قالت صحيفة "توداي زمان" إن المساومات بشأن اللاجئين السوريين من قِبَل تركيا وأثرياء دول الخليج أمر خاطئ، ولا توجد حجج مقنعة لهذه التصرفات التي صدرت عنهم. ففي البداية استخدمت أنقرة اللاجئين السوريين كورقة رابحة للعب بها ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، حين توجه أول 250 لاجئًا نحو الحدود التركية خلال شهري إبريل ومايو عام 2011. وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس التركي كان يعتقد أن بإمكانه استخدام ورقة اللاجئين السوريين للتشكيك في شرعية الرئيس بشار الأسد، مستغلًّا موجات الثورات العربية التي أطاحت بالعديد من القادة العرب في تونس وليبيا ومصر، وجاءت بالإخون المسلمين إلى السلطة السياسية، حيث ظن الرئيس التركي الذي كان حينها رئيسًا للوزراء أن بإمكانه فرض شروطه ووصايته الخاصة على الدول الإسلامية الأخرى. وتضيف الصحيفة التركية أن حزب العدالة والتنمية الذي كان يرأسه أردوغان رحب بقدوم اللاجئين السوريين في البداية عندما كانت أعدادهم صغيرة، وفضلًا عن ذلك دعمت أنقرة تمويل الجماعات المسلحة التي تقاتل الجيش السوري من أجل تحقيق الأهداف السياسية المتمثلة في إسقاط نظام بشار الأسد، وهو ما أكده فيصل المقداد، سفير سوريا السابق في الأممالمتحدة. وترى الصحيفة أن المقداد كان محقًّا في غالبية تصريحاته بشأن اللاجئين السوريين وتصرفات الحكومة التركية تجاههم، حيث اتجهت في البداية لإنشاء عدد من المخيمات؛ لتحفيز نزوح اللاجئين من سوريا، لكن هذه الإجراءات تراجعت كثيرًا خلال الشهور القليلة الماضية بعدما فشلت في تحقيق هدفها السياسي المتمثل في إسقاط نظام بشار. وترى الصحيفة أن سياسة تركيا كات يجب أن تكون معقولة؛ للحد من حركة السوريين نحو حدودها، مثل أي دولة أوروبية تصرفت بعقلانية حين ذهب إليها اللاجئون، كالدنمارك والسويد وسويسرا، مضيفة أن الخطة التركية تجاه اللاجئين السوريين جاءت بنتائج عكسية بعد أن تجاوز عدد اللاجئين الخط الأحمر الذي وضعه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، الذي كان حينها وزيرًا للخارجية، واتخذ مجموعة من الإجراءات التركية ضد دمشق حينها، أبرزها دعم الجماعات المسلحة لإسقاط الأسد. وتلفت الصحيفة التركية إلى أنه في ذلك الوقت كانت تنظر تركيا إلى اللاجئين السوريين على أنهم مجموعة من الموارد البشرية التي يمكن تجنيدها وحشدها ضد النظام السوري، حيث قالت الحكومة إنها لن تسمح بأي مراقبة دولية على قدرة اللاجئين؛ لاستمرار العمليات السرية عبر الحدود ضد الحكومة السورية، وحينها رفضت الحكومة زيارة وفد من حزب الشعب الجمهوري المعارض للمخيمات السورية، وأدت هذه السياسة لإنشاء مجموعات تحارب بالوكالة، وتخوض الحرب القذرة في سوريا، وهو ما انتهى بظهور الجماعات الإرهابية التي اتخذت من الحدود التركية مقرًّا لها. وتشير توداي زمان إلى أن استغلال تركيا لأزمة اللاجئين لم يقتصر على سوريا فقط، بل إنها تستخدم الآن اللاجئين كورقة ضغط على أوروبا، وتبتزها للحصول على مزايا سياسية واسعة.