بالرغم من كون تراكم "القمامة" هى مصدر استياء للبعض من انبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات الناقلة للأمراض و تشوه المظهر الحضارى لشوارع الاسكندرية، إلا انها تمثل مصدر رزق للعديد من الأسر والتى يمتهن عائلها مهنة "النباش أو الفريزة" كما يطلق عليها، ومابين الظروف القاسية التى تفرضها عليه طبيعة عمله من التعامل مع القمامة والملاحقة الأمنية من قبل المحافظة وتعرضه للحبس والغرامة يقف النباشين مكتوفى الأيدى ويطرحون سؤالا للحكومة "نشتغل فى القمامة أم نتسول أم نسرق "؟!!! ألتقت -البديل – محمد رزق، بالعقد الرابع من العمر وحاصل على معهد فنى تجارى، حيث قال: مثلى مثل الآلاف من الشباب السكندرى ممن لا يعملون وخاصة تدهور الحالة الاقتصادية بالمحافظة بعد ثورة 25 يناير ،ولدي طفليين أحداهما مصاب بشلل رباعى والأخرى مريضة بالقلب، وتقدمت لكل الجهات للعمل بها ولو ساعى أو عامل نظافة، وعندما ضاق الحال بى وجدت بعض الأشخاص يجمعون " العبوات البلاستيكية والكرتون "من أكوام القمامة المتراكمة بالشوارع، فاقتربت من أحدهم وقلت له أريد العمل معك، وعلمت انه يعمل هو و6 أفراد من اسرته بجمع كمية معينة من البلاستيك ثم يذهب بها بآخر اليوم ل"المعلم " بمنطقة أبيس ويقوم بوزنها واذا وصل الى الوزن المتفق عليه يأخذ المقابل 200 جنيه، ثم يقومون بتوزيعها بالتساوى بينهم فيكون نصيب الفرد حوالى 35جنيهًا، ووافق ان اعمل معه، وحينها شعرت بالمذله وانا أتعرض لبعض الإهانات من المارة بسبب اننا نبعثر القمامة فى حرم الطريق، وأيضا لا استطيع ان اتحمل الروائح الكريهة ولكن أفضل من أنى أتسول لكى أعول أسرتى. وتابع محمود توفيق، يوميا نتعرض لملاحقة حملات أمنية من الأحياء ويأخذون ما نقوم بجمعه طوال اليوم ويقوموا بتكسير عرباتنا الخشبية ،ويلقون القبض علينا، ويتسائل توفيق هل أصبح البحث على لقمة العيش الشريفة جريمة يعاقب عليها القانون؟، وهل نتساوى نحن بالسارقين وتجار المخدرات والمجرمين؟، مطالبًا الحكومة بطرح فرص عمل لنا قبل سؤالنا بترك تلك المهنة المهينة . وكان المشهد الأكثر ألما، بمنطقة ابيس حيث يعمل عشرات الاطفال فى البحث عن المخلفات البلاستيكية من أكياس المخلفات الطبية، وبسؤال الطفل هشام .س، والذى رفض أن تقوم عدسة –البديل – بألتقاط صوره له عن عمله بنش مخلفات المستشفيات قال: نحن بقرى أبيس "ناس غلابة أوى" ونعمل لمساعدة أسرنا ونأخذ فى اليوم 20جنيه ،وتوجد سيارات المحافظة التى تجمع المخلفات الخطرة من المستشفيات بجلب هذه المخلفات فى منطقتنا بدلا من أرسلها للمدفن المخصص لها وذلك مقابل ان "المعلم" يعطى 350 لسائق السيارة . وتابع هشام قائلا،وأنا وزملائى نقوم بفتح هذه الاكياس واستخراج عبوات "الجلوجوز"الفارغة و"السرنجات" وغيرها ،وأصعب ما نتعرض اليه هو "وخز"سن الحقن فى ايدينا ونحن نفتح نلك الأكياس، ورائحة القطن والشاش المليئ بالدماء تصيبنا بالتقيئ ،وأعلم اننا نتعرض لكثير من الأمراض ومنها فيرس سى ،ولكن نحن نعمل لنساعد والدينا . وتشن أحياء الاسكندرية المختلفة حملات مكثفة للقبض على "النباشين"، فقد قام صباح أمس حي المنتزه ثاني بالقبض على جامعي القمامة "النباشين"، في عدد من المناطق والشوارع التابعة للحي بشرق المدينة، ومصادرة عرباتهم، إضافة إلى التحفظ على أكثر من 12 جونية لجمع القمامة، وتحرر محاضر مخالفة لهم. ودشن اللواء طارق مهدى، محافظ الاسكندرية السابق، منظومه القمامة الجديدة التي من شانها القضاء علي ظاهره النباشين بشكل نهائي، وتحقيق الربح المادي للمحافظه وذلك من خلال فرز القمامة بالمنازل وبيع المواد الصلبة لكى تعود بالربح على المحافظة وعودة المظهر الحضارى للشارع السكندرى،ولكنها حتى الأن لم تنفذ حتى فى عهد محافظ الاسكندرية الجديد الدكتور هانى المسيرى.