حمل قرار زيادة أسعار الأدوية، الذي أعلن عنه الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، منذ أيام، في طياته العديد من الكوارث، تحمل تبعاتها المرضى البسطاء؛ خاصة أنه لم يقتصر على تطبيق الزيادة على التجزئة، بل وصل أيضا إلى مستلزمات الأدوية، مثل الماء المذيب لحقن المضاد الحيوي والفوار والمكملات الغذائية والسرنجات وغيرها. كان قرار وزير الصحة بالزيادة يتضمن 20% أو 6 جنيهات فقط علي كل علبة، على غير الحقيقة؛ خاصة أن شركات الأدوية والصيدليات طبقوا الزيادة علي كل وحدة داخل العلبة؛ أي كل شريط على حدة، لتشمل الزيادة أيضا المستلزمات الطبية البسيطة، الأمر الذي أثار غضب واستياء قطاع عريض من المرضى الفقراء، ممن لا يملكون ثمن الدواء. يقول طارق أحمد، موظف: «للأسف، زيادة أسعار الدواء ليست 6 جنيهات أو 20% كما أقرتها وزارة الصحة، لكنها زادت بصورة جنونية، فمن يصدق أن كيس فوار الفواكه أصبح ب2 جنيه، بعد أن كان ب25 قرشا فقط!». وبغضب، أوضحت سلوى راضي, ربة منزل: «توجهت لشراء زجاجة مضاد حيوي لابني، لكن صدمت حينما وجدت الصيدلي يطلب مني 2 جنيه علي كيس الماء المذيب، الذي يصاحب المضاد الحيوي مجانًا في الأساس»، مضيفة: «الكارثة لم تتوقف علي زيادة الدواء فقط، بل وصلت إلى المستلزمات المصاحبة للدواء أيضا، ولا أدري إذا كان وزير الصحة يعلم الزيادة أم أن الأمر تلاعب من أصحاب الصيدليات». وأكدت منى عبد القادر، مدرسة: «بالفعل، طبقت زيادة الأدوية على مستلزماتها، التى كانت مصاحبة للدواء في السابق مجانا، لكنها أصبحت الآن تباع ضمن الزيادة الدوائية، ليصل سعر كيس الماء المذيب إلى 2 أو 3 جنيه»، مطالبة وزارة الصحة ونقابة الصيادلة بوقفة حازمة لحماية المرضى من الاستغلال والجشع. وأشار سيد محسن، محامي، إلى وصول سعر علبة الريفو في الصيدليات إلى 55 جنيها، بعد أن كان يستبدل بالفكة، مؤكدا أن الوضع أصبح سيئا للغاية، مستنكرا على وزارة الصحة إعلان زيادة الأدوية دون تحديد أي آلية للرقابة على العملية. وعلى الجانب الآخر، قال الدكتور محيي عبيد، نقيب الصيادلة، إن الصيدليات لم تستغل أزمة ارتفاع أسعار الأدوية، لكن الخلل يأتي من الإدارة المركزية لوزارة الصحة، التي تحدد سعر الدواء هل على العلبة أم الوحدة فقط، مؤكدا أن صيادلة مصر أول من تصدوا للأزمة وحاربوا من أجل تطبيق التسعيرة الجبرية للدواء، فالصيدلي ليس تاجرا، وملتزم بالتسعيرة الجبرية للدواء. وعن زيادة أسعار مستلزمات الأدوية، أكد عبيد ل«البديل»: «هناك أدوية غير خاضعة للتسعيرة الجبرية، مثل المكملات الغذائية والسرنجات وأكياس الماء المصاحبة للحقن والمضادات الحيوية، وهذا خطأ فادح، يتيح لشركات الأدوية مطلق الحرية في تسعير المستلزمات، فنجد بعض الصيدليات تبيعها بجنيه وبعضها تبيعها بعشرة، حسب شركة الأدوية وما تحدده».