رصدت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية الهجوم على 8 معابد يهودية في دول أوروبية خلال أسبوع واحد فقط الشهر الماضي ، وفقا لما أكده المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية فى فرنسا "كريف" ، وتضمنت عمليات الهجوم هتافات ولافتات من بينها : "الموت لليهود" و "شق حناجر اليهود" و "إحراق اليهود". وأبرزت الصحيفة - في تقرير على موقعها الإلكتروني اليوم السبت - اندلاع أعمال احتجاجية مؤيدة للحق الفلسطيني في عدة مدن أوروبية ، وتدين الاعتداءات الإسرائيلية التي شبهها المشاركون في الأعمال الاحتجاجية بمحرقة اليهود التي أججها النازيون ، ورفعوا شعارات تصل إلى حد السباب مثل "يا يهودي ، يا خنزير ياجبان ، إخرج وحارب وحدك" ، وأيضا "حماس ، حماس ، اليهود للغاز" ، في إشارة إلى إحراقهم ، وفق ما ذكرته "ذا جارديان". ونوهت بأن الصراع في غزة اتخذ منحنى جديدا في جميع أنحاء أوروبا وبدأ في التصاعد ، ورأت أن ذلك ليس مألوفا ، حيث لوحظ منذ فترة طويلة من قبل الشرطة ومنظمات الحقوق المدنية اليهودية ارتفاع ملحوظ في عدد الحوادث الموصوفة ب"معاداة السامية" بعد اشتعال الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. وقالت الصحيفة أنه أثناء تنفيذ إسرائيل عدوانها على غزة أواخر عام 2008 وبداية 2009 والذي اسمته (الرصاص المصبوب) سجلت فرنسا خلال الأسابيع الثلاثة من العدوان 66 حادثة (معادية للسامية) ، بما في ذلك الهجمات على المطاعم والمعابد المملوكة لليهود وزيادة حادة في عدد رسومات الجرافيتي المعادية لليهود. ووفقا لأكاديميين وقادة يهود ، تعد هذه المرة مختلفة جدا ، وأصبح الوضع أكثر من مجرد رد فعل للصراع ، كما يقولون ، وأضافوا أن التهديدات ، وخطابات الكراهية والهجمات العنيفة تدفع إلى الشعور والتعبير عن أن معاداة السامية باتت أعمق بكثير وأكثر انتشارا ، وتغذيها مجموعة واسعة من العوامل التي حققت نموا كبيرا لأكثر من عقد. ونقلت (ذا جارديان) عن ديتر جرومان رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا قوله "هذه أسوأ الأوقات منذ الحقبة النازية ، في الشوارع ، تسمع عبارات مثل (يجب إحراق اليهود بالجاز) ، (اليهود يجب أن يحرقوا) ، وإن تلك العبارات اختفت من ألمانيا منذ عدة عقود ، وإن أي شخص يقول تلك الشعارات لا ينتقد السياسة الإسرائيلية ، بل هي نابعة عن الكراهية ضد اليهود ، وأن تفشي الكراهية ضد اليهود أصبحت قوية جدا لدرجة أنها باتت واضحة جدا". ونوهت الصحيفة بأن تعداد الطائفة اليهودية في فرنسا يبلغ 500 ألف يهودي ، وهي الأكبر في أوروبا ، ونقلت قول روجر كوكيرمان رئيس المجلس التمثيلي الفرنسي للمؤسسات اليهودي (كريف) "إن اليهود الفرنسيين يشعرون بالألم ازاء رد الفعل العنيف ضد اليهود الذي ذهب أبعد من المعارضة السياسية والإنسانية بعد شعورهم بقوة القتال الحالي ، وإنهم يصرخون (الموت لإسرائيل) في شوارع باريس ، ويهتفون (الموت لليهود) " ، مبديا رفضه لرأي مفاده أن الزيادة الأخيرة في حوادث معاداة السامية نابع عن الأحداث في غزة. وقالت (ذا جارديان) إن زعماء اليهود ليسوا وحدهم في أوروبا من يشعرون بالذعر ، (في إشارة إلى وصف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للأحداث الأخيرة بأنها هجوم على الحرية والتسامح والدولة الألمانية الديمقراطية) ، وتحدث رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس عن وضوح الأفعال المعادية للسامية قائلا "مهاجمة اليهودي لأنه يهودي هو مهاجمة لكيان فرنسا ، وإن مهاجمة معابد اليهود ومحل بقالة (كوشير) ببساطة معاداة للسامية وعنصرية". وتناولت الصحيفة مظاهر (معاداة السامية) في دول أوروبية عدة ، وقالت " ففي النمسا ، كان استعداد الموسم الكروي الجديد حافلا " ، ورصدت الصحيفة إلغاء المباراة الودية بين فريق مكابي حيفا الإسرائيلي والفريق الألماني بادربورن وتحديد موعد جديد لها على خلفية تمكن عدد من الشبان من أصول تركية من تخطي حاجز أحد الملاعب بأستراليا الشهر الماضي وحاولوا الاعتداء على لاعبي فريق مكابي حيفا الإسرائيلي أثناء لقائه بفريق ( ليل) الفرنسي. وفي هولندا ، تلقت الهيئة الرئيسية لمتابعة معاداة السامية (سيدي) ، أكثر من 70 مكالمة من مواطنين يهود ينتابهم القلق خلال أسبوع واحد في الشهر الماضي ، مشيرة إلى أن متوسط المكالمات في الأوقات العادية من 3 إلى 5 مكالمات شهريا ، وأضافت أن باب منزل حاخام أمستردام، بنيامين جاكوبس، تعرض للرشق بالحجارة ، وتعرض اثنان من النساء اليهوديات للضرب ، بعد أن علقتا الأعلام الإسرائيلية من شرفات منازلهم ، وفي بلجيكا ، كتبت سيدة بلجيكية ملاحظة على باب محل تجاري تمتلكه "نحن لا نبيع حاليا لليهود". وفي إيطاليا ، وجد أصحاب عشرات المحلات التجارية اليهودية والعديد من الشركات في روما صلبانا معقوفة معلقة وشعارات معادية لليهود وعبارات على النوافذ من بينها : " كل فلسطيني هو بمثابة الرفيق ، نتشارك في نفس العدو ونفس الحصار" ، وأخرى " اقتربت نهايتكم أيها اليهود". ونوهت الصحيفة بأنه لم تظهر أي أعمال عنف في أسبانيا ، وأوردت قول زعيم المجتمع اليهودي في مدريد، ديفيد هاتشويل " إذا ما استمر العدوان الإسرائيلي لفترة طويلة جدا ، ستحدث أشياء سيئة" ، وتنتاب الجالية اليهودية الصغيرة في البلاد التي يبلغ تعدادها بين 35 ألفا إلى 40 ألف يهودي حالة من الترقب بعد توتر الأوضاع حاليا. وقالت (ذا جارديان) أن دراسات (معاداة السامية) تشير إلى واقع يؤكد أن نسبها أصبحت في تصاعد مستمر ، وأظهر استطلاع ارتفاع نسبته إلى 76 بالمائة على مدى السنوات الخمس الماضية في أوروبا ، وتقول الجمعية الفرنسية لحماية الجالية اليهودية إن المجاميع السنوية للأعمال المعادية للسامية في الألفينات ارتفعت سبع مرات عن التسعينات ، وأن اليهود الفرنسيين يغادرون الي إسرائيل بأعداد أكبر أيضا ، لأسباب يزعمون أنها تشمل (معاداة السامية) ، وأعلنت الوكالة اليهودية لإسرائيل أن 3288 يهوديا فرنسيا غادروا الي إسرائيل في عام 2013 ، بزيادة تقدر ب 72 بالمائة عن العام السابق.