يبدو أن عدوى الانقلابات انتقلت سريعًا من تركيا إلى جارتها أرمينيا، التي شهدت بوادر محاولة انقلاب عسكري أو تمرد في العاصمة يريفان، بعدما هاجمت مجموعة مسلحين مركزا للشرطة، واحتجزوا سبع رهائن من عناصر، مطالبين باستقالة الرئيس الأرميني، سيرج سركسيان، وتشكيل حكومة مؤقتة. أفادت تقارير صحفية بأن مجموعة من المسلحين في أرمينيا استولوا على مركز للشرطة في حي اريبوني في ضواحي يريفان، فيما أفادت تقارير أخرى بأن المسلحين هم طيارون من الجيش اقتحموا مراكز شرطة واحتجزوا رهائن، ما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة آخرين بجروح، موضحة أنه من بين المحتجزين نائب مدير قوات أمن العاصمة يريفان، فاليري أوسيبيان، وعدد من رجال الشرطة. علقت "المنظمة الحرة المعارضة" على العملية ووصفتها ببداية انقلاب عسكري، وطالب المسلحون بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، على رأسهم زعيم جبهة المعارضة الراديكالية للإنقاذ الوطني "أرمينيا الجديدة"، جيراير سيفيليان، الذي شارك في نزاع قره باغ، وتم القبض عليه بتهمة استخدام وحيازة الأسلحة بشكل غير شرعي. وكانت محكمة في العاصمة الأرمنية يريفان، قررت في 22 يونيو الماضي، اعتقال سيفيليان لمدة شهرين، بتهمة استحواذ غير قانوني للسلاح، وبيع وتخزين ونقل أو حمل الأسلحة والذخائر والمتفجرات، من قبل مجموعة أشخاص باتفاق مسبق، ورفض المتهم الإدلاء بإفادته. و"سيفيليان" هو مؤسس مجموعة "جبهة أرمينيا الجديدة" في 2015، لمنع الرئيس الأرميني، سيرج سركسيان، من إجراء تعديلات دستورية، وكان قد اعتقل للمرة الأولى في عام 2007 بتهمة حيازته أسلحة غير شرعية، وللمرة الثانية في أبريل عام 2015 لتخطيطه القيام بمظاهرات ضد الحكومة. وقال رئيس المكتب الصحفي للشرطة الأرمنية، أشوت أهارونيان، إن قوات الأمن طوقت مركز الشرطة، وأغلقت جميع الطرق المؤدية إلى منطقة اريبونى، وشرعت في التفاوض مع المسلحين، فيما أعلن جهاز الأمن القومي الأرميني، أن مجموعة تابعة للمسلحين سعت لنشر معلومات مضللة حول بداية انتفاضة واستيلاء على المنازل والمباني، وقال جهاز الأمن في بيان: اقتحمت مجموعة من المسلحين مقرًا تابعًا للشرطة في يريفان وهي تحتجز رهائن. وأكد النائب في البرلمان الأرميني، نيكولا باشينيان، أن مجموعة هاجمت مركزا للشرطة في العاصمة يريفان، واحتجزوا سبع رهائن من عناصر الشرطة، وطالبوا ليس فقط بالإفراج عن زعيم جبهة المعارضة الراديكالية، بل استقالة الرئيس الأرميني، سيرج سركسيان، وتشكيل حكومة مؤقتة، مضيفا أن شخصين من المجموعة المسلحة هما، فاروجان أفيتيسيان وبافليك مانوكيان، خاطباه بشأن استقالة الرئيس الأرميني، وقالا أيضًا أنهما سيردان بشكل مناسب في حال مهاجمة الشرطة. في ذات الإطار، كتب أحد المهاجمين، فاروجان افيتيسيان، على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك: "نطالب بالإفراج عن جيرير سيفيليان، لن نلبي إلا أوامره، وعلى الرئيس سركيسيان الاستقالة"، وأضاف أن ضابطين كبيرين في الشرطة، هما نائب قائد شرطة ارمينيا فاردان اغيازاريان، ونائب شرطة يريفان فاليري اوسيبيان، بين الرهائن. ويعتبر هذا التوتر الأول من نوعه داخل أرمينيا، حيث لم يسبق أن شهدت انقلابًا عسكريًا من قبل، كما أنه يعتبر الأول بعد انتهاء الأزمة التي اشتعلت مؤخرًا بين أرمينيا واذربيجان حول إقليم قره باغ، التي اتهمت خلالها الأولي تركيا بتحريض الأخيرة على القيام بأعمال عدائية ضد الإقليم المتنازع عليه.