تشهد الأوضاع في اليمن، مزيدا من التدهور في اليوم العاشر من الحملة العسكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية، في حين يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا اليوم؛ لبحث اقتراح روسي بهدف إرساء "هدنة إنسانية". وقال مصدر عسكري ل"فرانس برس"، إن مواقع المتمردين في عدن تعرضت الليلة الماضية، لغارات شنتها طائرات التحالف، وقصف من سفنه البحرية، ما أدى إلى مقتل 13 من المتمردين. وأضاف أن التحالف العربي، أسقط خلال الليلة الماضية وللمرة الثانية، معدات عسكرية وذخيرة وأسلحة لأنصار الرئيس عبدربه منصور هادي، قرب مرفأ عدة. وأعرب مقاتل من أنصار هادي، عن سعادته الغامرة بتلقي الأسلحة، قائلا ل"فرانس برس": "سننتصر بإذن الله وسنواصل القتال بكل شجاعة". وتركزت العلميات العسكرية في الأيام الأخيرة في عدن، حيث قتل 185 شخصا في المعارك بين المتمردين واللجان الشعبية المؤيدة للرئيس اليمني، منذ 26 مارس. وقال مدير الصحة في عدن، الخضر لصور، ل"فرانس برس": "لدينا 185 قتيلا و1282 جريحا سقطوا خلال الاشتباكات بين المتمردين واللجان الشعبية"، كما أكد أن هذه الحصيلة لا تتضمن قتلى وجرحى الغارات التي يشنها التحالف العربي، أو قتلى وجرحى الحوثيين ومن يحالفهم، لأنهم ينقلون الإصابات التي تقع في صفوفهم إلى مؤسساتهم الخاصة". وتابع لصور، أن 75% منهم مدنيو، كما دعا المنظمات الدولية ودول الخليج المشاركة في التحالف العربي، إلى إرسال مساعدات طبية عاجلة إلى مستشفيات المدينة. وقال إن مخزون الأدوية تراجع كثيرا، كما أن المستشفيات باتت عاجزة عن مواجهة العدد المتزايد لضحايا النزاع. وتأتي هذه المطالبة في ظل إعراب الأممالمتحدة والمنظمات الدولية، عن قلقها حيال تزايد أعداد الضحايا المدنيين نتيجة أعمال العنف والقصف. وفي هذا السياق، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن أسفها لمقتل 2 من اليمنيين العاملين في الهلال الأحمر أمس، أثناء إسعاف مصابين. وقبل 3 أيام، قتل أحد العاملين مع الهلال الأحمر في محافظة الضالع في جنوب اليمن بحسب الصليب الأحمر، ومع استمرار القتال، يعقد مجلس الأمن الدولي، بطلب من روسيا، اجتماعا مغلقا يبدأ الساعة 15.00 بتوقيت جرينتش؛ لبحث إمكانية إرساء هدنة إنسانية. وقال المتحدث باسم البعثة الروسية في الأممالمتحدة، أليكسي زايتسيف، إن المباحثات ستتطرق إلى إمكانية إرساء هدنات إنسانية في الغارات الجوية. ويأتي الاقتراح الروسي، بعد مبادرة أخرى تقدمت بها دول الخليج التي تحاول إقناع موسكو، بفرض عقوبات اقتصادية وحظر على تسليم الحوثيين أسلحة، لكن روسيا التي تعارض هذه المبادرة، اقترحت تعديل النص ليصبح حظرا يشمل كل البلد وعقوبات محدودة. وتكثفت أعمال العنف في اليمن، منذ أن شنت السعودية وحلفاؤها في 26 مارس، حملة من الضربات الجوية تهدف إلى منع الحوثيين من الاستيلاء على السلطة، ومنع إيران من توسيع نفوذها في المنطقة. وصرحت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة، فاليري آموس، أول أمس، أن حصيلة ضحايا المعارك في اليمن بلغت في أسبوعين 519 قتيلا ونحو 1700 جريح. وأعربت آموس، عن قلقها البالغ على سلامة المدنيين، مؤكدة أنه يتعين على الذين يشاركون في معارك، أن يحرصوا على عدم استهداف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين والنازحين في البلاد والبنى التحتية المدنية، ولا سيما في المناطق المأهولة، أو عدم استخدامها لغايات عسكرية. وأضافت أن عشرات الآلاف فروا من منازلهم، وأن قسما من هؤلاء توجه إلى جيبوتي والصومال في رحلة محفوفة بالمخاطر. من جهته، أعلن صندوق الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف"، أن 62 طفلا على الأقل قتلوا، وأصيب 30 آخرين في المعارك الدائرة في اليمن. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، عن "قلقه العميق" حيال المعلومات التي تحدثت عن مقتل عدد كبير من المدنيين، فيما أسفرت الحملة العسكرية العربية، عن عرقلة تقدم المتمردين في هذا البلد الغارق في الفوضى، حيث تمكن تنظيم "القاعدة" أمس، من فرض سيطرته بشكل تام على المكلا، كبرى مدن حضرموت. وقررت السلطات السعودية، تعليق الدراسة في محافظة جازان في أقصى جنوب غرب المملكة على الحدود مع اليمن، في أعقاب حوادث حدودية بين البلدين. يذكر أن جنديين من حرس الحدود السعودي، قتلا أمس في إطلاق نار مصدره الأراضي اليمنية، بعد يومين من مقتل عنصر آخر من حرس الحدود في حادث مماثل. وقتل الجنديان محمد الحربي وعبدالرحمن القحطاني، أثناء أداء مهامهما في مركز الحصن في منطقة عسير، على غرار زميلهما الذي قتل الأربعاء الماضي.