يظهر جليًا تزايد القلق والرعب الإسرائيلي من التفوق الإيراني يومًا بعد يوم، حيث إن المسئولين الصهاينة يجاهرون بهذا الخوف، فقد فضحت لائحة المطالب الإسرائيلية التسليحية التي قدمتها الأخيرة للولايات المتحدة مدى خوف ورعب الكيان الصهيوني من التفوق العسكري الإيراني الذي بات يهدد تل أبيب، خاصة بعد قرب انتهاء المعركة في سوريا والتحالف الإيراني مع حزب الله في لبنان أيضًا، لتصبح جبهات الاحتلال كلها مُهددة بالاشتعال في أي وقت. أقر قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي الجنرال "يائير جولان" بالرعب الصهيوني من تنامي قدرات إيران وحزب الله، حيث قال إن "حزب الله بات بعد سبع سنوات على حرب لبنان الثانية أكثر قوة"، محذراً من الدور الإيراني المتنامي في كل من لبنانوسوريا، حيث رأى "جولان" أن حزب الله أفضل تجهيزًا وتدريبًا وأكثر حذرًا قياسًا إلى الوضع الذي كان قائمًا قبل سبع سنوات، وأشار إلى أن "الحزب يواجه اليوم تحديات في الداخل اللبناني كما أنه يحارب داخل سوريا ولا يزال صامدا، ويواصل النظر إلى إسرائيل بوصفها شيطاناً يجب إزالته من الوجود". وشدد قائد المنطقة الشمالية على دور إيران في تعاظم قوة "حزب الله"، مشيرًا إلى أن "إيران تبني في لبنان قوة بمستوى من التدخل لا سابق له في الحرب السورية تتواجد على كل المستويات: تقدم المشورة، تجهز، توجه، تؤثر"، وتطرق إلى ما يحدث في سوريا، معتبرًا أن الجيش السوري الذي كان سندًا لحزب الله مشغول اليوم". قبل تصريحات "جولان" جاء هذا الاعتراف أيضًا على لسان رئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو" فقد أقر خلال كلمته الأخيرة في الأممالمتحدة، بأن حزب الله بات يملك صواريخ أرض جو "أس 22″، وصواريخ "ياخونت" المضادة للأهداف البحرية، وصواريخ أرض أرض موجهة ودقيقة، وطائرات من دون طيار قادرة على إصابة أي هدف في الكيان الصهيوني، وهو ما يعني عمليًا بأن تل أبيب لم تستطع منع تزويد الحزب بهذه الأنواع المتطورة. الرعب الصهيوني جعل إسرائيل تمارس سياساتها الابتزازية على الجانب الأمريكي، فمنذ أن تم توقيع الاتفاق النووي بين المجموعة السداسية وإيران، مارس الكيان الصهيوني سياسة الابتزاز من خلال فرض حزمة مساعدات أمنية أمريكية لإسرائيل، لمواجهة ما زعمت بأنه "تهديدات ما بعد الاتفاق النووي الإيراني"، ووضع وزير الأمن "موشيه يعالون" الطلبات الأمنية الإسرائيلية على طاولة واشنطن، مع خشية إسرائيلية من توجه الإدارة الأمريكية لتغليب الأسلحة الدفاعية على الهجومية، حيث ترغب تل أبيب في الاستحواذ على أسلحة هجومية تمكنها من فرض تهديداتها على دول المنطقة، وعلى رأسهم الدول المعادية للكيان الصهيوني وأولها "إيران". بحسب تقرير صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أعربت تل أبيب خلال الإجتماعات الأخيرة بين الجانبين عن رغبتها بأن تشتمل "حزمة التعويض" في أعقاب الاتفاق النووي الإيراني، على سرب جديد من طائرات من نوع "أف 15″، وطائرات نقل حديثة، إضافة إلى طائرات مروحية وطائرات من نوع "في 22″ القادرة على الهبوط عموديًا، والمخصصة لعمليات الإخلاء السريع من مناطق ذات جغرافيا صعبة، كما أنها قادرة على نقل جنود لمسافات بعيدة، كذلك طلبت تل أبيت أيضًا تزويدها بصواريخ دقيقة ومساعدات مالية على نطاق واسع، لإكمال العمل على منظومة "حيتس3″ للإعتراض الصاروخي، وكشفت "يديعوت أحرونوت" أن قيمة حزمة المساعدات المقترحة إسرائيليًا تصل إلى ما يقرب من 3.1 مليارات دولار. قائمة الطلبات الإسرائيلية جرى استعراضها خلال جلسات مغلقة ضمت الجانبين، وكان آخرها جلسة خاصة جمعت وزير الأمن "موشيه يعلون" مع وزير الدفاع الأمريكي "آشتون كارتر" الأسبوع الماضي في واشنطن، وبحسب "يديعوت أحرونوت" فإن المساعدات المطلوبة، نوعًا وحجمًا، تسعى إلى تأمين النوعية والتفوق العسكري الإسرائيلي للسنوات المقبلة، ولفتت الصحيفة إلى أن الجلسات المكثفة التي شهدتها واشنطن بين الجانبين في الأيام الأخيرة، ترمي إلى بت "لائحة الطلبات"، قبل زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" إلى واشنطن خلال الشهر الحالي، ولقائه الرئيس الأمريكي "باراك أوباما".