أطاحت الانتخابات البرلمانية الأخيرة في تركيا، ولو مرحليا، بحلم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الخاص بتعديل الدستور لصالح تحويل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي، مما دفع الأخير إلى محاولة الالتفاف على هذه الهزيمة التي تعرض لها بفضل الصوت الكردي على وجه الخصوص. ولعل استئناف الحملة العسكرية للجيش التركي على حزب العمال الكردستاني في شمال العراق والمناطق التركية الحدودية، تعد من أبرز الأسلحة التي لجأ إليها "السلطان"، كما يلقب أردوغان من قبل معارضيه، لرد الضربة الكردية التي جردت حزب العدالة والتنمية الحاكم من الأغلبية بالبرلمان. وفي هذا السياق، قال موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي إن المدينة الكردية "سيزر" يبلغ عدد سكانها حوالي 150 ألف نسمة، وتقع في جنوب شرق تركيا، وهي الآن تحت حصار القوات المسلحة التركية، أو ما يسمى ب"قوة العمليات الخاصة"، وعلى مدار الساعة، يوجد بها حظر للتجوال بسبب انقطاع التيار الكهربائي وانقطاع جميع وسائل الاتصال، بما في ذلك الهواتف المحمولة والانترنت. ويضيف الموقع أن اكثر من 30 مدنيا لقوا حتفهم، وسط ادعاءات الحكومة التركية بأنها تطهر المدينة من حزب العمال الكردستاني والعصابات الكردية، نافية أي وفيات بين المدنيين. ويشير الموقع إلى أن المحنة التي تعيشها مدينة سيزر الكردية هي الأحدث والأكثر إثارة في الحرب الدولية التركية التي تشنها الحكومة ضد مواطنيها في المناطق الكردية في البلاد منذ أواخر يوليو الماضي، مستندة إلى مذبحة سروج، ولكن الشباب اليسارين الأتراك عقدوا مؤتمرا للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الكردي، خاصة مدينة كوباني السورية، والتي دار بها صراع لفترة طويلة بين الأكراد وتنظيم داعش الإرهابي. ويرى الموقع أن حرب تركيا ليست ضد حزب العمال الكردستاني فقط، ولكن الشعب الكردي ككل، وحتى الآن يستمر سلاح الجو التركي في قصف معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، على أراضي الحكومة الإقليمية الكردية بزعامة "مسعود برازاني"، حليف تركيا وأمريكا الوثيق. ويضيف الموقع الكندي أن الحرب ضد الأكراد الآن تأتي بشكل مختلف، فهذه المرة يستهدف المدنيين بشكل مباشر، والتي قد تقود إلى حرب أهلية حقيقية بين كلا الجانبين، حيث إن الشيفونية بين الأكراد والأتراك، وصلت إلى مستويات مرتفعة. ويعتقد الموقع أن السبب الرئيسي الذي يدفع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إلى شن مثل هذه الحرب على الأكراد، هي المصالح السياسية الخاصة به، خاصة بعد انتخابات 7 يونيو، وتمكن الأكراد من الدخول إلى البرلمان، بعد ربح الأكراد، ظهرت الشيفونية الإردوغانية. ويلفت الموقع إلى أن تركيا تلعب دور كبير في مستقبل المسألة الكردية في تركياوسوريا، فمع انتصارات السوريين في كوباني، سيكونوا نقطة رئيسية في إعادة تكوين منطقة الشرق الأوسط، مؤكدة أن "أردوغان" وحزب العدالة والتنمية يدركان هذه المسألة بشكل كبير. ويوضح الموقع أن "أردوغان" يرغب في عودة المجد العثماني، ولهذا السبب تدعم الجماعات الإرهابية ضد الدولة السورية، ويعتقد الموقع أنه حال خسر "أردوغان" الانتخابات المبكرة في الأول من نوفمبر المقبل، سيحاول الرئيس التركي، تغير طبيعة المنطقة، وقد يتتدخل بريا في سوريا ويحاول خلق مزيد من التوترات في الشرق الأوسط، كما أن حملته ضج الأكراد ستتضاعف.