وجه العديد من مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عددا من الأسئلة على صفحة الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، تدور معظمها حول ملحق أصدرته إحدى الصحف بخصوص اختلاف الفتوى بين علماء المسلمين. ورد "جمعة" قائلا: "يثير كثير من الناس الاختلاف في الفقه الإسلامي بأنه نوع من الفوضى وهو في الحقيقة رحمة بهذه الأمة ورأفة بالمؤمنين ومن أجل هذا جعل الله سبحانه وتعالى معظم النصوص في الكتاب والسنة ظنية الدلالة على الأحكام الشرعية وجعل سبحانه تبنيات المجتهدين لأدوات الفهم مختلفة وقراءة المجتهدين للواقع مختلفة كذلك". وتابع: "هذا بخلاف تغير الواقع نفسه فيتغير موضوع الفتوى، ويظن الجاهل أنه من باب التضارب ولكنه في الحقيقة من باب اختلاف الموضوع، وكل هذا واضح في قضية قبرص التي ذكرها ابن سلام في كتابه الماتع الأموال حيث اختلف سبعة من المجتهدين العظام في تلك القضية في قراءة الواقع، وفي تصويره، وفي تكييفه، وفي الحكم عليه، وفي إيقاع هذا الحكم على الواقع مراعاة للمصالح وعملاً بالأخذ بمآلات الأفعال، والمصيبة التي نحذر جمهور المسلمين منها أن من تصدر قبل أن يتعلم يحرم عليه شرعاً أن يتكلم، فإن كنت تدري فتلك مصيبة، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم". وأضاف المفتي السابق: "يشتهي كثير من الناس أن يتصدر قبل أن يتعلم وبعضهم يظن أن من حقه أن يتكلم فيما لا يفهم وأن هذا من باب حرية الرأي وعلى كل حال فقد أصبنا في عصرنا بهذا البلاء فإنا لله وإنا إليه راجعون واللهم أجرنا في مصيبتنا".