انطلق حراك دبلوماسي غير مسبوق بشأن الأزمة السورية منذ زيارة الرئيس السوري "بشار الأسد" إلى روسيا، حيث اجتمعت رباعية فيينا "روسيا والسعودية وأمريكا وتركيا" في العاصمة النمساوية، لبحث ما دار بين الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ونظيره السوري "الأسد"، ومن ثم انطلقت الاتصالات الدبلوماسية الدولية المكثفة واللقاءات بين وفود الدول المعنية بالأزمة، وهو الأمر الذي أعطى انطباعا بأن هناك شيء من التوافق بين هذه الدول أو على الأقل أرضية مشتركة يقفون عليها. لقاء "روسي سوري" بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس "الأسد" إلى موسكو، انتقل وفد روسي يضم شخصيات برلمانية واجتماعية برئاسة رئيس لجنة شئون الملكية في مجلس الدوما "سيرجي غافريلوف" إلى سوريا، حيث اجتمع الوفد مع الرئيس السوري. أكد "الأسد" خلال استقباله الوفد الروسي، أن "القضاء على التنظيمات الإرهابية من شأنه أن يؤدي إلى الحل السياسي الذي نسعى إليه في سورياوروسيا، ويرضي الشعب السوري ويحفظ سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها"، ونقل عضو البرلمان الروسي وأحد أعضاء الوفد "ألكسندر يوشينكو"، عن الأسد إنه "مستعد لبحث إمكانية إضافة تعديل على الدستور، وإعلان إجراء انتخابات برلمانية، وأنه مستعد كذلك، إذا ما أراد الشعب السوري لخوض الانتخابات الرئاسية". اجتماع "مصري سعودي" عقب دعوة وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف" لتوسيع رباعية اجتماع فيينا لكي تشمل دولاً، منها مصر وإيران، اشتعلت الاتصالات واللقاءات الدبلوماسية بين القوى الإقليمية، وبناء عليه أبدت السعودية بعض اللين في موقفها وأقرت ببعض التقدم، وانطلق هذا التقدم من اجتماع بين وزير الخارجية "سامح شكري" ونظيرة السعودي "عادل الجبير" الذي أعلن عن مشاورات دولية لحل الأزمة في سوريا، حيث قال وزير الخارجية السعودي إن هناك تطابقا في المواقف السعودية والمصرية بشأن حل الأزمة السورية لتحقيق عملية انتقال سلطة في سوريا والحفاظ على المؤسسات المدنية والعسكرية وتحضر لانتخابات جديدة، وأوضح "الجبير" أن اجتماع فيينا الذى عُقد الجمعة الماضية بحث محاولات التقريب بين وجهات النظر المختلفة لحل الأزمة، لافتًا إلى أن هناك تقاربا بين الأطراف فى المواقف، إلا أنه أشار إلى أن التوصل لاتفاق لم يتم بعد، موضحًا أن الجميع يريد "الحفاظ على المؤسسات المدنية والعسكرية فى سوريا وأن يستطيع الشعب السورى تحديد مصيره". من جانبه قال وزير الخارجية "سامح شكري"، "إنه لم يكن هناك في السابق تباين بين مصر والسعودية، وليس هناك الآن اختلاف ونحن متطابقون والتنسيق بيننا وثيق"، وأضاف "لا نقبل المساس بالأمن القومي العربي من خارج الإطار العربي"، موضحًا أن الجانبين بحثا تطورات الأوضاع في كل من سوريا واليمن وليبيا وكيفية تعزيز الأمن القومي العربي. اتصالات "روسية أمريكية" على صعيد متصل من الحراك السياسي، قالت وزارة الخارجية الروسية، إنّ وزير الخارجية "سيرجي لافروف" ونظيره الأمريكي "جون كيري" بحثا هاتفيًا "آفاق التسوية في سوريا بمشاركة الحكومة والقوى الوطنية المعارضة"، وذلك في اتصال هو الثاني من نوعه في غضون يوم، وعقب تلك المحادثة اتصل "لافروف" بالوزيرين الإيراني "محمد جواد ظريف" والمصري "سامح شكري" ووضعهما في أجواء مجرياته. زيارة "سعودية أمريكية" فى الوقت ذاته زار وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" الرياض، حيث التقى بالملك "سلمان بن عبد العزيز" وأطلعه على الرؤية الأمريكية للأزمة السورية في إطار ما طرح على الطاولة في اجتماع فيينا، الجمعة الماضية، وهي الزيارة التى تلت زيارة للعاصمة الأردنيةعمان أطلع خلالها "كيري" الملك الأردنى "عبد الله الثانى" على ما جرى بشأن سوريا، وذلك بعدما أعلنت الأردن تنسيقها عسكريًا مع روسيا بشأن سوريا. الآمال معقودة على "فيينا2″ التحركات الدبلوماسية النشطة والاجتماعات المكثفة والاتصالات المتزايدة، بين موسكو وطهران والرياض والقاهرة وعمان وواشنطن وأنقرة، تنبئ بحل سياسي قريب ينهي الأزمة السورية، فيبدو أن الجهود الروسية أصبحت قاب قوسين أو أدنى من انضاج حل سياسي معقول يرضي معظم الفرقاء، خاصة في ظل توافق ولو مبدئي على أرضية مشتركة وحل سياسي يكون الأسد جزءًا منه ولو مرحليًا، ليكون هذا التوافق هو نقطة التجمع الذي ينطلق منه حوار جديد مرتقب في فيينا.