نجاحًا كبيرًا أحرزته حركة مقاطعة الكيان الصهيوني في الفترة الأخيرة المعروفة اختصارًا ب«BDS» داخل الأراضي المحتلة وعربيًا ودوليًّا، رغم الهجوم الواسع الذي تتعرض له من الكيان الصهيوني واللوبي اليهودي داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي عدد من الدول الأوروبية. وفي مؤشر على نجاح الحملة أصدرت محكمة بريطانية الأسبوع الماضي قرارًا برفض موقف الحكومة البريطانية الساعي إلى منع المقاطعة واعتبارها أمرًا غير خلاق ومرفوضًا، وذلك في ثلاثة مجالس بلدية، وقررت بالسماح بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية مرة أخرى، وردًّا على ذلك أكدت الحملة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني في بريطانيا أن هذا القرار القضائي يمثل انتصارًا لحملة المقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل وفرض العقوبات عليها، مؤكدة أن القضاء البريطاني قال كلمته في رفض إجراءات الحكومة التي كانت تهدد باتخاذ إجراءات ضد أي مجلس بلدي يقاطع إسرائيل. وحققت حركة المقاطعة «BDS» العديد من الإنجازات على مدار الأشهر الماضية، فقد خسرت شركة «ميكوروت» الإسرائيلية للمياه عقدًا كبيرًا قيمته 170 مليون دولار في الأرجنتين، كما أعلنت الحكومة الألمانية أنها ستستثني من اتفاقيات التعاون العلمي والتقني مع سلطات الاحتلال جميع الشركات والمؤسسات الإسرائيلية الموجودة في الضفة الغربيةالمحتلة، ويضاف إلى هذه الإنجازات إعلان ثاني أكبر صندوق تقاعد هولندي، الذي تقدر استثماراته العالمية ب 200 مليار دولار، سحب جميع استثماراته من البنوك الإسرائيلية. وكانت شخصيات صهيونية رفعت دعوى ضد ثلاثة مجالس في بريطانيا "ليستر سيتي، سوانسي ومجلس مدينة جويند"؛ لإرغامها على الامتثال لقرار الحكومة البريطانية والامتناع عن المشاركة في حملات المقاطعة، إلا أن قرار المحكمة جاء عكس ما دعت له الشخصيات الصهيونية، بل وطلب أن تقوم هذه الشخصيات المناصرة للكيان الصهيوني بدفع التكاليف القانونية للمحاكم البريطانية. وبعيدًا عن بريطانيا فعلى المستوى الفلسطيني نجحت الحركة في زيادة رقعة المقاطعين لمنتجات الاحتلال داخل الأراضي المحتلة، خاصة في شهر رمضان؛ بهدف دعم المنتج الفلسطيني ومقاطعة الإسرائيلي، حيث شهدت مختلف المحافظات الفلسطينية سلسلة من الفعاليات الميدانية التي قامت بها حملات المقاطعة. كما ظهر هذا النجاح على المستوى العربي، حيث سحبت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية في الكويت استثماراتها من شركة "جي فور إس" G4Sالمرتبطة بالكيان الصهيوني، حيث كشف النائب الدويسان للإعلام الكويتي أن وزير المالية الكويتي، وهو رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، أكد أن المؤسسة باعت كل أسهمها في شركة جي فور إس، وعلى أثر ذلك رحبت جومان موسى، منسقة حملات المقاطعة في الوطن العربي لدى اللجنة الوطنية الفلسطينية، بهذا الانتصار الجديد ضد "جي فور إس" قائلة: "إن قرار مؤسسة التأمينات الكويتية بتلبية نداء المجتمع المدني الفلسطيني ونداء المتضامنين الكويتيين مع قضيتنا يؤكد أن القضية الفلسطينية تعيش في وجدان الشعب الكويتي الشقيق وأن الكويت تشكل بارقة أمل في مناهضة التطبيع مع دولة الاستعمار-الاستيطاني والاحتلال". ومن جهة أخرى قالت حركة المقاطعة في الكويت "إن الكويت كانت وما زالت في مقدمة الداعمين لنضال الشعب الفلسطيني الشقيق من أجل تحقيق الحرية والعودة وتقرير المصير. فقرار مؤسسة التأمينات ينأى بالكويت عن التورط في شبهة التعامل مع شركات تتربح من الاحتلال، كما يؤكد التزام الكويت الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني والتزامنا ككويتيين في دعم هذا النضال ومناهضة التطبيع مع المحتل". فيما نجحت منظمات المجتمع المدني المغربية في حلمتها بمقاطعة بعض المنتجات الإسرائيلية التي تدخل الأسواق المغربية بطريقة سرية، وقال رئيس حركة "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل BDS"، سيون أسيدون، إن حملة مقاطعة التمور الإسرائيلية بدأت العام الماضي، وسجلت هذا العام «نجاحًا مهمًّا جدًّا لكنه يبقى نسبيًّا». ومن المعروف وبحسب تقارير عدة أن بيع التمور الإسرائيلية يمول الاحتلال الإسرائيلي، ويمول ميزانية الكيان الصيهوني، والذي يعود بالنفع على الجانب العسكري في ميزانيته. وفي لبنان أصدرت حملة مقاطعة داعمي الكيان الصهيوني بيانًا أكدت فيه أنها مستمرة في حملتها الساعية إلى توسيع قاعدة المقاطعة، واستنكرت الحملة المقابلة التي أجراها الكاتب أمين معلوف مع قناة i24الإسرائيلية، وطالبت معلوف بالاعتذار إلى الشعبين اللبناني والفلسطيني، وإلى الشعب العربي عامة، وإلى كافة أحرار العالم أيضًا، خاصة أن مقابلة معلوف تأتي وسط تعاظم مقاطعة الكتاب والأكاديميين والطلاب والمثقفين والعلماء للكيان الصهيوني. ويمثل هذا النجاح صداعًا واسعًا للحكومة الإسرائيلية، حيث حذر رئيس الكيان الصهيوني رؤوفين رفلين من العواقب المترتبة على استمرار نشاطات حركة BDS، التي تدعو إلى مقاطعة إسرائيل، بحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة، وقالت الإذاعة إن رئيس الكيان الصهيوني رؤوفين ريفلين حذر خلال لقائه رئيس الوزراء البلجيكي، شارل ميشيل، في بروكسل من العواقب المترتبة على نشاطات حركة BDS.