قال المتحدث باسم عملية "عاصفة الحزم"، العميد ركن أحمد عسيري ، اليوم الخميس، إن "الحكومة اليمنية بصدد طلب تحقيق دولي في قصف المدنيين من قبل الميلشيات الحوثية". وفي مؤتمر صحفي عقده، في مطار القاعدة الجوية بالرياض، اعتبر عسيري، وهو أيضا مستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن "(تنظيم) القاعدة والحوثيين وجهان لعملة واحدة". وبين عسيري أن "ما تم اليوم في المكلا (عاصمة محافظة حضرموت، شرقي اليمن) يعد تقاطع مصالح بين القاعدة والحوثيين؛ فالحوثيون أطلقوا سجناء القاعدة من سجن المكلا، وعناصر القاعدة هاجمت البنك المركزي.. القاعدة والحوثيون كلاهما وجهان لعملة واحدة". وفي وقت سابق من اليوم، قال شهود عيان، بمدينة المكلا، إن مسلحين، يعتقد انتمائهم لتنظيم القاعدة، هاجموا فجر اليوم الخميس، القصر الرئاسي، والبنك المركزي، إضافة إلى مبنى السجن المركزي بالمدينة. وبين عسيري في إيجازه الصحفي اليومي أن "عاصفة الحزم" مستمرة لليوم الثامن، على "جميع المحاور، وتعمل على إكمال تدمير قدرات الميليشيات الحوثية"، مضيفا أن "الحملة الجوية مستمرة باختلاف الوتيرة وهي تصاعدية مع الأيام الماضية للتأكد أن جميع الأهداف تتحقق في مواعيدها". وأوضح أن "العمل تركز خلال ال 24 ساعة الماضية على محورين أولا في شمال اليمن حيث حصل يوم أمس إطلاق نار على إحدى المناطق الحدودية (السعودية) نتج عنه إصابة عدد من أفراد حرس الحدود، واستشهاد أحدهم". ومضى قائلا إنه "إثر هذا الهجوم، قام الطيران ومدفعية الميدان بالرد على مصدر النيران وتدمير المجموعة التي كانت تحاول التسلل بالقرب من الحدود، وأعقب ذلك عملية إسناد جوي قريب من طائرات القوات الجوية لتمشيط كامل المنطقة والتعامل مع القوات أو المجموعات التي كانت تتواجد على مسافة أبعد من الحدود". وبين أن العمل جار للتأكد من عدم تكرار ما حدث أمس من اعتداء. وأشار عسيري إلى أن "القوات الجوية وقوات التحالف استمرت بعملها في محيط مدينة عدن وعلى جميع المحاور المؤدية إلى المدينة سواء من الضالع أو من شبوه". وأكد مجددا أن "الضالع وشبوة أصبحتا بيد اللجان الشعبية والمقاومة من الجيش اليمني النظامي". وأشار إلى أنه "تم استهداف جميع القوات المتراجعة من هذه المدينتين التي حاولت التوجه إلى مدينة عدن، وتم التعامل معها". وبين عسيري أن "الأوضاع مستقرة في محيط مدينة عدن حالياً، فيما العمل جارً لإنهاء جيوب الحوثيين داخل المدينة"، مشيرا إلى أن "الحوثيين لم ينجحوا في السيطرة على مؤسسات حكومية بالمدينة". وأكد أن "العمل جار مع اللجان الشعبية والدعم مستمر لهم حتى يستطيعوا التخلص من هذه الميليشيات". وأشار المتحدث العسكري إلى أن "القوات البحرية مستمرة في فرض الحصار على الجزر والمواني اليمنية لحرمان الميشيات الحوثية من أي إمداد". وفي رده على سؤال بشأن الرواية الحوثية التي توجه اتهامات لقوات التحالف باستهداف مدنيين، بين أن الحكومة اليمنية تثبتت أن "المواقع المدنية التي تتحدث عنها وسائل الإعلام انه تم استهدافها بقذائف أرضية"، مشيرا إلى أنه "لفت إلى قيام الحوثيين باستهداف تلك المواقف في المؤتمر الصحفي أمس". وبين أن "الحكومة اليمنية بصدد طلب تحقيق دولي في قصف المدنيين من قبل الميلشيات الحوثية". وأكد صعوبة العمليات الجارية ضد الحوثيين، مشيرا إلى أن هذه الجماعات "تتحرك في بيئة ومناطق صعبة جداً، ويتحركون فرادى داخل الجبال والعمل جار على وضعهم تحت الضغط المستمر". وأشار إلى أن التعامل مع هذا النوع من الميليشيات ليس كالتعامل مع الجيوش النظامية التي يكون لها تشكيلات وخطوط جبهات. ولفت إلى ما حدث اليوم من مهاجمتهم لبعض السجون وإطلاق المساجين، معتبرا هذا يعكس العبثية التي تمارسها هذه المليشيات في داخل المجتمع والأهداف التي يسعون إليها في إحداث الفوضى في المجتمع. واكد مجددا أن هدف التحالف عندما بدأ العمليات هو "حماية الشعب اليمني، وسوف يستمر التحالف بإذن الله بالعمل على هذه الوتيرة حتى لا تتمكن هذه الميليشيات من فرض الفوضى والعبثية داخل المجتمع اليمني". وأوضح عسيري أن الميليشيات الحوثية "تحاول الآن تجميع قواها وإمكانياتها وتنفيذ ما نسميه عسكريًا نوع من الهجمات المضادة، ضد الأماكن التي سبق أن خسروا مواقعهم فيها ، وجار العمل على منعهم من الاستفادة من هذه الإمكانات". وبين في هذا الصدد أنه تم اليوم استهداف جميع المعسكرات التي سبق استهدافها في منطقة صعده وما حولها للتأكد من أنه لا يمكن أن تضم جماعات مرة أخرى. وحول مدى الحاجة لنشر قوات برية، أوضح العميد عسيري أن "كل الاحتمالات واردة". وقال إن " قوات التحالف ملتزمة بالخطط التي تم إعدادها مسبقاً"، مشيرا إلى أن "قوات التحالف لا تتحرك كردة فعل بل تقوم بعمل استباقي حسب الخطط العسكرية". وتابع: "الميليشيات الحوثية لاتتحرك مثل الجيوش النظامية إنما تعتمد على المجموعات الصغيرة فقط، ونحن لا نرغب في خوض معركة لا نريدها، نحن لدينا خطتنا العسكرية، وأؤكد أن الخطط العسكرية تسير حسب ما تم التخطيط له" . ولليوم الثامن على التوالي، تواصل طائرات تحالف عربي، تقوده السعودية، قصف مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، ضمن عملية أسمتها "عاصفة الحزم"، التي انطلقت فجر الخميس الماضي، استجابة لدعوة الرئيس اليمني، للتدخل عسكرياً ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية".