قال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء, إن كثيرًا من الناس يثير الاختلاف فى الفقه الإسلامى على أنه نوع من الفوضى وهو فى الحقيقة رحمة بهذه الأمة ورأفة بالمؤمنين ومن أجل هذا جعل الله سبحانه وتعالى معظم النصوص فى الكتاب والسنة ظنية الدلالة على الأحكام الشرعية وجعل سبحانه تبنيات المجتهدين لأدوات الفهم مختلفة وقراءة المجتهدين للواقع مختلفة كذلك. وأضاف جمعة هذا بخلاف تغير الواقع نفسه فيتغير موضوع الفتوى، ويظن الجاهل أنه من باب التضارب ولكنه فى الحقيقة من باب اختلاف الموضوع، وكل هذا واضح فى قضية قبرص التى ذكرها ابن سلام فى كتابه الماتع الأموال حيث اختلف سبعة من المجتهدين العظام فى تلك القضية فى قراءة الواقع، وفى تصويره، وفى تكييفه، وفى الحكم عليه، وفى إيقاع هذا الحكم على الواقع مراعاة للمصالح وعملاً بالأخذ بمآلات الأفعال، والمصيبة التى نحذر جمهور المسلمين منها أن من تصدر قبل أن يتعلم يحرم عليه شرعًا أن يتكلم. وأشار جمعة إلى أن كثيرًا من الناس يشتهى أن يتصدر قبل أن يتعلم وبعضهم يظن أن من حقه أن يتكلم فيما لا يفهم وأن هذا من باب حرية الرأى وعلى كل حال فقد أصبنا فى عصرنا بهذا البلاء فإنا لله وإنا إليه راجعون واللهم أجرنا فى مصيبتنا.