«لو كان حجرا لنطق».. مقولة تنطبق على حال الآثار المصرية، التى تصرخ من عبث اللصوص تارة، وإهمال المسئولين تارة أخرى. ويعد معبد إسنا الذي يقع فى محافظة الأقصر، من أهم المعالم السياحية بالمدينة، والوحيد الباقى من أربعة معابد، ثلاثة منهم في شمال غرب إسنا "أصفون، وكوم الدير، وغرب إسنا"، أما الرابع، فيقع في شرق المدينة "الحلة"، وفى عام 1830، تم اكتشاف معبد آخر في "كومير" جنوب غرب إسنا بحوالي 10 كم، إلا أن هذه المعابد قد اختفت منذ القرن الماضى، ولم يبق منها غير ما يدل عليها. كشف أحمد شهاب، نائب رئيس جمعية حقوق الأثريين، أن معبد إسنا في خطر؛ لكونه تحت سطح الأرض بحوالي 25 متر، والبيوت تحاصر المعبد من كل اتجاه، مضيفا: «خصصت ميزانية منذ عام 2010؛ لرفع المعبد وإزالة البيوت المجاورة لحرم الأثر العظيم، ولم يتم شىء، فلا يزال المعبد مطمورا بلا حرم يحميه وبيوت تحاصره وسرقات تمتد إليه». وأوضح "شهاب" أن معبد إسنا واحد من أجمل المعابد في مصر، ومحتفظ بجماله حتي الآن، وله سقف ويتميز بجمال أعمدته وأشكاها الزاهية البديعة، ويوجد علي جدرانه بعض النصوص عن أسرار الحياة، وخصص لعبادة الإله خنوم، وهو جسم إنسان ورأس خروف، مؤكدا أن المعبد جذاب ويتم النزول إليه بسلم حديث بني في الثمانينيات، ويرقد أعلي المعبد الحمام الجبلي، حيث يوجد بالمعبد مكان مخصص لوقوفه، ويوجد في محيط المعبد بعض التماثيل والقبور الخاصة بالفراعنة. من جانبه، أكد السيد الرشيدي، مفتش آثار بمحافظة الأقصر، وجود فساد وإهدار للمال العام في عمليات ترميم كثير من معابد منطقة الأقصر، مشيراً إلى أن الميزانية التي تم تخصيصها لمعبد إسنا، لم يتم الاستفادة منها منذ 2010 وحتي الآن، ما يعد إهدارا للمال العام في وزارة الآثار.