حينما انتفض الشباب في ثورة يناير والموجة الثورية في 30 يونيو، لم يكن ليتخيل أحد يومًا أن يصل القمع في الجامعات إلى أن يكون الدبوس المكتوب عليه شعار تهمة والرواية التى تحمل فكرًا سياسيًّا جريمة والبالونة التى تحمل اللون الأصفر تشير إلى جماعة إرهابية والأماكن المهجورة تصويرها يؤدي إلى فصل الطلاب من الجامعة. البداية كانت منذ 6 أشهر، في الفصل الدراسي الثاني من العام الماضي، حينما تم القبض على 5 فتيات من جامعة الإسكندرية بتهمة حيازة بالونات صفراء اللون والانتماء إلى جماعة إرهابية وتنظيم دولي إرهابي. وبعدها بشهر تقريبًا ثارت مواقع التواصل الاجتماعي حينما تم القبض على طالب ثانوي بتهمة حيازة مسطرة مرسوم عليها رابعة. ولم تكن تتوقع الحركات الطلابية أن تصير حيازة الرواية تهمة إلا في الاسبوع الماضي، حينما ثارت القوى الثورية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر خبر القبض على طالب بتهمة حيازة رواية لجورج كونيل. إلى أن وصل الأمر للقبض على طالب لحيازته دبوس كتب عليه "بكرة فكرة وطز في الجميع"، وآخر لحيازتة دبوسًا كتب عليه "انتصارك جاي بكرة". وفصل طالبة بجامعة القاهرة وتدعى "علياء طارق طه" لتصويرها أماكن مهجورة داخل جامعة القاهرة، في حين أنه لا توجد أماكن مهجورة في محيط الجامعة. تلك الأحداث لم تمر مرور الكرام بالنسبة للحركات الطلابية، حيث قال أحمد ممدوح عضو اتحاد طلاب طب قصر العيني إن فصل جامعة القاهرة وغيرها من الجامعات لطلاب لحيازتهم بالونة أو دبوسًا أو غيرهما يعد ضعفًا من الإدارات الجامعية، مشيرًا إلى أن تعنت جامعة مع طالب لحيازته دبوسًا يدل على كم الغباء الفكري التى تعاني منه الجامعات في الوقت الحالي، على حد وصفه. وتابع "ممدوح" أن تصوير طالبة داخل جامعة القاهرة لكلية دار العلوم لا يعد جريمة، مشيرًا إلى أن سبب الفصل هو تصوير أماكن مهجورة ، متسائلاً عن الأماكن المهجورة داخل جامعة القاهرة. وطالب عضو اتحاد طلاب قصر العيني بضرورة مراجعة أسباب فصل الطلاب مرة أخرى من قِبَل جابر نصار رئيس الجامعة. وأكد سامح أحمد منسق طلاب الميدان بجامعة القاهرة أن الجامعات تحولت من مكان لعلم إلى ثكنات عسكرية تقمع الطلاب، مشيرًا إلى أن حصار الداخلية للجامعات والتضييق على الطلاب عودة للنظام القمعي، خاصة أن هناك مندوبين تابعين للداخلية داخل الجامعات، وفقًا لتصريحات رئيس الجامعة د. جابر جاد نصار. وتابع "أحمد" أن فصل الطالبة علياء لتصويرها أمكان مهجورة يشير إلى أن جامعة القاهرة ليست مكانًا للعلم، وإنما ساحة عسكرية، من يصور بها يحال للتحقيق، مشيرًا إلى أن الجامعة مكان عام ليس به أسرار حربية؛ لكي يمنع التصوير داخلها.