تتعالى صرخات أهالي بورسعيد يوميًّا بأحقيتهم في الإسكان الاجتماعي، بعد طردهم من العشش العشوائية التي تمت إزالتها، على أمل استلام وحدات سكنية جديدة، ليتنقلوا كل عدة أشهر بين الشقق المفروشة، خاصة مع استغلال أصحاب العقارات لهم، وتأتي ردود المسؤولين على الأزمة بوعود تبددها الأيام، ولا تبقى سوى صرخات المتضررين. 100 أسرة مشردة تعد منطقة ناصر الأمين من المناطق العشوائية بمحافظة بورسعيد، وكان حل المسؤولين لأزمة العشوائيات هو طرد هؤلاء الأهالي من العشش التي يسكنونها منذ نحو 7 سنوات، لإزالتها والتخلص من العشوائيات، لكن دون توفير أي وحدات سكنية بديلة لهؤلاء الضحايا. ويقول محمود السيد، أحد المتضررين: إن عدد الأسر المتضررة 100 أسرة، كنا راضين بحالنا، حتى جاء قرار الحي والمحافظة بإزالة عششنا، لكننا رفضنا التحرك قبل توفير مأوى جديد لنا، وقطعت رئاسة حي المناخ الخدمات كافة عننا؛ مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحى، حتى تجبرهم على ترك العشش، وهو ما حدث بالفعل. وأصدرت رابطة متضرري الإسكان ببورسعيد بيانًا عبر صفحتها بمواقع التواصل الاجتماعي، أكدت خلاله أنه قد رفع 21 متضررًا من الرابطة بالأمس دعوى قضائية مدني كلي رقم 198/2016 وتحدد لها جلسة 12 مارس، ضد محافظ بورسعيد ووزير الإسكان ورئيس هيئة تعاونيات البناء والإسكان بسرعة إنهاء أعمال المشروع التعاوني، والمطالبة بتعويض عن التأخير. وعقب ذلك نظم المتضررون بمنطقة ناصر الأمين بحي المناخ عددًا من الوققات الاحتجاجية لتحقيق مطالبهم، كانت آخرها في بداية الشهر الماضي، واعتصموا أمام البوابة الخلفية لمجلس الوزراء بشارع حسين حجازي؛ للمطالة بتوفير وحدات سكنية لهم، لكن دون جدوى حتى الآن. من جانبه أوضح اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، أن سبب أزمة الإسكان ببورسعيد ترجع إلى ضيق مساحة المحافظة جغرافيًّا، مما يمثل عائقًا لبناء أي وحدات سكنية بالمدينة، وهو ما تحاول المحافظة حله في الفترة الحالية، وعلى المواطنين الانتظار حتى يتثنى لنا إرضاء الجميع. وكان محافظ بورسعيد السابق قد أعلن في مايو 2015 أن أزمة أهالي منطقة ناصر الأمين ستحل بنهاية عام 2015، لكن الأزمة لم تنته حتى الآن، مطالبين الجهات المعنية بالنظر إليهم بعين الرحمة لأنهم مشردون بأبنائهم، وأصحاب العقارات الإيجار يستغلون ظروفهم . أهالي بورسعيد.. بعضهم يمتلك شقتين بالمحسوبية وآخرون بالشارع يقول عادل كمال، أحد أهالي بورسعيد: متلك عقارًا، ولديَّ ساكن حصل على شقة من المحافظة، وكان شرط الأحقية إخلاء العين، وحصل على الشقة من المحافظة ولم يخلي العين، وأصبح لديه شقتان واحدة من المحافظة وأخرى إيجار قديم، وفي المقابل هناك أسر تنام في الشارع، فنرجو من المسؤولين تحري الدقة في أحقية المتقدم للحصول على شقق الإسكان. وأضافت علياء السيد أنها ولدت أثناء تهجير أهالي بورسعيد، فإن تقدمت للحصول على وحدة سكنية يقولون إنني لست من أبناء بورسعيد، متسائلة: «إزاي مش من بورسعيد أنا دراستي كلها في بورسعيد وأولادي من بورسعيد؟» حتى التهجير احنا اللي بندفع تمنه!! النواب يتبعون سياسة المسكنات وعندما زادت الشكاوى التي قدمت إلى للنواب، أعلنوا أنهم اجتمعوا بوزير الإسكان لاستعجال المشروعات، مؤكدين أنه قال إنه سيتم تسليم 3 آلاف و909 وحدات سكنية بشارع الأمين و4 آلاف و32 وحدة بمساكن الإمارات بإجمالي 7 آلاف 941 وحدة كمرحلة أولى، وسيتم التسليم في شهر أغسطس. وأضافوا أن المرحلة الثانية ستشهد تسليم ألفين و880 وحدة بجوار مساكن الإمارات آخر العام، كما أنه سيتم بناء 10 آلاف وحدة شرق بورسعيد، بتعليمات من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويتم الانتهاء من البناء خلال عام، و بناء 5 آلاف وحدة بجوار مساكن الإمارات وغرب بورسعيد من خلال صندوق دعم مصر. وأكد النواب للوزير أن تكون الأولوية من المستحقين لأبناء بورسعيد، كما تم التأكيد على وضع الأرامل والمطلقات في قواعد الحصول على سكن أسوة بباقي المتقدمين، وتمت مناقشة رفع سن قبول المستحقين إلى 50 سنة، وسيتم قريبًا الإعلان عن بدء المرحلة الثالثة من الإسكان الاجتماعي.