نشرة التوك شو| بطيخ مسرطن ومشادة بين "صلاح ويورجن كلوب" وبيان لصندوق النقد    موعد مباراة ليفربول المقبلة بعد التعادل مع وست هام في الدوري الإنجليزي    عاجل.. حسام البدري يفجر مفاجأة حول عرض تدريب الزمالك    هل مرض الكبد وراثي؟.. اتخذ الاحتياطات اللازمة    لأول مرة بالمهرجانات المصرية.. "الإسكندرية للفيلم القصير" يعرض أفلام سينما المكفوفين    «مينفعش نكون بنستورد لحوم ونصدر!».. شعبة القصابين تطالب بوقف التصدير للدول العربية    مفاجأة جديدة في سعر الذهب اليوم الأحد 28 أبريل 2024    الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري للبيع والشراء اليوم الأحد 28 إبريل 2024 (آخر تحديث)    تحولات الطاقة: نحو مستقبل أكثر استدامة وفاعلية    العالم الهولندي يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة ويكشف عن مكانه    أهالي الأسرى يُطالبون "نتنياهو" بوقف الحرب على غزة    مصدر أمني إسرائيلي: تأجيل عملية رفح حال إبرام صفقة تبادل    قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعشرات الانفجارات في المنطقة (فيديو)    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عدة قرى غرب جنين    المجموعة العربية: نعارض اجتياح رفح الفلسطينية ونطالب بوقف فوري لإطلاق النار    الأردن تصدر طوابعًا عن أحداث محاكمة وصلب السيد المسيح    اليوم، أولى جلسات دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية بسبب تدريس المثلية الجنسية    تشيلسي يفرض التعادل على أستون فيلا في البريميرليج    حسام غالي: كوبر كان يقول لنا "الأهلي يفوز بالحكام ولو دربت ضدكم (هقطعكم)"    نصف تتويج.. عودة باريس بالتعادل لا تكفي لحسم اللقب ولكن    المندوه: هذا سبب إصابة شيكابالا.. والكل يشعر بأهمية مباراة دريمز    اجتماع مع تذكرتي والسعة الكاملة.. الأهلي يكشف استعدادات مواجهة الترجي بنهائي أفريقيا    ألميريا يهبط إلى دوري الدرجة الثانية الإسباني بعد الخسارة من خيتافي    حالة الطقس اليوم الأحد 28 - 4 - 2024 فى مصر    مصرع وإصابة 12 شخصا في تصادم ميكروباص وملاكي بالدقهلية    إصابة 8 أشخاص في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بالمنيا    أول تعليق من الأزهر على جريمة طفل شبرا    مصدر أمني يكشف تفاصيل مداخلة هاتفية لأحد الأشخاص ادعى العثور على آثار بأحد المنازل    ضبط 7 متهمين بالاتجار فى المخدرات    ضبط مهندس لإدارته شبكة لتوزيع الإنترنت    بشرى للموظفين.. 4 أيام إجازة مدفوعة الأجر    وفاة الفنان العراقي عامر جهاد    عمرو أديب: مصر تستفيد من وجود اللاجئين الأجانب على أرضها    غادة إبراهيم بعد توقفها 7 سنوات عن العمل: «عايشة من خير والدي» (خاص)    نيكول سابا تحيي حفلا غنائيا بنادي وادي دجلة بهذا الموعد    ما حكم سجود التلاوة في أوقات النهي؟.. دار الإفتاء تجيب    متحدث الكنيسة: الصلاة في أسبوع الآلام لها خصوصية شديدة ونتخلى عن أمور دنيوية    هل يمكن لجسمك أن يقول «لا مزيد من الحديد»؟    لميس الحديدى: نعمت شفيق تواجه مصيرا صعبا .. واللوبي اليهودي والمجتمع العربي"غاضبين"    دهاء أنور السادات واستراتيجية التعالي.. ماذا قال عنه كيسنجر؟    السفير الروسي بالقاهرة يشيد بمستوى العلاقة بين مصر وروسيا في عهد الرئيس السيسي    أناقة وجمال.. إيمان عز الدين تخطف قلوب متابعيها    23 أكتوبر.. انطلاق مهرجان مالمو الدولي للعود والأغنية العربية    ضبط وتحرير 10 محاضر تموينية خلال حملات مكبرة بالعريش    «الأزهر للفتاوى الإلكترونية»: دخول المواقع المعنية بصناعة الجريمة حرام    السيسي لا يرحم الموتى ولا الأحياء..مشروع قانون الجبانات الجديد استنزاف ونهب للمصريين    انخفاض يصل ل 36%.. بشرى سارة بشأن أسعار زيوت الطعام والألبان والسمك| فيديو    ما هي أبرز علامات وأعراض ضربة الشمس؟    دراسة: تناول الأسبرين بشكل يومي يحد من الإصابة بهذا المرض    رئيس جامعة أسيوط يشارك اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم    " يكلموني" لرامي جمال تتخطى النصف مليون مشاهدة    شرايين الحياة إلى سيناء    جامعة كفر الشيخ تنظم احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة    أمين صندوق «الأطباء» يعلن تفاصيل جهود تطوير أندية النقابة (تفاصيل)    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    سمير فرج: طالب الأكاديمية العسكرية يدرس محاكاة كاملة للحرب    رمضان عبد المعز: على المسلم الانشغال بأمر الآخرة وليس بالدنيا فقط    هيئة كبار العلماء بالسعودية: لا يجوز أداء الحج دون الحصول على تصريح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أنت ملك من ملوك مصر الفرعونية لسبعة أيام فتمتع

إجازة نصف العام تطرق الأبواب، فهى فرصة للاستمتاع واستنشاق هواء محمل برائحة التاريخ، وحالة من الاستجمام الروحى تستطيع أن تتمتع بإجازتك بين ثلث آثار العالم، بروعة إبداع الفنان المصرى، لتكون جزءا من الأسطورة الفرعونية.
اختار البرنامج الذى يناسبك حسب إمكاناتك المالية، والاختيارات كثيرة ومتميزة تشمل البرنامج السياحى والمواصلات الداخلية والخارجية والإقامة وحتى الإرشاد والمزارات والنزهة النيلية.
تستطيع أن تستقل القطار فلن ترهقك تكاليف السفر، لتكون لديك الفرصة الحقيقية فى اقتناء ما يناسبك شراؤه من أسوان والأقصر.
من محطة مصر برمسيس احزم أمتعتك وتقدم نحو شباك التذاكر وب 42 جنيها اشترى تذكرة فى الدرجة الثانية المكيفة، اشترى بعض المأكولات والمشروبات فالرحلة تتجاوز ال13 ساعة.
حين تطأ قدماك أسوان لن يطول بحثك عن مكان تقيم فيه، ففى محطة القطار ستجد عيوناً ترافقك فور هبوطك من القطار، ولها دائما وجهه نظر فى الراكب القادم إلى أسوان، فإن كنت من الشباب ستجد من يقول لك بمنتهى البراءة "فيه هنا قريب فى شارع الجيش مجموعة من بيوت الشباب أسعارها تناسبك يدوب 20 جنيها"، لن تتوجس فهذه هى الأسعار بالإضافة إلى وجبتين إفطار وعشاء. هذه البيوت بخلاف بيوت الشباب التى يتم حجزها من المنيل بالقاهرة.
وإن كنت لا تريد أن تبقى برفقة وجوه تألفها بالجامعة وشوارع القاهرة يمكنك البحث عن فندق، طبقا لميزانيتك التى تحددها والتى قد تبدأ من 50 جنيها وحتى 200 جنيه فى الليلة الواحدة.
قد يفاجئك الفندق بلافتة "كامل العدد" فإجازة نصف العام هى موسم الأقصر وأسوان، فلابد وأن تحجز مسبقا قبلها بأسبوع أو اثنين.
فهيا بنا نرافقك أسبوعا فى جنة ملوك مصر القديمة، وجمال وروعة الفنان المصرى وعظمة الإبداع.
اليوم الأول فى ضفة الأقصر الشرقية
سنبدأ اليوم الأول "بعروس الصعيد" الأقصر أو طيبة كما اسمها ملوك مصر، لا يخلو مكان فيها من أثر ناطق بعظمة قدماء المصريين قبل الميلاد بآلاف السنين، ستخبرك تفاصيل شوارعها عن عاصمة مصر حتى بداية الأسرة السادسة الفرعونية، قبل انتقال العاصمة إلى منف فى الشمال . ستغوص ذاكرتك فى تفاصيل كلما رأيتها تتمنى ألا تنساها، فهى تضم أكتر من 800 مكان للزيارة، ويتجلى فيها أروع ما ورثته مصر من التراث الفرعونى، فهى مدينة المائة باب، ومدينة الشمس، ومدينة الصولجان.
دعنا الآن نستقل "الحنطور" لنصل الضفة الشرقية، وهناك قف إجلالا لروعة الله فى خلقه، فيد المصرى القديم شيدت معبد الأقصر للإله أمون رع، محاط بثلاثة جوانب بصفين من الأعمدة على هيئة حزمة البردى.
وفى الجزء الشمالى الشرقى يوجد الآن مسجد أبو الحجاج الذى تم بناؤه على المعبد قبل اكتشافه، نتقدم داخل المعبد لنصل إلى غرفة القارب المقدس، الذى استطاع الإسكندر الأكبر أن يشيد مقصورته داخل مقصورة أمنحتب الثالث، وأخيراً نصل إلى قدس الأقداس، حيث حجرة التمثال المقدس.
مشيا على الأقدام ننتقل إلى معبد الكرنك أعظم دور العبادة فى التاريخ، يضم العديد من المعابد التى لا نظير لها من بينها معبد للإله أمون وزوجته الإلهه (موت) وأبنهما الإله خنسو إله القمر.
اجتاز الحصن بداية من طريق الكباش للإله آمون الذى يرمز لقوة الخصب والنماء، وقد نحت تحت رؤوسها تماثيل الملك رمسيس الثانى .
نحن الآن أمام البحيرة المقدسة التى تقع خارج البهو الرئيسى للمعبد، حيث يوجد تمثال كبير لجعران من عهد الملك أمنحتب الثالث تحول لأماكن استماع الصوت والضوء بكافة اللغات.
لا يفوتك وأنت فى الضفة الشرقية أن تزور المتحف بين معبدى الأقصر والكرنك، لترى المجموعات الأثرية الفرعونية التى عثر عليها فى مدينة الأقصر والمناطق المجاورة.
الآن قف واسترح وأدر ظهرك وودع الإله آمون والملك أمنحتب ورمسيس، وقف فى الجوار استظل ببعض الآثار وأطلق عنان فكرك، لتعود وكأنك أحد ملوك مصر القديمة ولو لمدة يوم واحد.
سنوقظك من حلم كليوباترا وأنطونيو ورمسيس فى الصباح الباكر قبل شروق الشمس، لننطلق إلى الضفة الغربية. استيقظ وارتدى تيشرت وكاب ونظارة شمس، فأنت ستعانق النيل الذى طالما جلست بجواره ملوك مصر يشيدون ويتابعون بكبرياء وشموخ عظمته.
سنستقل المركب الشراعية للضفة الثانية، وهناك ستجثو على قدميك حين تعرف أن تمثالا ممنون العملاقين هما كل ما تبقى من معبد أمنحتب الثالث بعد تحطمه فى زلزال قديم، سترتفع قامتك ارتفاع 19.20 متر بطول التمثال ممنون، وهو اسم أطلقه الإغريق عندما تصدع التمثال الشمالى منهما وأخرج صوتا – فشبهوه بالبطل الأسطورى ممنون الذى قتل فى حرب طروادة.
أمسك بكاميراتك والتقط صورك فى المكان وتحرك سريعا، فأنت لست بمفردك فمعنا فوج سياحى يتحرك نحو مقابر وادى الملوك والملكات.
اشرب جرعة ماء وتقدم، فأنت بين رهبة الموت وجبروت ملوك وملكات الدولة الحديثة الذين أمروا بنحت هذه المقابر فى باطن الصخر فى وادى الملوك، لتكون بمأمن من عبث اللصوص.
تبهرك للوهلة الأولى مقبرة توت عنخ آمون فهى مازلت تحتفظ بكامل محتويتها، وألوانها الجذابة وكأنها لم تجف بعد، ستمسك نفسك بقوة وأنت تقاوم رغبة التصوير فعينك تتمتم بعبارة على لافتة مكتوب عليها رجاء ممنوع التصوير. فتستجيب للرجاء وأنت ممزق
الوجدان لأن المشهد سيظل محفور بذاكرتك للأبد.
وادى الملوك يضم مقبرة رمسيس الثالث ومقبرة سيتى الأول ومقبرة رمسيس السادس ومقبرة أمنحتب الثانى ومقبرة حورمحب ومقبرة تحتمس الثالث، إلى جانب مقابر الملكات، ومنها مقبرة الملكة نفرتارى زوجة رمسيس الثانى. معظم المقابر تشبه بعضها من الداخل لذلك من الممكن أن تدخل إلى مقبرة واحدة أو اثنين بالكثير لأنها مرهقه جدا فى الدخول والخروج وعلى مرضى القلب والضغط عدم المجازفة بالدخول لسوء التهوية بالداخل.
يجب أن يتجمع فوجنا حالا حتى نتمكن من زيارة معبد الدير البحرى قبل غروب الشمس هذا المعبد الذى شيدته الملكة "حتشبسوت" لتؤدى فيه طقوس العبادة، أما اسم الدير البحرى فهو اسم عربى حديث أطلق على هذه المنطقى فى القرن السابع الميلادى، بعد أن استخدم الأقباط هذا المعبد ديراً لهم. ويتكون المعبد من ثلاثة مدرجات متصاعدة يقسمها طريق صاعد.
بالقرب منه يوجد مجموعة من معابد التخليد هى معبد الرمسيوم ومعبد تخليد الذكرى لرمسيس الثانى ومسجل على جدرانه معركه قادش ومعبد مدينة هايو وهو معبد تخليد الذكرى للملك رمسيس الثالث وبه مناظر دينية وحربية فى حالة جيدة من الحفظ ومازالت ألوانه زاهية.
ومن أهم مقابر المنطقة أياض والتى سنختم بها رحلة اليوم مقابر الأشراف، والتى تنقل لنا عبر جدرانها مظاهر الحياة للنبلاء وعائلاتهم ومقبرة نخت التى تظهر نقوشها مدى رقى الفنان المصرى ومقبرة مننا كاتب الضياع الملكية فى عهد الملك تحتمس الرابع ...انتهى يومنا فاليوم كان طويلا ومرهقا.. هيا بنا الى النوم لنبدأ يومنا بنشاط فى الصباح الباكر.
خارج الأقصر فى دندرة وإسنا
يومنا الثالث فى الأقصر يختلف، فسوف نقضيه خارج مدينة الشموس هيا يا شباب نتحرك إلى معبد دندرة الذى يقع على البر الغربى لمدينة قنا أى بعد حوالى 60 كم شمال الأقصر نصل إليه بهذا الأتوبيس الذى ينطلق كل ساعتين من موقف سيارات وأتوبيسات الأقصر.
هذا المعبد من المعابد اليونانية الرومانية، وقد بدأ بناءه الملك بطليموس الثالث، وأضاف إليه كثير من البطالمة الأباطرة الرومان، وبه منظر شهير يمثل الملكة كليوباترا وابنها سيزاريون يوليوس قيصر وتشتهر سقوفه بالمناظر الفلكية العديدة التى تضم الأبراج السماوية.
بالقرب منه توجد مقبرة رع مس أحد كبار رجال الدولة فى عهد أمنحتب الثالث وإخناتون، وداخل المقبرة نقوش تمثل إخناتون وزوجته نفرتيتى، منها ننطلق إلى الأديرة، وفى مقدمتها دير الشايب ويبعد 7 كم شمال المدينة وبالقرب منه دير مارجرجس ويقع بالبر الغربى، دير المحارب ويقع على بعد 4 كم من الميناء بالبر الغربى.
إلى إسنا جنوبا ننطلق لزيارة معبد إسنا الذى من المقرر أن نختتم بيه رحلتنا فى الأقصر، فهو من أهم المعالم السياحية بمدينة إسنا وهو المعبد الوحيد الباقى من أربعة معابد كانت موجودة فى إسنا ثلاثة منها فى شمال غرب إسنا فى (أصفون – كوم الدير – غرب إسنا) أما الرابع فكان يقع فى شرق إسنا (الحلة) وفى عام 1830 تم اكتشاف معبد آخر فى موكير جنوب غرب إسنا بحوالى 10 كم، إلا أن هذه المعابد قد اختفت منذ القرن الماضى، ولم يبق منها غير هذا المعبد معبد إسنا وأهم مناظره صالة مستطيلة الشكل ذات واجهة ذات طراز معمارى خاص بعمارة المعابد المصرية القديمة فى العصرين اليونانى والرومانى، ويحمل سقفها 24 اسطوانة بارتفاع 13م ومزخرفة بنقوش بارزة ذات تيجان نباتية متنوعة، سجل هذا المنظر المتكامل الذى لا يمكن أن على الجميع سرعة التوجه إلى الأتوبيس لنتحرك إلى مدينة الأقصر لنركب القطار إلى أسوان لنستأنف رحلتنا فى الصباح الباكر، ولكن من قلب مدينة النيل.
من وسط نيل أسوان
اليوم الرابع نبدأه من وسط نيل أسوان الذى يختلف عن باقى محافظات الجمهورية، فهو هنا فى أوسع مراكزه نركب هذا القارب الشراعى لنستمتع بجمال طبيعة النيل لترسى المراكب أمام جزيرة النباتات التى تضم مجموعات نادرة من النباتات فى جزيرة تتوسط النيل هيا خذوا صوركم لننتقل إلى متحف النوبة والذى يضم معظم الآثار التى عثر عليها فى محافظة أسوان، مع حلول الظلام نترككم فى جولة حرة فى سوق أسوان الشعبى والذى تستطيعون أن تشتروا كل المنتجات المحلية للمحافظة منه بأسعار مناسبة.
من النيل نبدأ رحلتنا فى يومها الخامس لنصل معبد فيلة والذى يقع جنوب أسوان، وتم نقله إلى الجزيرة ذات منسوب مرتفع عن المياه، وتم النقل ضمن مشاريع إنقاذ آثار النوبة بعد بناء السد العالى.
ويرجع اسم فيلة أو "فيلاى" باللغة اليونانية التى تعنى (الحبيبة) أو (الحبيبات) أما الاسم العربى لها فهو (أنس الوجود) نسبة لأسطورة أنس الوجود فى قصص ألف ليلة وليلة. أما الاسم المصرى القديم والقبطى فهو (بيلاك) وبيلاخ، ويعنى الحد أو النهاية، لأنها كانت آخر حدود مصر فى الجنوب ومجموعة العبادة كرست لعبادة الإله إيزيس، غير أن الجزيرة احتوت على معابد لحتحور وأمنحتب وغيرهما من المعابد التى نتفقدها سويا الآن. إلى معابد النوبة القديمة نتجه إلى آثار بلاد النوبة (معبد الدكة، الدر، السبوع، وعمدا، المحرقة، وقصر أبريم، ومقبرة بانوت، ومقبرة أبو عودة ومعبد كلابشة ومعبد بيت الوالى وكلها معابد تؤرخ تاريخ بلاد النوبة القديمة.
لأن حان وقت الآثار الحديثة فى مدينة أسوان والتى نبدأها بمقياس النيل ويرجع تاريخه إلى العصر الرومانى وتظهر عليه مقاييس فيضان النيل باللغات اليونانية الديموقراطية والعربية وكان مستعملا إلى وقت قريب. منه ننتقل إلى السد العالى المعجزة الهندسية الذى كتبها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بين معجزات القرن العشرين، ويعد واحداً من أكبر السدود فى العالم والذى أقيم لحماية مصر من الفيضانات العالية التى كانت تفيض على البلاد وتُغرق مساحات واسعة فيها، أو تضيع هدرا فى البحر المتوسط.
يبلغ طوله 3600 متر، وأقصى ارتفاع له فوق قاع النهر 111 متراً، أما عرضه فيصل إلى 40 متراً عند القمة. وترجع قصة بناء السد العالى إلى قيام ثورة 23 يوليو 1952، حيث بدأت فكرة إنشاء السد العالى عند أسوان بما يكفل لمصر تزويدها بتصريف ثابت يسمح بالتوسع الزراعى وحمايتها من الفيضانات العالية، وفى نفس الوقت مدّها بطاقة كهربائية تكون الركيزة الأساسية للتنمية الزراعية، والصناعية.
نحن الآن أمام خزان أسوان الذى تم تشييده عام 1902 ميلادية وكان بناؤه إيذانا ببدء الرى بالبلاد، وقد تم تعليته مرتين الأولى عام 1912 والثانية عام 1933 ويحتوى على 180 بوابة للتحكم فى تصرف المياه وأنشأت محطة كهرباء خزان أسوان الأولى عام 1953، كما أنشأت محطة كهرباء خزان أسوان الثانية 1985 اختفت الشمس ومعاها انتهى يوم رحلتنا الخامس.
نبدأ يومنا الجديد بالتحرك إلى مدينة أبو سمبل السياحى عن طريق الميكروباص بتكلفة 15 جنيها للفرد الواحد بعد أربع ساعات من الغوص فى الصحراء نصل إلى معبد أبو سمبل الكبير (رمسيس الثانى) وهو من آثار فرعون مصر رمسيس الثانى التى شيدها فى بلاد النوبة ويبلغ ارتفاع واجهة المعبد 33 مترا وعرضها 38 مترا وتحرس الواجهة أربعة تماثيل ضخمة للملك رمسيس الثانى جالسا على عرشه مرتديا التاج المزدوج لمصر العليا والسفلى تتوسطها بوابة المعبد، وقد خصص هذا المعبد لعبادة الإله (رع خور أختى) إله الشمس المشرقة وتصور إحدى اللوحات الضخمة معركة قادش بين رمسيس الثانى والحيثيين، وفى نهاية المعبد على عمق 65 متراً يوجد قدس الأقداس، أربعة تماثيل للإله رع حور، أختى آمون، رع بتاح، والملك رمسيس الثانى.
ومن المعجزات الفلكية تركز أشعة الشمس على هذا التمثال مرتين كل عام الأولى 22 فبراير بمناسبة جلوسه على العرش، والثانية 22 أكتوبر بمناسبة ذكرى مولده.
على الجانب الآخر يوجد معبد أبو سمبل الصغير الذى يقع شمال المعبد الكبير، وقد شيده رمسيس الثانى تكريما وتخليدا لزوجته المحبوبة نفرتارى ولإلهة الحب والموسيقى والجمال (حتحور) ويمتاز المعبد بجمال رسومه ووضوح ألوانه.
آخر يوم فى أيام رحلتنا نقضيه خارج أسوان تحديدا فى مدينة كوم أمبو، حيث معبد كوم أمبو الذى يقع على ربوة عالية تشرف على النيل، ويرجع تاريخه إلى عصر البطالمة، كذلك توجد مقابر الدولة القديمة فى شمال مدينة كوم أمبو، وهى تبعد عن المدينة حوالى 45 كم شمال أسوان، وقد تم إنشاء المعبد عام 180 ق. م. لعبادة الآلهة (سبك وحورس) ويعد هذا المعبد فريدا فى تركيبه المعمارى، لأنه يقوم على محورين يمثل كل منهما قائما بذاته، كما تم عمل مشروع إضاءة متكامل لإنارة المعبد ليلا.
منه ننتقل إلى مدينة إدفو لزيارة معبد إدفو الذى يقع على بُعد 123 كم شمال مدينة أسوان، وهو من أجمل المعابد المصرية ويتميز بضخامة بنائه وروعته ويرجع تاريخ بنائه إلى العصر البطلمى وقد خصص المعبد لعبادة الإله (حورس بحدتى) حيث تصور جدرانه قصة حورس وانتقامه من عمه ست.
بعده نتجه إلى زيارة آثار منطقة الكابو، يرجع اسم المدينة إلى إلهة المدينة الرئيسية (نخبت) وهى على هيئة طائر العقاب، وكان الاعتقاد السائد أن الإلهة تساعد على الولادة الملكية وتحتوى المنطقة على العديد من المقابر، منها مقبرة النبلاء ومقبرة باحرى، بالإضافة إلى المعابد الصغيرة، ومنها معبد أمنحوتب الثالث - هيكل تحوت - المعبد البطلمى.
نرجو من السادة الزوار سرعة التوجه إلى أماكن الإقامة وحزم أمتعتهم والتوجه إلى القطار الذى ينطلق إلى القاهرة فى تمام العاشرة مساء اليوم ليصل إلى محطة السكة الحديد برمسيس فى تمام الساعة 12 ظهرا.
نرجو أن نكون وفقنا فى رسم البسمة على وجوهكم خلال رحلتنا .. كان معكم خلال الرحلة من القاهرة إلى الأقصر وأسوان المرشد السياحى لليوم السابع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.