دائمًا ما تأتى قرارات المسئولين كالصاعقة على دماغ المواطنين الغلابة الذين يعانون ألمًا وهمًّا من قسوة المعيشة، وكأنهم في حاجة إلى مزيد من الهموم التي تضاعف آلامهم وأوجاعهم. أمس الثلاثاء انتابت أهالى مدن كفر الزيات وبسيون والسنطة حالة من الغضب والضيق؛ بسبب أزمة تتمثل في قرار المسئولين بديوان عام المحافظة المفاجئ بنقل موقف (المعرض والاستاد وسوق الجملة) من مكانه الأساسي خارج نطاق الكتلة السكانية إلى مجمع مواقف الشهيد عبد المنعم رياض بمنطقة "سبرباى"؛ مما يُشكل كارثة؛ بسبب بعد المسافات للسائقين والمواطنين وكذلك ارتفاع الأجرة. في البداية يقول شريف الصعيدى (موظف ومقيم بقرية "ديما" مركز كفر الزيات) "إن قرار نقل الموقف يشكل مشكلة كبيرة للسائقين والمواطنين؛ بسبب مشقة المسافات التي تسبب عبئًا كبيرًا جدًّا على الركاب، خاصة طلبة المدارس؛ لأن طلبة الجامعات حظهم حلو بوجود مجمع المواقف بجوار مجمع الكليات بسبرباى"، مضيفًا أن المسئولين قرروا نقل الموقف لمكان آخر وهم لا يعلمون طبيعة المكان، موضحًا أن بعد المسافة للموقف الجديد يرهق السائقين والركاب. وأكد أحمد المعداوى (موظف بالمحكمة ومن أهالي مدينة السنطة) أنه "بسبب نقل الموقف، يضطر المواطن لركوب أكثر من مواصلة للذهاب إلى عمله، فأصبحت المصاريف ضعف ما كان في السابق، وهو ما لا يستطيع عليه الفقراء وتلاميذ المدارس، بالإضافة إلى المعاناة التى تواجهنا يوميًّا من سائقى المواصلات الداخلية الذين يقسمون المسافة للحصول على أجرة مضاعفة دون رقيب". وأبدى عونى الفيومى غضبه بذلك، قائلاً "قرار نقل الموقف يشكل مشكلة كبيرة للسائقين والمواطنين؛ بسبب مشقة المسافات"، مضيفًا أن القرار صدمة بالنسبة للغلابة، وسوف يتسبب فى عبء كبير جدًّا على المواطنين الغلابة. وقالت داليا على (مدرسة): "لم يكتفِ المسئولون بالغربية بما يلاقيه أهالى مركز بسيون من معاناة جراء المواصلات بطريق بسيون – طنطا، وقاموا بنقل موقف بسيون من المعرض إلى سبرباى، جيث إن هذا الموقف كان يضم "بسيون- كفر الزيات- برما – إبيار"؛ مما يجعل أهالى مركز بسيون وباقى المراكز يتكبدون معاناة مادية وجسدية؛ فوجود موقف بسيون بسبرباى لا يتناسب إلا مع بعض طلبة الكليات وليس الكل، فهناك كليات التربية والتجارة والطب والصيدلة والعلوم داخل مدينة طنطا، وجميعها معزولة عن مجمع الكليات الذى يقع فى سبرباى، فضلاً عن أن جميع المصالح الحكومية بعيدة عن مجمع المواقف بسبرباى، وبذلك يتعرض المواطنون والموظفون لمهازل سائقى السرفيس الداخلى، ويصبحون ضحية لأصحاب سيارات الأجرة". وتساءلت "من سيستفيد من معاناة المواطنين؟ وهل سيستجيب المسئولون لمطالب المواطنين بإرجاع الموقف إلى مكانه سابقًا؟". وطالب الزميل مصطفى أبو عطا (الصحفى بجريدة التحرير) مرشحى مجلس النواب القادم بالتدخل لإلغاء هذا القرار الكارثى، لافتًا إلى أن هذه الأزمة تضعهم فى اختبار حقيقى لخدمة أهالى مركز بسيون الذين يسعون لنيل رضاهم للفوز فى معركة مجلس النواب القادم، كما طالب أبو عطا جميع المرشحين وكذلك الصحفيين من أبناء مركز بسيون بأن يتوحدوا على قلب رجل واحد من أجل إيجاد حل لتلك الأزمة. وأشار أهالى قرى شوبر وخرسيت وكفر عصام إلى أن قرار نقل موقفهم من منطقة المعرض إلى سبرباى قرار خاطئ أصدره اللواء محمد نعيم محافظ الغربية السابق؛ لأنه يمثل معاناة كبيرة على أهالى تلك القرى، وأنهم قاموا بالاتصال بمحافظ الغربية الجديد سعيد مصطفى كامل، وشرحوا له الأزمة وأبعادها، ووعدهم بحل تلك، وقالوا "نحن فى انتظار تحقيق هذا الطلب الشعبى والذى أصبح كابوسًا لآلاف المواطنين بتلك القرى". وناشد المواطنون محافظ الغربية بالعدول عن القرار؛ تيسيرًا عليهم وعلى المواطنين، وحتى لا يتم رفع أجرة التعريفة من جديد؛ مما يزيد من أعبائهم. يذكر أن اللواء محمد نعيم محافظ الغربية السابق قام بافتتاح مجمع موقف سبرباى بمدخل طريق طنطا – كفر الشيخ؛ لخدمة المسافرين من وإلى مدينة طنطا، على مساحة 5 أفدنة وبتكلفة 45 مليون جنيه،وحقق عائدًا قدره 173 مليون جنيه من طرح المحلات التجارية والخدمية بالمجمع بالمزاد العلنى، فضلاً عن طرح مول تجارى وعدد من الوحدات الإدارية، بعد افتتاح الموقف وتشغيله وإلغاء المواقف المنتشرة بطنطا بمناطق المعرض والاستاد وسوق الجملة والجلاء والمرشحة والمعاهدة، وربط المجمع بخطوط مواصلات؛ لنقل الركاب من المجمع إلى ميدان محطة السكة الحديد وباقى خطوط المدينة.