تحولت مراكز الشباب إلى أوكار للأعمال المنافية للآداب، أو مقالب قمامة تؤوي الحيوانات الضالة. فبحسب بيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء انخفض تعداد المنشآت الرياضية في مصر من 5 آلاف و23 منشأة في عام 2013 إلى 4 آلاف و945 في عام 2014، باعتراف رؤساء المنشآت الرياضية، ومنهم من يلجأ لتأجير الملاعب بمقابل مادي لتطوير المركز؛ حيث إن وزارة الرياضة تسحب منهم تلك المبالغ باستمرار. من هنا اتجهت «البديل» إلى رصد ما وصلت إليه مراكز الشباب بمصر، وعرض آلية تطويرها. مراكز شباب المنيا.. خرابات منسية عقب زيارة وزير الشباب والرياضة المنيا، أعلن عن انتهاء تطوير 55 ملعبًا بنظام النجيل الصناعي، بواقع 50 ملعبًا خماسيًّا و5 ملاعب بالأبعاد القانونية كمرحلة أولى، بتكلفة 47 مليونًا و500 ألف جنيه، فيما قالت مريم أسعد، مديرة المديرية: انتهينا من تطوير وإنارة 140 منشأة رياضية بمراكز المحافظة، بتكلفة 74 مليون و780 ألف جنيه. ولم يتطرق الوزير إلى الحديث عن مراكز شباب القرى، موضحًا أن الوزارة ملتزمة بدعم الفرق بمبلغ ألف جنيه مقابل كل نقطة يحصدونها في مشوار دوري مراكز الشباب؛ دعمًا من الوزارة. وفي مركز شباب قرية صفط اللبن، المشهر سنة 1976، ومساحته 4 آلاف متر، أقيمت على ملعبه مدرسة للتعليم الأساسي؛ لتتقلص مساحته إلى غرفتين كمقر إداري بمساحة 120 مترًا فقط، خاصة بعد استقطاع جزء آخر خُصِّص سنترالًا، في حين كان المركز يرسخ مبادئ الوحدة بين المسلمين والمسيحيين بالقرية، حسب رئيس اتحاد الفلاحين، عماد عبيد. وعن المقر الإداري قال عبيد: لا أحد يتردد عليه، وبه 3 أشخاص فقط، مدير المركز وأمين المخازن وعامل الحراسة. وقدم شباب القرية طلبًا في 2011 بإقامة ملاعب على أراضٍ مخصصة لهيئة السكك الحديدية مساحتها 15 قيراطًا، كحق انتفاع، ولم يأتهم رد حتى الآن. وأوضح مقدم الطلب أيمن إبراهيم هلالي ل «البديل» أنه جدد طلبه منذ 3 أشهر، على أن يتطوع أهل القرية بتسوية الملاعب، إلا أن مديرة مديرية الشباب والرياضة طالبتهم بالانضمام إلى مركز شباب قرية زهرة. وكشف مصدر بمديرية الشباب رفض ذكر اسمه عن مبلغ 20 ألف جنيه يصل إلى مركز شباب، رغم عدم وجود ملعب أو أنشطة. أسيوط.. المراكز تغرق في المجاري ومرتع للحيوانات قال محمد جلال، عضو مجلس إدارة مركز ديروط للشباب والرياضة: الأسوار مهدمة، والمركز يغرق في المجاري؛ ليصبح عرضة لأي أعمال منافية للآداب. وطالبنا المحافظ مرارًا بتطوير المركز، عبر فتح محال تجارية بسور المركز. وفي القوصية سيطر الإهمال على مراكز شباب القرى، مع انعدام الملاعب لإقامة أي أنشطة. وأوضح محمد عبد المحسن، رئيس مجلس إدارة مركز شباب أبنوب، أن المركز مقام على 7 أفدنة، قائلًا: نسعى جاهدين إلى تطويره، حيث تم إعداد الملعب الخماسي بالنجيل الصناعي، وتأجيره ب 60 جنيهًا للساعة؛ لتوفير موارد لصيانة الملعب الرئيسي والملعب الخماسي. الغربية.. غلق 20 مركزًا تحولت ملاعب مراكز شباب الغربية إلى شبه حظيرة مواشٍ، الأمر الذي دفع المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، إلى تصفية 20 مركزًا بالمحافظة، بعد منحها مهلة لتوفيق أوضاعها وتوفير أراضٍ لإقامة منشآت لائقة بها، إلا أن مجالس الإدارة لم تحرك ساكنًا منذ 2011. وفي مركز زفتى بالغربية طالب شباب قرية شبرا اليمن بلجنة فنية؛ لتقييم أعمال الصيانة وقيمتها المالية، ومطابقتها بالمناقصة التي تم الإعلان عنها؛ لتطوير المركز، مؤكدين أن المركز بلا أنشطة. وكشف شباب قرية كتامة، التابعة لمركز بسيون، أن: مركز شباب القرية تم تجديده منذ أعوام، لكن مجلس الإدارة استولى على الملعب والحديقة، وأقام محال تجارية فوق الأرض، يؤجرها للمواطنين، ولا نعرف مصير الأموال التي تجمع. وليس أمامنا سوى الملاعب الخاصة، والساعة ب 80 جنيهًا. وأوضح شباب قرية محلة مرحوم، التابعة لمركز طنطا، أن مدخل المركز تحول إلى مقلب للقمامة، حيث يستخدمه الأهالي في إلقاء مخلفاتهم، لافتين إلى أن المبنى أساسًا متهالك وبه مسرح لا يستخدمه أحد. وقال طارق المسلمي، مدير مركز شباب الهياتم بالمحلة: إن مراكز الشباب تؤدي الدور المطلوب منها حسب إمكانياتها، مبينًا أن الميزانيات المخصصة لها ضعيفة للغاية. ولو حاولنا زيادة الموارد المالية بمشاريع خدمية، تدخل الموارد حسابًا بنكيًّا تابعًا للمديرية، وتخضع للرقابة. البحيرة 55 مركزًا على الورق.. ومنشآت تحولت لمقاهي وصالات أفراح 55 مركز شباب بمحافظة البحيرة بدون مقرات لممارسة أي نشاط، كما يؤكد عبد الباقي عطية، أحد المهتمين بالنشاط الفني والثقافي في قرية أدفينا، مضيفًا أن بوفيه مركز الشباب تحول إلى مقهى بلدي فقط، وأن المبنى لم يشهد أي تطوير منذ نشأته. وأكد محمد نعامة، أحد شباب مدينة الدلنجات، أن مركز شباب المدينة اكتفى بتحويل قاعته إلى صالة أفراح، وتأجير القاعة الأخرى؛ لتصبح صالة «بلاى ستيشن». وفي سيدى غازي، قال علاء صباح، أحد أعضاء المركز: المبنى يخلو من أي نشاط، وتمت إقالة مجلس إدارة مركز الشباب منذ سنة ونصف، وما زال يخضع لإشراف وإدارة الشباب والرياضة، رغم تقدمنا لأكثر من مرة بطلب لتشكيل مجلس الإدارة الجديد. وفي مركز كفر الدوار تحولت أرض مركز شباب قرية «أبيس 3» إلى خرابة، بعد سقوط مبانيه وصدور قرار بإزالتها منذ أكثر من 5 سنوات، ومنذ ذلك الوقت تحولت أرضه، التي تصل إلى 9 قراريط، إلى موقف ومربط لحيوانات الأهالي. من جانبه قال خالد أبو الريش، مدير عام الشباب والرياضة: إن أهم المعوقات لتطوير العمل بمراكز الشباب ضعف الإمكانيات المالية وقلة المواد، في الوقت الذي لا يزيد دعم المراكز من الوزارة على 10 آلاف جنيه في العام، لافتًا إلى أن هذا الدعم ثابت منذ 15 سنة، رغم ارتفاع الأسعار. ويضيف أبو الريش أنه رغم الوضع المالي الصعب، إلا أنه تم الانتهاء من 99 ملعبًا هذا العام، بينها 3 ملاعب قانونية، وجارٍ العمل في 121 ملعبًا، سيتم الانتهاء منها خلال العام الجاري. مراكز شباب السويس تدار وفق مصالح شخصية تضم السويس 11 مركز شباب في كل أنحاء المحافظة والأحياء الخمسة، لكنها تفتقد إلى التواصل مع الشباب، وبعض المسؤولين يديرون المراكز وفق مصالحهم الشخصية. يقول حسام بيبو، أحد لاعبي كرة القدم، إن مراكز الشباب تفتقد للتواصل مع الشباب في المحافظة، كما أن بعض المدربين يديرون مراكز الشباب وفق مصالحهم الشخصية، مؤكدًا أن السويس بعيدة عن المراكز الأولى رياضيًّا، وعن الدوريات الممتازة، رغم قوة منافسات دوري مراكز الشباب؛ ما يعني أنهم بحاجة إلى إنفاق المزيد؛ حتى تنهض الرياضة فى المدينة من كبوتها. وعلى الجانب الآخر أكد عبد الرحمن سعيد، أحد موظفي مديرية الشباب والرياضة، أن مراكز الشباب في السويس مجهزة بكل الوسائل لاستقبال أهالي المدينة الراغبين في ممارسة الرياضة. الإسماعيلية.. مركز شباب أبو شلبي مرتع للحيوانات الضالة رغم ارتفاع نسبة الشباب في عزبة أبو شلبي بمحافظة الإسماعيلية، إلا أن مركز الشباب مهمل، ومغلق تمامًا، حتى إنه أصبح مرتعًا للحيوانات الضالة؛ ما أدى إلى انتشار الثعابين والكلاب. يقول عبد الهادي إسماعيل، أحد أهالي العزبة، إن إهمال المسؤولين جعل مركز الشباب يصل لدرجة التهالك، مضيفًا أن المركز به 40 لاعبًا حصلوا على بطولات الجمهورية، ويضطرون إلى اللعب في مراكز أخرى تبعد عن القرية قرابة 25 كيلومترًا؛ لعدم وجود أنشطة بمركز شباب بأبو شلبي. … ومركز شباب الخشاينة مأوى للخارجين على القانون تبلغ مساحة مركز شباب الخشاينة حوالي 3 آلاف متر، وهو عبارة عن 4 حجرات، يملؤها من الداخل آثار تناول المخدرات، وتغلفها من الخارج أكوام القمامة، ولا يختلف المركز كثيرًا عن مركز شباب أبو شلبي، ودريسة أبو بلح، والروضة بالقنطرة، فجميعهم يعانون من الإهمال المتعمد، حتى تحولوا إلى خرابات ومآوٍ للحيوانات الضالة. … ومركز أم عزام بالقصاصين «مقبرة» للشباب والرياضة وأخيرًا يعاني مركز شباب أم عزام من عدم وجود أسوار له؛ ما يجعله لا يصلح لأية أنشطة، ويضطر الشباب للذهاب إلى مركز مجاور للعب عليه، الأمر الذي يثير غضب الأهالي، الذين طالبوا اللواء يس طاهر، محافظ الإسماعيلية، بالتدخل لحل الأزمة، ولكن بلا استجابة.