قالت وكالة "رويترز" اليوم إن تحذيرات الرئيس السوري "بشار الأسد" لتركيا بدأت تتحول إلى حقيقة، فعندما بدأت الأزمة السورية عام 2011، صنفت أنقرة نفسها على أنها عدوة له وأصبحت دولة منبوذة، حيث توقعت سقوطه السريع مثلما حدث مع الرؤساء في مصر وليبيا وتونس واليمن، مع بدايات الربيع العربي. وتوضخ الوكالة أن "الأسد" حذر حينها من الحرب الطائفية في سوريا والتي من شأنها أن تحرق جيران دمشق، والآن بالنسبة لتركيا، فإن ذلك التحذير يبدو حقيقيا وغير مريح، خاصة للرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الذي فاز بثلاث جولات متتالية في الانتخابات العامة. وتشير الوكالة البريطانية إلى أن السياسة التركية في حالة خراب، وصورتها أصبحت مشوهة كدولة ديمقراطية وقوة إقليمية في حلف الناتو وأنها على مشارف الاتحاد الأوروبي. وتوضح "رويترز" أنه رغم ردة الفعل العنيفة ضد الإسلام السياسي في المنطقة، لايزال "أردوغان" يقدم نفسه على أنه بطل الخلافة الإسلامية، وفي الوقت نفسه يستغرب العالم من حصار مدينة كوباني السورية على الحدود التركية. وتلفت الوكالة إلى أن "أردوغان" أغضب الأقلية الكردية في تركيا، والتي تشكل نحو خمس الأكراد في المنطقة، حيث يبدو أن الرئيس التركي يفضل تمدد الإرهابيين في المنطقة بدلا من الأكراد. تصف تركيا حزب العمال الكردستاني بالإرهابي، حيث قصفت القوات الجوية التركية مواقع للحزب قرب الحدود العراقية للمرة الأولى منذ عامين، مع إسقاط الولاياتالمتحدة الأسلحة للأكراد في كوباني، اضطر "أردوغان" لتلين موقفه وفتح المعبر التركي لمقاتلي البشمركة العراقية للوصول إلى المدينة المحاصرة. يخشى المسئولون الأكراد من أن يثير ذلك عملية انتقامية ضد تركيا بسبب سماح "أردوغان" للجماعات التكفيرية العبور إلى سوريا من خلال حدودها، فتقريبا كل شيء تفعله تركيا الآن ياتي بمخاطر كبيرة. وتشير الوكالة إلى أن الاستقطاب على أسس عرقية وطائفية بدأ في الانتشار داخل تركيا، خاصة في منطقة الجنوب، حيث يقول "سيتكي" وهو صاحب محل:" أنا أفضل سيطرة حزب العمال الكردستاني على كوباني، فهم مسلمون ونحن مسلون، ولكن يجب أن يحكمنا القانون في ظل الشريعة الإسلامية". بينما يقول آخر:" الخطأ الوحيد الذي قامت به الحكومة هو فتح الباب أمام اللاجئين الأكراد، فحزب العمال الكردستاني إرهابي، كيف لديهم القدرة على طلب المساعدة منا"، وأضاف:" بالطبع هناك متعاطفين مع تنظيم داعش لأنهم يقضون على الحزب الكردستاني". وتختتم الوكالة بقولها: حتى الآن هناك إجماع واسع على أن حزب العدالة والتنمية الذي كان يرأسه "أردوغان" فشل في القيام بدور قيادي في اضطرابات الربيع العربي، والتي اجتاحت المنطقة ووصلت إلى بلاد الشام ثم تحولت إلى طائفية ارتدت على الدولة التركية العلمانية.