توسعت حملة قمع ما بعد الانقلاب في تركيا لاعتقال الأقلية الكردية، وتفاقم حدة التوتر بعد استعراض نادر للتضامن من قبل النواب الأكراد مع الحكومة المنتخبة ديمقراطيًّا. أوقفت وزارة التربية والتعليم في تركيا 11.285 معلمًا هذا الشهر، بتهمة دعم الانفصاليين الأكراد، أيضًا بمرسوم أطاحت الحكومة ب24 رئيسًا للبلدية منتخبين، من الأحزاب الموالية للأكراد، متهمين بمساعدة حزب العمال الكردستاني. يقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن هذه التحركات جزء من حملة ضد الجماعات الإرهابية الكردية. وما يقوم به أردوغان هو أكبر عملية حتى الآن ضد حزب العمال الكردستاني. الحملة الجديدة التي تقودها تركيا ضد الأكراد تقلق العديد من حلفائها الغربيين، حيث إن هذه السياسيات تساعد في تفاقم الخصومات العرقية، بدلًا من الاستفادة من شعور الوحدة الوطنية والتفاوض لإنهاء ثلاثة عقود من الحرب مع حزب العمال الكردستاني. هاجمت طائرات "إف 16" الجمعية الوطنية في 15 يوليو، أثناء محاولة الانقلاب، وتضامن النواب الأكراد مع المعارضة للدفاع عن الديمقراطية، ولكن أردوغان تجاهل المبادرات الكردية، وأطاح بمحادثات السلام. ومن جانبه قال فيجين يوكسيكداج، الرئيس المشارك لأكبر أحزاب الأكراد في تركيا: "هناك حصار منهجي ضدنا، حيث يتم إقصاؤنا، وهذا من شأنه أن يزيد مخاطر وقوع انقلاب وحرب أهلية". تأتي هذه التحركات الجديدة وسط جهود ضد تنظيم داعش الإرهابي، وضد عالم الدين التركي فتح الله جولن، والذي اتهم بتدبير محاولة الانقلاب الفاشل، رغم نفيه ذلك. الساسة الأكراد والمقيمون في مدينة ديار بكر، ذات الغالبية الكردية، يتهمون الحكومة بمفاقمة التوتر عمدًا، حيث قال فايق أوزبك، البالغ من العمر 39 عامًا الذي دمر مطعمه جزئيًّا خلال حصار دام أربعة أشهر في المدينة في حي سور المركزي: "إذا أراد أردوغان الأمر كذلك، فإن الاشتباكات لن تتوقف، هو الذي بدأ الصراع الذي يدمرنا". معركة تركيا في سوريا ضد داعش، والحد من المكاسب الكردية، تجعل التمرد أكثر جرأة، فيما قال فؤاد كيمان، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة سابانجي في إسطنبول: "من المستحيل للدولة التركية أو حزب العمال الكردستاني اتخاذ أي خطوات دون النظر لما يحدث في سوريا". وول ستريت جورنال