أكد خبراء عسكريون أن التطورات الإقليمية والدولية وضعت الجيش الوطنى الشعبي والقيادة السياسية للجزائر أمام مسئولية تاريخية مع تزايد نفوذ الجماعات الجهادية في ليبيا، وظهور الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والمؤشرات القوية لتمددها إلى أجزاء في ليبيا وكذا التهديد الذي تتعرض له تونس. وقال الخبراء لصحيفة "الخبر" الجزائرية اليومية انه رغم عقيدة الجيش الوطني الشعبي التي تحرم القتال خارج حدود الجزائر إلا أن الانتظار حتى تتعرض الأراضي الجزائرية للاعتداء سيكون عملا ينطوى على الكثير من المخاطرة.. وهنا اعربوا عن اعتقادهم بأن الجزائر لن تتدخل في ليبيا عسكريا إلا في حالتين وبسيناريو محدود هو: غارات جوية صغيرة أو غارة كبيرة ومحدودة الزمن تنفذها قوات محمولة جوا تنطلق من قواعد جوية في الشرق وفى الجنوب الشرقي. وأشارت الصحيفة إلى أن المخططين العسكريين في هيئة أركان الجيش الوطني الشعبي وضعوا سيناريو جاهز للتدخل عسكريا في ليبيا ... وهذا السيناريو أو الخطة العسكرية لا تعنى بالضرورة حربا كبيرة حسب مصدر أمنى رفيع كما أن التخطيط لا يعنى أن التدخل بات فى حكم الأمر المؤكد ... لكن الأوضاع فى ليبيا قد تدفع الجيش الجزائري لكسر القاعدة والتدخل لمنع وقوع إحدى كارثتين. وتتضمن خطط التدخل حسبما أشارت الصحيفة تنفيذ سلسلة من الغارات الجوية المركزة بطائرات (سوخوى 30) الروسية الحديثة وعدد من القاذفات بعيدة المدى من الخط الثاني ضد أهداف تابعة لجماعات سلفية جهادية في ليبيا متهمة بدعم الجماعات الإرهابية في شمال مالي.. وتنفذ هذه الغارات الجوية على مراحل لتدمير الخطوط الخلفية وقاعدة التدريب والإسناد للجماعات الإرهابية فى ليبيا ... وقد تشارك فيها 100 طائرة تنطلق من القاعدة الجوية أم البواقي بالشرق الجزائري. وهناك سيناريو ثان يتضمن تنفيذ غارات بقوات خاصة محمولة جوا في مواقع ضد جماعات إرهابية في ليبيا، ويصل تعداد هذه القوات الجاهزة للتدخل 3 آلاف عسكري منهم قوات نخبة النخبة اللواء 104 للمناورات العملياتية، وتنفذ مثل هذه العملية فى حالتين : الأولي توافر معلومات على قدر كبير من الأهمية حول تهديد جدى للأمن القومى أو محاولة تكرار سيناريو عين اميناس انطلاقا من الأراضي الليبية حيث ان ما يسمى ب "البطن الرخوة" للصناعة النفطية للجزائر فى إليزى وورڤلة يمكن استهدافها انطلاقا من الجنوب الغربي لليبيا ... والثانية سيطرة الجماعات السلفية الجهادية على السلطة في ليبيا والاعتداء على تونس لدعم الجماعات السلفية الجهادية فيها لإسقاطها من أجل السيطرة على أجزاء منها.