ماذا تريد جماعة الإخوان المسلمين وإلى أى مدى تريد من السلطة فى مصر وما هى أقصى طموحاتها بعد النجاح الكبير الذى حققته بعد ثورة يناير المباركة التى استطاعت تغيير وجه الحياة السياسية فى مصر وأن تعود الدولة المصرية لسابق عهدها من المدنية والتطور والحضارة، ولكن ما حدث من ترشح المهندس خيرت الشاطر لرئاسة مصر أحدث صدمة كبرى فى الشارع السياسي المصري وجعلنا نتساءل جميعًا: "هل دولة الإخوان تحكم مصر أم هى مرحلة من مراحل حكم الخلافة الإسلامية". إن ترشيح الجماعة لخيرت الشاطر بعد وعودها بعدم الترشح لرئاسة الجمهورية يجعلنا نسألها: "لماذا تم نقض جميع التصريحات السابقة بعدم دفع مرشح رئاسي من الجماعة؟ ولماذا الآن تحديدًا بعد أن تعالت الأصوات فى الشارع المصري خوفًا من سيطرة الإخوان على جميع المناصب بداية من النقابات ثم مجلسي الشعب والشورى وقريبًا الحكومة المصرية ثم الرئاسة، فماذا ستترك جماعة الإخوان المسلمين لجميع التيارات السياسية فى الشارع المصري؟". ماذا بعد؟ هل تريد جماعة الإخوان المسلمين الصدام مع المجلس العسكرى أم القوى السياسية أم ماذا بعد إصرارها على الاستحواذ على جميع السلطات التشريعية والتنفيذية فى مصر؟ ألا تخشى الجماعة أن تصرفاتها تؤكد رؤية وقلق الشارع السياسي المصري لها أنها أصبحت بديلاً للحزب الوطنى الديمقراطى الذى جمع كل السلطات فى يده؟ وهل تصمت الكيانات السياسية الليبرالية واليسارية والعلمانية وجميع القوى الشبابية الثورية أم تدخل فى صدام مع جماعة الإخوان المسلمين؟ وأعتقد أنه إذا حدث ذلك ستدخل مصر فى موجة جديدة من الثورة التى تسعى للحرية والعدالة الاجتماعية. ماحدث من الإخوان عقب إعلانها دعم الشاطر للرئاسة يجعل المواطن المصري يتساءل: "ماذا تريد جماعة الإخوان المسلمين ولماذا تريد السيطرة على كل شيء ولماذا ترفض التوافق المجتمعى وتوزيع السلطات على جميع التيارات السياسية من أجل إنقاذ مصر من الدخول فى مأزق كبير يجر البلاد لفتنة كبرى من الممكن أن تحرق مصر كلها؟"، فالجميع يرى أن انفراد فصيل واحد بالسلطة مؤشر خطير لأنه سيخلق فرعونا جديدا وسيجعلنا نتساءل: "هل الإخوان هم الوجة الآخر للحزب الوطنى أم ماذا؟". هل ترشيح المهندس خيرت الشاطر يعود بنا إلى تزاوج المال بالسلطة، فهو أحد كبار رجال الأعمال فى مصر ويعتبر وزير مالية جماعة الإخوان المسلمين، وهل سنعود للتساؤل: "ما سر الصفقة بين المجلس العسكرى والإعفاء عن الشاطر فى جميع القضايا المتهم فيها أم أنه فصل جديد من فصول تأسيس دولة الإخوان المسلمين؟". ماذا سيحدث فى مصر وهل يوافق الشعب بمختلف طوائفه على أن يكون كل شيء فى يد الإخوان وتحت سيطرتهم، فمعروف للجميع أنهم فى طريقهم للسيطرة على الحكومة ثم تشكيل المحافظين ثم انتخابات المحليات فهل تركوا شيئًا للمصريين وهل أصوات المصريين التى ذهبت للإخوان من أجل تأسيس دولة الإخوان أم من أجل إعطائهم الفرصة لتقديم برنامجهم من أجل إنقاذ مصر، وهو ما وضح عكسه من تديين السياسة بداية من استفتاء مارس ثم كارثة الانتخابات الطائفية والآن أزمة هيمنتهم على تأسيسية الدستور، فماذا بعد؟ هل تختفى مصر وتعلن دولة الإخوان كبداية لمشروع الإخوان الكبير فى تأسيس الخلافة الإسلامية وعودة الدولة الكبرى تحت رعاية المرشد العام والتنظيم العالمى للإخوان المسلمين.. من الواضح أن الأيام المقبلة ستشهد صراعًا كبيرًا فى المشهد السياسي المصري بعد نزول خيرت الشاطر ممثلاً لجماعة الإخوان المسلمين في انتخابات الرئاسة، ولكننا نتمنى من الإخوان التعلم من دروس التاريخ وأن الشعب الذى صعدهم قادر على إسقاطهم، ونقول لهم الأيام المقبلة ستثبت من الأقوى الجماعة وتنظيماتها السرية أم الشعب المصري. د/ إيهاب العزازى باحث - محلل سياسي