حالة من التخبط صاحبت البيان الختامي لقمة التعاون الإسلامي، حيث اختتمت أمس في مدينة إسطنبول التركية القمة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي، بعد يومين من المداولات، ولم يتم إعلان البيان الختامي للقمة على الهواء مباشرة خلال جلسة ترأسها الرئيس التركي رجب أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو، ورئيس منظمة المؤتمر الإسلامي إياد مدني، حيث جاء عدم الإعلان عن البيان الختامي وتأجيله؛ بسبب اعتراض بعض الوفود الإسلامية على بعض بنود البيان الختامي. اعتراض إندونيسيا إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية، اعترضت على بنود متعلقة بحزب الله في مشروع بيان قمة اسطنبول، الذي يتضمن فقرة ضد حزب الله بمسعى من المملكة السعودية، التي تستغل أي فرصة، سواء كانت في منظمة دول التعاون الخليجي أو الجامعة العربية، أو في زيارتها للدول العربية؛ حتى تتهم حزب الله بأنه إرهابي، ويرى مراقبون أن موقف السعودية من حزب الله جاء كنوع من تصفية الحسابات معه، على خلفية الانتصارات التي يحققها حزب الله في سوريا مع الجيش السوري، الأمر الذي تعارضه الرياض بشدة، خصوصًا بعد تراجعها في اليمن؛ تمهيدًا لجولة مفاوضات مع حركة أنصار الله الشهر الجاري في الكويت. كما تحفظت أيضًا على البند المتعلق بحزب الله كل من الجزائر ولبنان وإيران والعراق، أما بالنسبة للوفد الإيراني فقد اعترض على نقطتين بشأن التدخلات الإيرانية في المنطقة، ودعمها منظمات مثل حزب الله اللبناني، واعتبر مساعد الخارجية الإيرانية للشؤون القانونية والدولية عباس عراقجي، أن منظمة التعاون الإسلامي تعاني من ضعف بنيوي وهي واقعة تحت تأثير عدد من الدول التي توجهها نحو أهدافها الخاصة، من خلال أدواتها المادية. ولم تكن المرة الأولى التي تتحفظ فيها الجزائر والعراق ولبنان على القرارات السعودية، التي تسعى لتمريرها عبر القمم والاجتماعات التي تشارك فيها، حيث تحفظت من قبل هذه الدول على قرارات لوصف حزب الله بالإرهاب، في مؤتمرات تابعة لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية والداخلية العرب، بالإضافة لدول أخرى كتونس صاحبة المواقف المترنحة، ويرى مراقبون أن المال السعودي يؤثر على مواقف الكثير من الدول العربية الفقيرة، مما يمكن الرياض من استصدار قرارات معينة من هذه الدول لا تعبر بالضرورة عن إرادتها. السعودية والتعنت ضد حزب الله يبدو أن دولة بحجم السعودية قررت بالفعل أن تجاري حزب الله الذي يقل عنها بالإمكانيات الاقتصادية والإعلامية، ففي نهاية المطاف حزب الله لن يتعدى إطار الحزب، مما يجعل الرياض في موقف محرج، خاصة بعد رفض مجلس الأمن طلبًا سعوديًّا بهذا الشأن، حيث ذكرت صحيفة «السفير» اللبنانية أن مصادر خليجية كشفت لها عن محاولة من طرف السعودية لتسويق مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يصنف «حزب الله منظمة إرهابية»، وأفادت الصحيفة أمس أن المحاولة أحبطت في مهدها بتصدي روسيا والصين وتجاهلها من قِبَل الولاياتالمتحدة، كما بينت الصحيفة أن السعودية لا تستطيع اللعب في غير الساحات التي تمولها، ومنها «منظمة التعاون الإسلامي».