ما زال ضحايا الاستبداد يتساقطون يومًا بعد الآخر في مشاهد، من المؤسف أن نراها في مصر. ووقفت السيدة نفيسة بنت الحسن، إحدى سيدات أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي اشتُهِرت بالعبادة والعلم الزهد، شاهدة على ضحايا الاستبداد، من خلال مسجدها الذي يقع بالقاهرة في منطقة السيدة نفيسة، المسماة قديمًا بدرب السباع. «دربكة» ضحية استبداد الشرطة شهد مسجد السيدة نفيسة تشيع جثمان الشاب محمد عادل إسماعيل، وشهرته عادل دربكة، سائق سيارة سوزوكي، والذي استُشهِد بطلق ناري من 3 رصاصات، أطلقها عليه أمين شرطة بجوار مديرية أمن القاهرة يوم 18 فبراير 2016، ويُعَدُّ ذلك حالة من الاستبداد الذي تمارسه بعض أفراد الداخلية ضد المواطنين. المحامي الذي توفي بطبنجة في رأسه بقسم المطرية وفي 23 إبريل 2015 شهد مسجد السيدة نفيسة تشييع جثمان إمام عفيفي المحامى، البالغ من العمر 65 سنة، والذي توفي داخل المستشفى، بعد 15 يومًا من احتجازه، على خلفية إصابته بنزيف حاد بالمخ؛ نتيجة اعتداء قوات الأمن عليه بضربه بطبنجة على رأسه، أثناء احتجازه بقسم المطرية. الشيخ حسن شحاتة والتحريض علي الشيعة لم تكن هاتان الحالتان الاستبداديتان فقط هما اللتين شهدت عليهما السيدة نفيسة؛ حيث إنه في يوم 24 يونيو 2013 شُيِّعت في مسجد السيدة نفيسة وسط حالة من الغضب جثامين ثلاثة من المواطنين، على خلفية الأحداث التي شهدتها قرية زاوية أبو مسلم التابعة لمركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة، في ظل غياب تام للأمن؛ حيث روج السلفيون لوجود أوراق تحريف القرآن لدى الشيخ حسن شحاتة وثلاثة آخرين؛ لتبرير محاصرتهم وقتلهم، وهو ما حدث في اعتداء جماعي نفذه بحقهم أهالي القرية الواقعة في الجيزة؛ بسبب انتمائهم للمذهب الشيعي، وهو ما يُعَدُّ استبدادًا سلفيًّا ضد الشيعة. وألقى ضباط المباحث بالجيزة القبض على قدري عبد الظاهر 55 سنة، المتهم الرئيسي في قتل الشيخ حسن شحاتة الشيعي. جنازة 19 شهيدًا مجهولي الهوية في الثورة المصرية منذ ثورة 25 يناير والسيدة نفيسة تشهد على ضحايا الاستبداد. ففي يوم 9 يونيو 2011 تجمع المئات من شباب ثورة 25 يناير أمام مسجد السيدة نفيسة؛ لأداء صلاة الجنازة على أرواح 19 شهيدًا مجهولين الهوية، قُتِلوا في أحداث ثورة يناير، التي قامت ضد الظلم والاستبداد. الشاب المبتسم شهيد جمعة الغضب ولم تكن هذه الجنازة الكبيرة هي الحالة الوحيد، بل شهد مسجد السيدة نفيسة يوم 2 إبريل 2011 تشيع جثمان شاب مجهول ذي وجه مبتسم، قُتِل يوم جمعة الغضب 28 يناير. ونظرًا لعدم تعرف أحد عليه طوال تلك الفترة، ظل جثمان شهيد الثورة حائرًا يتنقل ما بين ثلاجة مستشفى الهلال ومشرحة زينهم، إلى أن تبرعت إحدى المواطنات بدفن الجثمان في مقابر أسرتها الخاصة.