حذر مسئولون بالأممالمتحدة فى بيان لهم فى جنيف اليوم الجمعة من أن الأقليات العرقية والدينية فى العراق يتحملون وطأة الصراع الذى يجتاح البلاد مرة أخرى وأنه أذا لم يتم اتخاذ تدابير حماية على وجه السرعة فإن أثر الصراع على تلك الأقليات فى العراق سيكون مدمرا وغير قابل لإعادة إصلاحه . وأعربت ريتا ايزاك مقررة الأممالمتحدة المعنية بقضايا الأقليات عن قلقها البالغ إزاء سلامة أعضاء الأقليات فى العراق بمن فيهم المسيحيون والشيعة والتركمان واليزيديون وغيرهم فى مناطق العراق الشمالية والذين يتعرضون للاضطهاد على أساس الدين والعرق. وقالت المسئولة الأممية إن هؤلاء مهددون بشكل مباشر من قبل الجماعات المسلحة فى شمال العراق والتى ارتكبت بالفعل انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ولفتت إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام والجماعات المسلحة المرتبطة به والمسيطرين على مناطق فى شمال العراق متهمون بارتكاب انتهاكات جسيمة بالفعل ويرقى بعضها إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بما فى ذلك استهداف وقتل المدنيين ونهب الممتلكات وتدمير المواقع الدينية . وأكدت المسئولة الأممية أن المدنيين فى المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية وبحسب المعلومات الواردة هم مضطرون إلى الانصياع لتفسيرات صارمة للشريعة الإسلامية أو مواجهة الموت بصرف النظر عن خلفياتهم الدينية. ولفتت مسئولو الأممالمتحدة إلى مخاوفهم من أن انتهاكات حقوق الإنسان ضد الأقليات الدينية فى الموصل وغيرها من المناطق بما فيها سنجار ونينوى آخذة فى الارتفاع ، كما لفتت ريتا ايزاك إلى أن بعض التقارير الموثوقة تؤكد أن بعضا من أقليات اليزيدية والشبك ممن رفضوا الانصياع لأوامر تلك الجماعات تم إعدامهم. من ناحيته، قال تشالوكا بيانى المقرر الخاص الأممى المعنى بحقوق النازحين إن الصراع المستمر فى العراق أدى بالفعل إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون عراقى معظمهم من أفراد الأقليات الذين فروا من شمال غرب العراق ، ولفت إلى أن عمليات النزوح الضخمة تلك قد تتحول إلى أزمة إنسانية خاصة وأن التاريخ أثبت أن الأقليات بشكل خاص هم الفئة الأكثر ضعفا فى مواجهة النزوح والتشرد ، وحذر من أن توفير حماية للنازحين العراقيين من الأقليات وغيرهم أصبحت الآن حيوية للغاية .