تتجدد المواجهات والاشتباكات يوميًا بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، حتى باتت حصيلة الشهداء في تزايد مستمر، فبين اللحظة والثانية تقع عمليات طعن ودهس وهو ما تقابله قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص المباشر على المنفذ، وفي الوقت نفسه لا تتواني الحكومة الإسرائيلية في إقرار المزيد من القوانين القمعية الجائرة التي تحاول من خلالها تضييق الخناق على الهبة الفلسطينية. ثكنة عسكرية أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلية مداخل عدد من مدن الضفة الغربية، ومنعت الفلسطينيين من التنقل عبرها اليوم الثلاثاء، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي بإغلاق المدخل الشمالي الشرقي لقرية عين يبرود شرقي مدينة رام الله ببوابة حديدية، ومنع الدخول إليها والخروج منها، وتسبب إغلاق المدخل إلى مضاعفة معاناة المواطنين، الذين اضطروا إلى سلوك طرق وعرة وطويلة من أجل الوصول إلى أماكن عملهم وسكنهم. في ذات السياق أغلقت قوات الاحتلال صباح اليوم الثلاثاء، الشارع الرئيسي المحاذي لمستوطنة "هار عزتين" على شارع "حي رأس العامود" في القدسالمحتلة، وزعمت قوات الاحتلال أن شبانًا ألقوا الحجارة باتجاههم، ما أجبرهم على إغلاق الشارع، كما تسبب إغلاق الشارع بأزمة خانقة منذ ساعات الصباح. وكانت سلطات الاحتلال قد نصبت في الآونة الأخيرة، حواجز داخل القرى والبلدات المقدسية، وتقوم بالتنكيل بالمواطنين المارين عليها وتفتيشهم، أحيانا بطرق مهينة واستفزازية، كما شهدت الشوارع التي تربط أطراف مدينة القدس أزمات خانقة، تسببت بها الأزمات على الحواجز العسكرية. فتح جزئي ل"حاجز الجلمة" وفي مدينة جنين، سمح الجيش الإسرائيلي للعمال والتجار فقط من عبور حاجز الجلمة العسكري شرقي المدينة، واستمر في إغلاقه أمام فلسطيني 48 الراغبين في الدخول إلى جنين، وتحدثت مصادر فلسطينية عن استشهاد "أحمد عوض أبو الرب" برصاص الاحتلال على معبر الجلمة شمال جنين بذريعة محاولة طعن، كما تحدثت عن اعتقال فلسطيني فضلاً عن إطلاق النار باتجاه شابين فلسطينيين على حاجز المعبر بدعوى محاولة طعن جنود. واحتشدت قوات إسرائيلية على مفرق بلدة "بلعا" شرقي طولكرم، عقب ورود أنباء عن إصابة أحد شبان البلدة بجروح خطيرة برصاص قوات الاحتلال في "نتانيا" داخل أراضي عام 48 بحجة الطعن، حيث نفذ الشاب "زياد رضا مرعي" البالغ من العمر 22 عامًا من بلدة بلعا شرق طولكرم عملية طعن في مدينة "نتانيا"، أدت إلى إصابة مستوطن بجروح بالغة، قبل أن تطلق شرطة العدو النار عليه. التضييق على وسائل الإعلام في غضون ذلك، داهمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، مقر إذاعة "منبر الحرية" في مدينة الخليل، وصادرت أجهزة البث والمعدات الخاصة بها وقطعت البث بشكل كامل، وفرض الجيش الإسرائيلي طوقًا محكمًا على منطقة وجود الإذاعة، قبل أن يقتحمها رفقة ضباط من المخابرات ويبلغوا الصحفيين الموجدين داخلها نيتهم إغلاق الإذاعة ومصادرة كافة أجهزتها وإيقاف بثها، حيث أصدرت القوات الإسرائيلية قرارًا بإغلاق الإذاعة لمدة 6 أشهر، وقرارًا بمنع دخول مبنى الإذاعة بشكل نهائي، مهددة بهدم المبنى في حال دخوله. تل أبيب تشتعل من جديد على صعيد متصل؛ عاد الداخل المحتل للاشتعال من جديد بأحداث الطعن، حيث تحدثت وسائل إعلام صهيونية عن إصابة 3 أشخاص بعملية طعن في "ريشون لتسيون" جنوب تل أبيب، وقالت إن أحد جرحى العملية إصابته خطيرة، وأوضحت وسائل الإعلام ان شاباً يبلغ من العمر 19 عاماً، وهو من سكان مدينة الخليل، طعن إسرائيلياً في الشارع وتابع طريقه، حيث هاجم آخر، ثم دخل متجراً وطعن شخصاً ثالثاً قبل أن يغلق عليه باب المحل، وهذا أول طعن داخل إسرائيل منذ 22 أكتوبر الماضي. وشرق الخليل عند "مثلث بيت عينون" قتلت القوات الإسرائيلية بدم بارد شاب فلسطيني من بلدة "سعير" بذريعة محاولة طعن جندي إسرائيلي، وقد منعت قوات الاحتلال سيارة اسعاف فلسطينية من الوصول إلى الشهيد حتى لفظ انفاسه الأخيرة، كذلك اعتدت على الصحفيين في المكان لمنعهم من تصوير جريمتهم. الحصيلة ترتفع تأتي هذه التطورات في وقت أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء في الأراضي الفلسطينية منذ بداية أكتوبر الماضي وحتى الأثنين الماضي إلى 74 شخصًا، من بينهم 17 طفلا وسيدتان، حيث أفادت وزارة الصحة أنه باستشهاد الفتى "أحمد عوض أبو الرب"، على حاجز الجلمة شمال جنين، يرتفع عدد الشهداء إلى 74، منهم 56 بالضفة الغربية، و17 شهيداً في قطاع غزة، وشهيد من النقب، وقد بلغت نسبة الأطفال من مجموع الشهداء 22.97%. وأشارت إلى أن 2355 مواطناً أصيبوا بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط، وبالحروق والجروح والرضوض نتيجة الضرب المبرح من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين منذ بداية أكتوبر وحتى مساء أمس، وقد بلغت نسبة الأطفال من مجموع الجرحى حوالي 21%، وأوضحت الوزارة أن 1125 مواطناً أصيبوا بالرصاص الحي، و975 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال المواجهات مع قوات الاحتلال بالضفة وقطاع غزة، إضافة إلى أكثر من 5 آلاف إصابة بالغاز المسيل للدموع. قانون صهيوني جديد انطلاقًا من تطويع الحكومة الإسرائيلية للقانون الصهيوني لخدمة مشاريعها القمعية وسياسات العنف التي تنتهجها ضد الفلسطينيين، صادقت الهيئة العامة للكنيست أمس الإثنين، بالقراءتين الثانية والثالثة وبأغلبية 51 صوتًا ضد 17 صوتًا، على مشروع القانون الذي يقضي بتحديد عقوبة الحد الأدنى بحق راشقي الحجارة، ويسمح "بسحب الامتيازات" التي يتمتع بها ذوي من يُدان بعملية رشق الحجارة. وذكرت صحيفة "هآرتس" أنه بالإضافة لما سبق فمشروع القانون يقضي أيضًا بفرض غرامة بقيمة 10 آلاف شيكل على أهالي القاصر الذي يُدان برشق الحجارة، وأشارت الصحيفة إلى أن مشروع القانون سيتم تحت بند "أمر مؤقت" لمدة ثلاث سنوات، ويحدد القانون الجديد بأن لا تقل العقوبة عن خُمس العقوبة القصوى التي حددت للمخالفة "10 -20 سنة"، وتكون للمحكمة صلاحية تحديد عقوبة أخرى لأسباب خاصة، كما لن يكون بالإمكان تحويل عقوبة السجن الفعلي إلى سجن مع وقف التنفيذ لأسباب خاصة.