بقى بدأت تتعلم تنط من البوكس ولاَّ لسه؟ أنصحك تبدأ.. لكنى برضه لست أدرى لماذا جزم هؤلاء وهؤلاء أن هذا المولد كان لمرشح بعينه رغم أن المرشح نفسه أبدى دهشته منه؟
لقد رأيت رجلاً فى وسط الزحام يصحب زوجته الحامل وجعلها تنام على الرصيف ثم سنترها أمام بوستر للمرشح لتسهيل الولادة.. ورأيت راجل غلبان آخر يحك نفسه فى أحد البوسترات لكى يشفى من الجرب.. ولعلمك بقى، لقد رأيت بعينى بضع سيدات حديثات الولادة يحملن رضائعهن ملفوفين فى البوسترات وماشيين يرشوا الملح سبع مرات ويمدحوا فى إيد الشيخ الخفيفة! المهم أنه فى النهاية انفرط العقد ممن كان يظن نفسه فتكا وأنه ممسك به.. وبعد أن كنت أظن أن التوجه للتحرير سيكون على مشارف العام القادم أصبحت الآن أنتظره بين اليوم والغد.. ولأننا جميعاً عندما نلتقى فى التحرير هييجى البوكس يلمنا فقد بدأت أتعلم من الآن مهارة القفز من البوكس، ناوى تتعلم تنط من البوكس ولاَّ هتسيبنى أنط لوحدى؟
نقلاً عن المصري اليوم