أدى النقص الحاد في الكهرباء الذي عاشته غزة على مدار السنوات القليلة الماضية إلى تعطيل التزويد بالخدمات الأساسية، وإلى زعزعة سبل وظروف معيشة ضعيفة، ومنذ شباط/فبراير 2012، شهد الوضع مزيداً من التدهور في أعقاب الانخفاض الحاد في كمية الوقود المجلوبة إلى غزة من مصر، بطريقة غير رسمية، عبر الأنفاق، والتي كانت تُستخدم في تشغيل محطة كهرباء غزة. وضعفت إلى حد كبير طاقة التوليد وإمكانية الاعتماد على محطة كهرباء غزة على مدار السنوات الست الماضية نتيجة عوامل إضافية. ومن هذه العوامل تدمير ستة محوّلات في غارة إسرائيلية على محطة الكهرباء عام 2006، والقيود المفروضة على استيراد قطع الغيار والمعدات والوقود في إطار الحصار الإسرائيلي والنزاع بين السلطة الفلسطينية وحكومة حماس التي تدير غزة حول تمويل تشغيل محطة كهرباء غزة. وتفاقم التراجع الناتج عمّا تقدم نتيجة الحالة البائسة لشبكة توزيع الكهرباء، مما أدى إلى قدر كبير من فقدان الطاقة الكهربائية. ولمعالجة الوضع الناجم عن انقطاع الكهرباء، لجأ مقدمو الخدمات والأسر الخاصة إلى موّلدات احتياطية، ولكن يصعب الاعتماد بسبب ندرة قطع الغيار والوقود. أما الموّلدات الكهربائية المتحركة الخاصة فقد تكون غير آمنة بشكل عام، وملوثة للبيئة، ولا يستطيع الفقراء شراؤها. ومن جهتها أعلنت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في قطاع غزة مساء أمس، عن تمكنها من توفير كميات محدودة من الوقود من السوق المحلي لضمان تشغيل محطة توليد الكهرباء يوما إضافيًّا، بعد أن كان من المقرر إطفاؤها الليلة الماضية. وقالت سلطة الطاقة في بيان صحفي: "في إطار جهودها لاستمرار تشغيل محطة التوليد قدر الإمكان، وفّرت سلطة الطاقة كميات محدودة من الوقود من السوق المحلي (محطات الوقود) لضمان تشغيل المحطة يوماً إضافيًّا مع بدء امتحانات الثانوية العامة ومحاولةً للتخفيف عن طلابنا". وأشارت أنَّ الهيئة العامة للبترول في رام الله تمنع وصول الوقود إلى غزة "بحجج غير منطقية وبعيدة عن أيِّ اعتبارات وطنية أو إنسانية، بل وتمارس ابتزازاً مالياً مستهجناً ضد قطاع غزة"، على حدِّ تصريحها. وفي السياق نفسه، كشف عمر كتانة رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية، عن تجاوز أزمة نقص الوقود المخصص لتشغيل محطة الكهرباء في قطاع غزة، بعد تحويل سلطة الطاقة المبلغ المتأخر. وقال كتانة، في تصريح صحفي اليوم السبت: "الآن لا توجد أزمة بكهرباء غزة، بعد تحويل المبالغ المتأخرة من القطاع لسلطة الطاقة في الضفة الغربية". وأوضح أنَّ عملية تزويد القطاع بالوقود الخاص بمحطة توليد الكهرباء ستتم فور فتح الجانب الإسرائيلي لمعبر كرم ابو سالم التجاري، وفق الكمية المتفق عليها في السابق. وذكر أنَّ السلطة حاولت فتح المعبر استثنائياً خلال الساعات الماضية لإدخال كميات من الوقود الصناعي لمحطة توليد الكهرباء بغزة، مشيراً إلى أنَّ الاتصالات بين غزة والضفة بهذا الجانب مستمرة لضمان توفير الكهرباء بشكل منتظم للمواطنين دون عقبات. وأشار إلى أنَّ الهيئة العامة للبترول في رام الله تمنع وصول الوقود إلى غزة "بحجج غير منطقية وبعيدة عن أي اعتبارات وطنية أو إنسانية، بل وتُمارس ابتزازاً مالياً مستهجناً ضد قطاع غزة"، على حد قولها. وأكدت أن هذا الإجراء المؤقت لا يمكن الاعتماد عليه أكثر من يوم واحد، مما يعني توقف محطة التوليد عن العمل اليوم السبت.