خبراء حول قمة "السيسي-البشير": * لن تسفر عن تغيير الموقف السوداني بشأن "سد النهضة" * تحسم مصرية "حلايب وشلاتين" * تفعيل "الحريات الأربع" هدف رئيسي لها * ستخرج بتعهد من "البشير" بوقف دعم ميليشيات ليبيا الزيارة الأولى للرئيس السوداني عمر البشير إلى مصر اليوم منذ 30 يونيو، تأتي في ظل عدد من الملفات الساخنة على صعيد العلاقات المصرية السودانية، على رأسها ملف سد النهضة، والعلاقات التجارية بعد إنشاء ميناء قسطل، بالإضافة للتصريحات السودانية الأخيرة عن وحلايب وشلاتين، إلى جانب ملف الإرهاب، وموقف حكومة البشير من الإخوان. وحول الملفات التي ستتم مناقشتها بتلك القمة، أكد الدكتور أيمن شبانة، المتخصص في الشئون الأفريقية، أن القمة المصرية السودانية التي ستنعقد اليوم السبت، لن تسفر عن تغير نوعي في الموقف السوداني فيما يخص قضية سد النهضة، لافتا إلى أن النظام السوداني تعامل في هذه القضية بمنطق وضع مصالحه فوق مصالح الشعبين المصري والسوداني، وأن القوات الإثيوبية تحمي مصالح النظام في السودان، بالإضافة إلى أن هناك فوائد تعود على السودانيين في شرق السودان من الطاقة وإنقاذ أراض من الغرق. وأضاف شبانة، في تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، أن "النظام السوداني لا ينظر للمصالح الاستراتيجية للدولة على مدى طويل، مما يعصف بالأمن المائي السوداني المصري"، لافتا إلى أن "وزير الري السوداني بالأمس ترك الحديث عن أزمة سد النهضة وتطرق للحديث عن "حلايب وشلاتين"، مشددا على أن ذلك لم يتفق مع الكياسة والدبلوماسية. وأكد أنه "بالنسبة للإرهاب، فإنه من المتوقع أن يتعهد الرئيس البشير بالتوقف عن دعم الميليشيات المسلحة بليبيا، ويستجيب لضغوطات الدولية للتوقف عن ذلك"، مشيرا إلى أن "السودان تدرك أن المجتمع الدولي سيتحرك قريبا بتحالف دولي لواجهة التكفيريين في ليبيا، وسيفضل ألا يبقى بعيدا عن تحركات المجتمع الدولي". ولفت شبانة إلى أن "السودان بالفعل بدأ يخفف من دعمه للإخوان المسلمين، بدليل خروج قيادات الإخوان منها". وأكد أن "العلاقات الاقتصادية هى الأفضل بين البلدين"، لافتا إلى أن "ميناء "قسطل وادندان البري" يقلل تكاليف النقل، ويزود حجم البضائع، ورؤوس الأموال"، مشيرا إلى أنه "من المتوقع أن يتم الحديث عن إعادة مجلس الأعمال المصري السوداني بعد أن توقف بعد زيارة مرسي للسودان". ولفت شبانة إلى أنه سيتم التطرق أيضا لاتفاقية الحريات الأربع، مشيرا إلى أن مصر ستستمر في تأجيلها لأن الجانب السوداني لا يسيطر بشكل كامل على الحدود السودانية التي تصل ل1275 كيلومترا، مما يجعل مصر قلقة بشان أمنها القومي. وحول قضية حلايب وشلاتين، قال شبانة إن هذا الموضوع سيتم الاتفاق بشأنه في جلسة مغلقة بين البشير والسيسي على التهدئة في التصريحات المتعلقة به وألا يسعى السودان لتصعيده دوليا، لافتا إلى أن السيسي يفهم جيدا أن خروج البشير وحكومته بتصريحات عن هذه القضية بهدف إرضاء المعارضة الداخلية، وأن السودان لن يصعد الموقف. وقالت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية للشئون الأفريقية السابق: إن زيارة الرئيس عمر البشير لمصر، في هذا التوقيت تؤكد على أن هناك إعادة تقييم للموقف السوداني المعارض للثورة المصرية في 30 يونيو، وتشير إلى استيعاب السودان أن مصلحتها في التقارب مع مصر . وأضافت عمر في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" ان أزمة سد النهضة ليست مطروحة بين قائمة الموضوعات التي سيتم تناولها خلال القمة خاصة بعد الاتفاق على تكليف مكتب استشاري عالمي بتقييم أثار سد النهضة الإثيوبي بالامس. وأكدت ان الموضوع الرئيسي الذي سيتم تناوله خلال القمة اليوم هو اتفاقية الحريات الأربع الموقعة منذ 7 سنوات والتي لم يتم تفعيلها إلى الآن، لافتة إلى ان كل طرف سيقوم بعرض وجهة نظره بخصوص هذه الاتفاقية ليتم التفاوض لإزالة أي عقبات امام تنفيذ تلك الاتفاقية . قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية سابقا، أن مصالح مصر والسودان واحدة، لذا فأي نتائج سيتم الخروج بها من القمة المصرية السودانية التي تنعقد اليوم ستكون في صالح البلدين، لافتا إلى أنهما تدركان اهمية التعاون الإقتصادي المائي بينهما. وأضاف بيومي في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أن مصر والسودان دولتا مصب لذا فالموقف السوداني فيما يخص مسألة سد النهضة، رغم انه يبدو داعما لإثيوبيا، إلا أنها في واقع الامر ليس لها أي مصلحة مع إثيوبيا في هذا الموضوع، مشددا على أن السد قد يؤثر على حصة السودان نفسه، لذا فالدعم السوداني لمصر في موقفها مضمون. وأكد بيومي على أن التنسيق في محاربة البلدين للإرهاب بلا شك سيكون من أبرز موضوعات اللقاء، لافتا إلى أن هذا التنسيق قد يتم في شكل تأمين للحدود المصرية السودانية. وكذلك أكد بيومي أنه لا يتوقع تغيرا في الموقف المصري فيما يخص التمسك بمصرية حلايب وشلاتين، لافتا إلى أن السودانيين أضاعوا نصف بلدهم الجنوبي وليس من المنطقي الآن أن يتحدثوا عن انتماء حلايب وشلاتين لهم خاصة ان كافة الخرائط الدولية والعربية تؤكد مصرية المنطقتين، لافتا إلى ضرورة حسم هذا الامر في لقاء اليوم. وتابع: "مصر جاملت السودان كثيرا في هذه القضية لكن لابد من التوقف عن إثارتها وفي النهاية مصر والسودان كانتا مملكة واحدة". ولفت بيومي إلى ان السادات كان دائما يقول "نتمني لو ان حدود السودان الشمالية اسكندرية وحدود مصر الجنوبية جوبا".