في لقاء على قناة "العربية"، يقول الشيخ "أحمد الطيب": "إن أول عصر تضعضع فيه الأزهر هو عصر عبد الناصر، والمد الاشتراكي، ماذا تنتظر من نظام كان مرتميا في أحضان النظام الروسي المنكر للدين؟ غير أن يكون حريصا على تحجيم الأزهر"! هكذا ردد فضيلة الشيخ – إمام المؤسسة الدينية التي نعتمد عليها لمواجهة التطرف – نفس دعايات الإخوان وجماعات التطرف عن الزعيم خالد الذكر ونظامه! كرر ما قاله السجين "صفوت حجازي" في مقاله الرديء "تطوير الأزهر أم تدمير الأزهر"!! لم يزد عليه حرفا ولم ينقص حرفا! ولسنا هنا في معرض الهجوم على شيخ الأزهر، ولكننا بمعرض تفنيد ما قاله بالبرهان التاريخي والواقعي! هل كان عبد الناصر حريصا على تحجيم الأزهر؟ هل روج نظام عبد الناصر للإلحاد وإنكار الدين؟ يقول الشيخ أن كتب الإلحاد كانت تباع بقروش!! وكأن الكتب الدينية لم تكن تباع بدورها كذلك بقروش، ليوحي للمستمع أن النظام كان يدعم ويروج لتلك الأفكار! نسي فضيلة الشيخ أمورا جوهرية تهدم ما ادعاه من الأساس، وهي: أما عن أدبيات تلك الحقبة الكافرة المزعومة، فهي باقية ومسموعة ومرئية تنطق عن حقيقتها حتى يوم الناس هذا! هل كان عبد الناصر مرتميا في حضن الشيوعية؟ أقام الزعيم علاقات متميزة مع الاتحاد السوفيتي (كان هذا خيارا استراتيجيا، عندما تكون أمريكا حليفة عدوك الاستراتيجي؛ إسرائيل)، لكنه كذلك كان مؤسسا لحركة عدم الانحياز، التي صارت قوة ملموسة في زمانها بتوحد مصر والهند ويوغوسلافيا تحت لوائها! لهذا رفض "عبد الناصر" دائما، وحتى النهاية، توقيع معاهدة الصداقة والتعاون مع الاتحاد السوفيتي، لأنها تعني بعرف ذلك الزمان تبعية للمعسكر الشرقي! حتى وقعها السادات في عام 1971م! والآن، فقد حسم الشعب هذا الجدل "إخواني المنشأ" عندما خرج في ثلاثين يونيو، وبعد أربعين عاما من التشويه، يحمل صورة عبد الناصر ويهتف باسمه في وجه خصومه! واليوم، تحاول مصر بناء علاقات صداقة جديدة مع روسيا، والتي لم تعد شيوعية وإن بقيت يسارية التوجه، ولم تصبح دينية بكل الأحوال. فما رأي فضيلة الشيخ في هذا؟ ولماذا يستمر محسوبا على نظام يتقارب من جديد مع روسيا؟