«ممنوع من السفر.. ممنوع من الغنا.. ممنوع من الكلام.. ممنوع من الاشتياق.. ممنوع من الاستياء.. ممنوع من الابتسامة.. وكل يوم فى حبك تزيد الممنوعات»، كلمات كتبها شاعر الحرية الشيخ إمام، تعكس مدى التضييق الأمني الذي يعاني منه المواطن البسيط. لم يكن يعرف الشيخ إمام أن هناك زمنا سترص بجانب تلك الممنوعات ممنوعات أخرى أشد صغراً، «روايات، دبابيس صفراء، كوفيات، بالونات، كتب دراسية» أشياء أصبحت ممنوعة فى دولة يديرها نظام قمعى لا يعرف للحريات معنى، من ملاحقات أمنية للشباب والنشطاء وكل من تفوه بكلمة لا ترضى المسئولين. ممنوع حمل الروايات ألقى القبض على أحد الطلاب لمجرد أنه يحمل رواية 1984 للكاتب جورج أوريل أثناء خروجه من جامعة القاهرة، ولم يكن يعلم أن مثل هذه الروايات أصبحت ممنوعة، وتمثل خطرا على الأمن القومى المصرى، وبعد سلسلة من التحقيقات أفرج عن الطالب فى مشهد تراجيدى كوميدى ساخر يبعث الألم والأسى فى النفوس. دبابيس وبالونات صفراء.. تقود صاحبها للسجن لم تكن تعلم الفتيات يوماً أن حملهن للبالونات التي تربوا على اللعب بها، ستكون سببا فى وضعهن داخل السجن لمدة 5 سنوات، فأثناء تنظيم مجموعة من الفتيات بالإسماعيلية زيارة لأسر الشهداء، ألقت قوات الأمن القبض على خمس فتيات لحملهن بالونات صفراء ملصق عليها شعار رابعة، ولم تنكر النيابة خلال دفاتر التحقيقات الخاصة بها أن الحرز في القضية "بالونة". أما عن الدبوس، ألقت قوات الأمن القبض على ميرفت مصطفى، أخصائية الأشعة بمستشفى ميت غمر بالدقهلية، من مقر عملها وأثناء متابعتها للمرضى بعد أن وشى عليها أحد زملائها بتهمة اقتنائها "دبوس" عليه شعار "رابعة"، وبالفعل أمرت النيابة بحبسها بتهمة حمل الدبوس، لتكون الحادثة الثانية بعد إخلاء سبيل سارة خالد، التى ألقي القبض عليها وحكم عليها بعامين بتهمة حملها دبوس أصفر يحمل شعار رابعة، وأثناء الاستئناف على الحكم قضت المحكمة ببراءتها بعد أن قضت 10 أشهر رهن الحبس الاحتياطي بسبب "دبوس". وفى نفس السياق، ألقت قوات الأمن القبض على أحد طلاب جامعة القاهرة؛ لحمله دبوسا مكتوب عليه «انتصارك بكرة جاي»، وإحالته إلى نيابة قسم الجيزة، ومن ثم التحقيق معه وإخلاء سبيله بعد ذلك. الكتب والملازم الجامعية.. دليل إدانة لم يكن يعلم ياسين صبرى، عضو حزب مصر القوية والطالب بجامعة الأزهر، الذى خرج من بيته يوم 12 يناير – فى عجلة- حرصا منه على عدم التأخير على الامتحان، أن الكتب والملازم التى يحملها سوف تزج به فى السجن، حيث تم الحكم على ياسين بثلاثة سنوات بصحبة 12 طالباً آخرين بتهمة حمل «ملازم وكتب جامعية وأدوات الامتحان». «المسطرة».. دليل اتهام ومن طلاب الملازم والكتب الجامعية، إلى طالب المسطرة – كما عُرف إعلاميًا- لن تجد اختلافًا كثيرًا، فالأخير هو الطالب خالد محمد بقرة، من محافظة كفر الشيخ، توجّه لمدرسته كعادته كل يوم حاملًا أدواته المدرسية، من بينها "المسطرة"، ولكنها كان مرسومًا عليها "شعار رابعة"، ما دفع قوات الأمن للقبض عليه بتهمة حيازة "مسطرة رابعة".