أوشك الأسبوع الثاني من العدوان على اليمن بقيادة السعودية وبتخطيط أمريكي على الانتهاء، وباستثناء المجازر واستهداف المدنين والجيش اليمني الذي أصبح هدف معلن لطائرات التحالف العشري، ما زالت الرياض وحلفائها عاجزين عن تحقيق أي من الأهداف التي تم الإعلان عنها منذ بدء العدوان، وتزامنا مع هذه التطورات تنطلق الدعوات لحل الأزمة اليمنية سياسيًا ووقف القتال الدائر بالبلاد. "القاعدة" سلاح السعودية البري يعتقد البعض أن العدوان السعودي في اليمن ليس له قوات برّية تؤازر العمليات الجوية والبحرية المتواصلة منذ ما يقرب من أسبوعين، لكن المتابع الجيد للأحداث يدرك أن تنظيم "القاعدة" يلعب لصالح التحالف العشري في اليمن حيث ينفذ تحركات كبيرة يمكن وضعها في إطار الأهداف البرّية لحرب التحالف ضد اليمن. بعد سقوط أهم وأخطر معاقل تنظيم القاعدة في الشمال والجنوب باستثناء محافظتي حضرموت ومأرب، فاجأ عناصر "القاعدة" مدينة المكلا بهجومٍ مباغت على مؤسساتها ومصارفها، ونصب التنظيم النقاط في شوارعها وأسقط مقار أمنية، لينتهي الأمر بسيطرة "القاعدة على القضاء على "المكلا"، وهو ما يؤكده رئيس فرع حزب "التجمع الوحدوي الاشتراكي" في حضرموت "ناصر باقزقوز" بالقول إن طائرات "عاصفة الحزم" التي لم تستهدف "القاعدة"، تركّز قصفها على معسكرات ومواقع للجيش لم تستسلم ل"القاعدة" بعد، لافتاً إلى أن تحرك التنظيم في حضر موت يأتي ضمن مخطط العدوان السعودي نفسه، وكشف "باقزقوز" أن "القاعدة" تسلّم ميناء المكلا ومبنى قيادة المنطقة العسكرية الثانية وقيادة قوات النجدة ودخل من دون أي مقاومة، مؤكداً أنه بات يسيطر على كل المؤسسات الحكومية والشوارع، وكذلك تسلّم القصر الرئاسي. حصيلة الحرب على اليمن تستمر الغارات السعودية باستهداف المناطق اليمنية والمدنيين والمرافق العامة والمنشأت الحيوية والبنى التحتية، حيث قالت مسؤولة العمليات الانسانية في الأممالمتحدة "فاليري آموس" أن حصيلة العدوان في اليمن بلغت في أسبوعين 519 قتيلا ونحو 1700 جريحًا، معربة عن "قلقها البالغ" على سلامة المدنيين العالقين في العدوان على هذا البلد، مطالبة مختلف الأطراف ببذل قصارى جهدهم لحماية المواطنين العاديين. وقالت "آموس" إنه "يتعين على الذين يشاركون في المعارك أن يحرصوا على عدم استهداف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين والنازحين في البلاد والبنى التحتية المدنية، ولاسيما في المناطق المأهولة أو عدم استخدامها لغايات عسكرية"، وأضافت أن عشرات الآلاف فروا من منازلهم وأن قسما من هؤلاء توجه إلى جيبوتي والصومال في رحلة محفوفة بالمخاطر. من جانبها أعلنت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" إن 62 طفلًا على الاقل قتلوا، وأصيب 30 آخرون في القصف الجوي السعودي على اليمن، مطالبة بالإسراع في حماية الأطفال، ولفتت اليونسيف إلى أن العدوان أصاب الخدمات الصحية الأكثر بدائية بأضرار كبيرة وكذلك النظام التعليمي، مشيرة إلى انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية كمشكلتين تطالان الأصغر سنًا. وعلى المستوى المحلي؛ دانت منظمات حقوقية يمنية استهداف الطيران الحربي السعودي للمدنيين العزل والمنشآت العامة في البلاد، وقدمت تقرير "موثق" عن عدد ضحايا العدوان الذي بلغ أكثر من 850 شخصا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن، كما أكدت هذه المنظمات أنها ستقدم تقريرا للمحاكم الدولية بعد توثيقها استخدام القوات السعودية لأسلحة محرمة دولياً. الدعوات لوقف إطلاق النار مع تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، وسقوط مئات الضحايا، طلبت روسيا في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي فرض دخول المساعدات الإنسانية وإجلاء الرعايا الأجانب، وفرض هدنات منتظمة من خلال مشروع قرار قدمته، وهو المشروع الذي تحفظت عليه الدول الغربية والخليجية التي تحدثت عن أولويات مختلفة. قال مصدر دبلوماسي جزائري إن وزير الخارجية "رمطان لعمامرة" قدم لنظيريه المصري والسعودي مبادرة من 3 نقاط لوقف إطلاق النار في اليمن خلال انعقاد مجلس وزراء الخارجية العرب بشرم الشيخ، وتضمن مشروع المبادرة "انسحاب أنصار الله من العاصمة اليمنية صنعاء، وعودة البرلمان اليمني الذي تم حله في الإعلان الدستوري، وإعطاء ضمانات أمنية وسياسية لأنصار الله وحلفائهم في اليمن"، لكن السعودية طلبت إضافة شرط دخول قوات عربية إلى العاصمة اليمنية وهو ما أدى إلى إسقاط المبادرة كليًا. رفضت السعودية طلبًا تقدمت به الأممالمتحدة من أجل تخصيص ساعتين يوميًا كهدنة إنسانية في اليمن يسمح خلالها لعمال الإغاثة الإنسانية بالقيام بعملهم من قبيل إيصال المساعدات الطبية وإسعاف الجرحى وإخلاء المصابين، وقالت مصادر أن الرفض السعودي جاء ردا على رفض الأمين العام للمنظمة الدولية "بان كي مون" إصدار بيان يساند عدوانها على اليمن.