نبذة تاريخية تقع منطقة وادي القمر في غرب مدينة الإسكندرية على ساحل مصر الشمالي وتتبع حي العجمي. ملاصقة تماما لمنطقة المكس التى تحتوى على اعلى نسبة يود على مستوى الشرق الأوسط، وبها "كوبرى الهدار"، وهي المنطقة التى يطلق عليها فينيسيا الشرق . تعد المنطقة مشفى صحى وبها أكثر من مزار سياحي، وبها إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة "فنار المكس" بالإضافة إلى فنادق ومطاعم ترجع إلى العهد الملكي، مثل مطعم "زفير و سى جل" ولك أن تعلم أن الكثير من الشعراء كانوا يأتون إليها للاستشفاء أمثال الشاعر الكبير أحمد شوقى، الذى قال فى بيت شعر "بين رملاً ومكسً"، ويقصد محطة الرمل والمكس، والشاعر جبران خليل جبران الذى قام بتأليف قصيدة كاملة "قصيدة المساء"، وكان يقول فيها "ثَاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمََّ ، وَلَيْتَ لي*** قَلْبَاً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاء"،ِ وهذه الصخرة موجودة حتى الان أمام كازينو زفير.. ينتمي معظم السكان في المنطقة إلى القبائل التي استوطنت الجزء الشمالي الغربي من مصر وليبيا منذ أزمنة طويلة، وعلى وجه التحديد قبيلة أولاد على، وقبيلة جهينة. ويقدر السكان عددهم بحوالي 60 ألف شخصا، يتوارث الأبناء قصصًا عن تاريخ المنطقة يعود لأزمان قديمة، وبعضهم يذكر انعكاس القمر على مزارع الشعير الذهبية الصفراء وأحواض الملح الكريستالية البيضاء الفاخرة التي كانت تغطي مساحات واسعة، والذي إليه يعود تسمية المنطقة بوادي القمر حيث أنه فى ليلة 14 من الشهر العربى كان القمر يضىء كل الوادى ويعكس اللون الذهبى للشعير واللون الأبيض للملح ما يجعل الوادي مضىء وكأنه ظهرا. ولك أن تتخيل هذه البقعة وكأنها قطعة من الجنة تحولت بفعل التلوث الناتج من مصنع أسكندرية للأسمنت إلى قطعة من جهنم . وبرغم أن هذا السرد لتاريخ المكان مهم لإثبات كيف تحولت جغرافية المكان السياحية والطبيعية إلى كابوس بفعل ما يسمى ب"الاستثمار"، لكن فى حقيقة الأمر هو استعمار .. إلا أن ما يعنينا هنا في الواقع ليس التاريخ الشاعري للمنطقة التي كانت مكانًا للنزهة والاستشفاء، ولكن يعنينا حقيقةً أنها كانت منطقة سكنية قانونية وليست منطقة عشوائية منذ ما يزيد على 150 عام، كما توضح الخرائط المسجلة الصادرة من هيئة المساحة المصرية والتي يعود تاريخها إلى عام 1944. توضح هذه الخرائط أن وادي القمر منطقة سكنية قديمة تم تقسيمها وتخطيطها من الجهات الإدارية المعنية، بخطوط طولية وعرضية على الطراز اليونانى؛ لأن بعض الأجانب كان يسكنها، وهذا يظهر فى عقود البيوت والمحال القديمة الموجودة حتى الآن باللغة اليونانية والإنجليزية وأن المنطقة ليست عشوائية كما تزعم إدارة المصنع، وأنها قائمة في المكان قبل إنشاء أى مصنع.