تزامنا مع المنخفض الجوي المصحوب بأمطار غزيرة يصعب التحرك فيها بالمنطقة، تستعد بلاد الشام وبعض سواحل البحر المتوسط لإستقبال عواصفتتغير أسمائها بين "هدى" في غزةوسوريا و"زينة" في لبنانوالأردن، مع توقعات بحدوث سيول قد تؤدي إلى كوارث إنسانية، خاصة في قطاع غزة الذي يفتقد إلى بنية تحتية قادرة على التصدي إلى إعصار بهذا الحجم، إضافة لمعاناة اللاجئين السوريين في المخيمات سواء تلك التي توجد بتركيا أو الأردن أو لبنان التي ستتفاقم مع هذا الإعصار المدمر. في سوريا بدأت العاصفة الثلجية "هدى" بسقوط أمطار غزيرة، ما أدى لانجراف السيول تجاه المخيمات في ريفي إدلب وحلب، كما أظهرت صور من مخيم أطمة بالقرب من الحدود التركية، بثتها مواقع التواصل الاجتماعي السيول وهي تغطي أراضي المخيم، بالإضافة إلى الوحل المنحدر مع تلك السيول، وبحسب وسائل الإعلام المحلية شكلت العاصفة هدى مآساة حقيقة للنازحين في الداخل السوري، فقد عملت الرياح العاتية جدا والتي وصلت سرعتها 100كم/ ساعة على إجتثاث الخيام التي لم تحمِ اللاجئين من حر الصيف ولا برد الشتاء. حال اللاجئون في دول الجوار ليس بأفضل ففي بلدة عرسال اللبنانية تحولت العاصفة لنقمة على أهل الخيام هناك فلا طعام ولا غذاء ولا دفئ ولا أمان، ففي لبنان التي أطلق على العاصفة فيها اسم "زينة"، تستمر الأمطار والثلوج في التساقط حتى نهاية الأسبوع، ويترافق ذلك مع عواصف رعدية. يعاني اللاجئون نقصا حادا في وقود التدفئة وفي المساعدات رغم إعلان الأممالمتحدة وهيئات إغاثية تقديم معونات قبل وصول العاصفة التي تعد أقوى تحدّ يواجه اللاجئين منذ عامين، وفي سهل البقاع شرق لبنان، يواجه أربعمائة ألف لاجئ سوري عوامل مناخية صعبة، بينهم نحو مائة ألف في بلدة عرسال التي تراجع وصول المساعدات إليها منذ أغسطس الماضي. وفي غزة بدأت المخاوف تزداد ، حيث نزح عدد من الفلسطينيين الذين يسكنون في مناطق كانت قد تعرضت للغرق بمياه الأمطار والصرف الصحي خلال المنخفض الجوي "أليكسا" الذي ضرب قطاع غزة العام الماضي، فضلا عن العدوان الذي دمر معظم البنية التحتية للقطاع في يوليو الماضي، تركت عشرات العائلات الفلسطينية منازلها الواقعة بمنطقة "النفق" شرقي مدينة غزة، في ظل تحذيرات أطلقتها بلدية مدينة غزة من حدوث فيضانات لمياه الأمطار والصرف الصحي بسبب العاصفة الجوية "هدى" التي بدأت في الأراضي الفلسطينية مساء الثلاثاء. وحذرت بلدية مدينة غزة، من آثار المنخفض الجوي الذي يضرب الأراضي الفلسطينية، منذ يوم السبت الماضي واشتدت مساء الثلاثاء، على بنية القطاع التحتية التي قد يتسبب انهيارها بحدوث "كارثة إنسانية" في قطاع غزة، وقالت البلدية: إن "العاصفة الجوية هدى التي تضرب المنطقة تشكل خطرا على البنية التحتية المدمرة في غزة وتهدد بوقوع كارثة إنسانية في القطاع." عملت طواقم "الدفاع المدني" على إحاطة البيوت المتنقلة "الكرفانات" التي يقيم فيها أصحاب المنازل التي دمرت خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، بسواتر رملية خشية من تعرضها للغرق بمياه الأمطار كما حدث خلال المنخفض الجوي الذي ضرب القطاع في منتصف ديسمبر الماضي.