تتنوع أساليب التعذيب بين التعذيب الجسدي الذي يصل إلى حد إطلاق الرصاص وترك الأسير ينزف لساعات طويلة دون تقديم المساعدة له، واعتداء الكلاب البوليسية عليه، إضافة إلى الضرب المبرح بالأيدي وأعقاب البنادق وأحذية الجنود، وتكبيل الأسير وتغطية عينيه واحتجازه في العراء لساعات طويلة،علاوة على التعذيب النفسي وترهيب الأسير وأفراد عائلته خاصة النساء والأطفال، إضافة إلى تهديده بإحداث الضرر بهم، وعزل الأسرى في الزنازين الانفرادية، وغيرها من أساليب التعذيب. من بين هؤلاء الأسرى "ثائر حلاحلة "من مواليد عام 1979، ولد في قرية خاراس شمال غرب مدينة الخليل، متزوج وأب لطفلة اسمها لمار، ولدت بعد أن اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي في27 يونيو 2010، رهن "الاعتقال الإداري" استنادا لما يسمى ب "الملف السري"، ودون تهمة أو لائحة اتهام وبلا محاكمة، وذلك للمرة الثامنة، ليصل مجموع ما أمضاه بالاعتقال الإداري داخل سجون الاحتلال قرابة سبع سنوات. قرر "حلاحلة" المضي قدما على خطى الشيخ " خضر عدنان " مفجر ثورة الكرامة خلف القضبان وضد سياسة "الاعتقال الإداري"، ليعلن في الثامن والعشرين من فبراير الماضي إضرابه عن الطعام احتجاجا على استمرار اعتقاله إداريا دون تهمة، وقد مضى على إضرابه 76 يوما ليتخطى بذلك الرقم المسجل باسم رفيق دربه الشيخ خضر عدنان، الذي استمر إضرابه عن الطعام لمدة 66 يوما قبل أن يتحرر. قال لزوجتة من خلف القضبان:"لا يمكنني أن أصف بالكلمات مدى حبي لك، أنا أفعل هذا في سبيل الله ومن أجل وطني، من أجلك ومن أجل ابنتي لمار.. اعتني بها وبصحتك.. وسامحيني." دخل الأسير البطل معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها الأسرى الفليسطينيون في سجون الاحتلال من خلال امتناعهم عن تناول الطعام في اضراب عام ومفتوح الأجل، حيث يمارسون سياسة الضغط على إدارة السجون من أجل تحقيق مطالبهم، وبدأت هذه المعركة في 17 ابريل عام 2012 من قبل 1600 أسير فلسطيني، حيث فضلوا الجوع بدلا من الخضوع لسياسات وأفعال الاحتلال التعسفية وإدارة السجون الإسرائيلية في حقهم. أفرجت السلطات الإسرائيلية في 5 يونيو 2012 عن الأسير "حلاحلة" بعد إضراب عن الطعام استمر 78 يوما في سجون الاحتلال، ووصل الأسير المحرر حلاحلة إلى الخليل في سيارة اسعاف فلسطينية، بعد أن نقلته سيارة اسعاف إسرائيلية من مستشفى سجن الرملة إلى معبر ترقوميا جنوب الخليل، حيث جرى تسليمه. دخل الأسير في إضراب عن الطعام احتجاجا على وضعه في الاعتقال الإداري لمدة عامين، ليوقف إضرابه عن الطعام بعد تلقيه ضمانات مصرية بعدم تجديد اعتقاله الإداري. نفذ ثائر حلاحلة ومعتقل آخر هو بلال ذياب (27 عاما) إضرابا طويلا عن الطعام ابتداء من 29 فبراير 2012 الماضي، وهما من الضفة الغربية واعتقلتهما إسرائيل لاتهمامهما بالانتماء إلى حركة الجهاد الاسلامي، وتضامنا معهما خاض نحو ثلث الأسرى الفلسطينيون ال4700 تقريبا في سجون الاحتلال (بينهم نحو 309 قيد الاعتقال الإداري) إضرابا عن الطعام في حركة احتجاج جماعية بدأت في 17 ابريل وانتهت في منتصف مايو الماضي، وطالب الأسرى المشاركون في الاضراب بتحسين ظروف اعتقالهم والسماح بمزيد من الزيارات العائلية وزيارات المحامين وإنهاء الاعتقال الإداري والعزل الإنفرادي. وبحسب القانون الصهيوني الموروث عن الانتداب البريطاني، بالامكان وضع المشتبه فيه قيد الاعتقال الاداري من دون توجيه الاتهام له لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد لفترة غير محددة. في ابريل 2013، أعادت قوات الاحتلال اعتقال الأسير المحرر ثائر عزيز حلاحلة فيما اعتقلت 14 مواطناً فلسطينيا على الأقل غالبيتهم من قرية جيوس شرق قلقيلية، وذكرت عائلة الأسير حلاحلة أن قوة كبيرة من جيش الاحتلال حاصرت البناية التي يقيم فيها نجلها في حي أم الشرايط بمدينة رام الله، حيث قام الجنود بتكسير الأبواب والعبث بمحتويات المنزل فيما دهمت عددا من بيوت الجيران في البناية، وأضافت العائلة أن جنود الاحتلال اعتدوا على ثائر وهو من كوادر حركة الجهاد الاسلامي بالضرب المبرح أمام زوجته وأطفاله قبل اقتياده مكبلا إلى أحد السجون، فيما صادروا جهاز الحاسوب الخاص به وهاتفه الخليوي. وفي نوفمبر 2011، أصدرت محكمة عوفر العسكرية، حكما بالسجن الفعلي على الأسير ثائر عزيز حلاحلة، لمدة 14 شهرا وغرامة مالية قدرها 6 آلاف شيكل والحبس مع وقف التنفيذ لمدة 3 سنوات، حتى أفرجت سلطات الاحتلال عن الأسير ثائر، في مايو 2014 الماضي، وأوضح نادي الأسير حينها في بيان له أن حلاحلة أمضى في سجون الاحتلال 14 شهرا في آخر اعتقال له حيث اعتقل في ابريل عام 2013، وأصيب بعد اعتقاله بفيروس التهاب الكبد الوبائي، وأدى ذلك إلى تدهور في أوضاعه الصحية حتى تم الإفراج عنه.