في زيارة هي الأولى منذ تشكيل هذه الحكومة، وصل رئيس حكومة التوافق الفلسطينية د. رامي الحمد لله برفقة عدد من أعضاء الحكومة إلى قطاع غزة صباح اليوم عبر معبر بيت حانون "إيريز" وسط استقبال أمني عالي المستوى واستقبال شعبي كبير، وقد أجرى الحمد لله فور وصوله مؤتمراً صحفيًّا قال فيه: "أنَّ المشاعر تحتشد أمام هؤلاء الناس، وأنا أقف على أرض قطاع غزة، عنوان الصمود والتضحية والتحدي الدائم"، وقال إنَّ هذا التواجد يأتي كثمرة جهود كبيرة مبذولة من أجل عودة اللُحمة الفلسطينية وتعزيز الوحدة الوطنية، وتابع الحمد لله في مؤتمره: "جئتكم ممثلاً عن الرئيس وعلى رأس حكومة التوافق لنباشر مهماتنا في الاطلاع على متطلباتكم ونجدة غزة وإغاثة أهلنا والنهوض بكافة القطاعات، وإعادة الإعمار وتحقيق تنمية قادرة على استعادة كافة القطاعات وتوفير حياة كريمة للمواطنين في القطاع". وأضاف: "وضعنا سنوات الانقسام خلفنا، وبدأنا تكريس المصالحة لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في إعادة الإعمار ورفع الحصار وفتح معابر القطاع وتشغيل الممر الآمن بين الضفة وغزة وتوفير المزيد من مقومات الحياة في غزة وعمل حثيث تمارسه القيادة لتدويل قضية شعبنا والانتصار لحقوقنا الوطنية المشروعة ومحاسبة الاسرائيليين". أعداد من المواطنين احتشدت أمام منزل الرئيس محمود عباس في قطاع غزة، والذي تحوَّل إلى مجلس مؤقت للوزراء، وقد رفع المواطنون هناك بعض اللافتات التي تؤكد على ضرورة الالتفات إلى مطالب الشعب ووضعها نصب أعين القيادة الفلسطينية، وكان من بين هذه المطالب، الاهتمام بالشباب ودورهم في المجتمع، تعزيز دور المؤسسات والتعجيل في الإجراءات، إضافة إلى حل أزمات الكهرباء والبطالة والهجرة ومشكلات الفساد المالي والإداري في بعض المؤسسات. الناشط فادي الشيخ يوسف كان واحداً من منظمي الحراك الشعبي الضاغط، والذي قال بأنَّ هذا الحراك يأتي ضمن مجموعة كبيرة من الأنشطة التي يعملون عليها منذ سنوات من أجل إنهاء أزمة الانقسام والعودة إلى المظلة الوطنية التي تجمع الكل الفلسطيني، وقال الشيخ يوسف في حديثه للبديل: "نحن نتمنى أن تكون الخطوات الحقيقية هي الخطوات القادمة، الفلسطيني الآن هو بحاجة كبيرة إلى استثمار كافة الفرص المتاحة، والعمل على إعادة بعض الحقوق التي سلبها الاحتلال، وأولها هو إحقاق اتفاق المصالحة وبدء سريان صلاحيات حكومة الوفاق على الأرض". وعن ما يسعى إليه الشباب، أكد الشيخ يوسف: "نحن لا نريد المزيد من التهميش، سنوات طويلة من أعمارنا ذهبت هباء، ثماني سنوات تفتت على حساب أرواحنا وأعمارنا، وأكثر ما يجب الاهتمام به في هذه المرحلة هو الحلول التي يمكن من خلالها تمكين دور الشباب في المجتمع وزيادة فعاليته". الناس في غزة ينتظرون هذا اليوم بصبرٍ قليل، لأنهم سئموا الانقسام الذي ظل جاثماً على صدورهم لأكثر من سبعة أعوام، ولأنَّهم في هذه المرحلة تحديداً بأمسِّ حاجتهم إلى أن تقوم حكومة التوافق بدورها الذي قد يغيِّر شكلاً من أشكال حياتهم التي نغَّصها الاحتلال.