تعتبر معركة المزرعة الصينية، إحدى المعارك الدموية الشرسة التي وقعت في حرب أكتوبر، المجيدة بين الجيش المصري الباسل وجيش العدوان الإسرائيلي، وقد تم تسمية المعركة بذلك، نظرًا للمكان الذي وقعت فيه، حيث إن هناك مزرعة على مساحة 20 كيلو مترا مربعا تقريبًا بصحراء سيناء، والتي أنشأتها الحكومة لدراسة إمكانية زراعة صحراء سيناء، وقد لاحظت قوات الاحتلال وجود معدات بتلك المزرعة على شكل أحرف صينية، ولهذا سميت بهذا الاسم. وتعتبر المزرعة الصينية أحد أهم المعارك التى منعت القوات الإسرائيلية من التقدم ومن الاستيلاء والسيطرة على تلك المنطقة الاستراتيجية، والتي يتناساها الإسرائيليون دائما، يرون فقط أن"شارون" نجح في حصار قوات الجيش الثالث، و منع الامدادات عنه. لكن الواقع بشهادات الجنود الإسرائيليين الذين كانوا تحت قيادة "شارون"، حتي هو نفسه، أكد أنه لن يستطيع التغلب على هذه القوات المصرية المرابطة في المزرعة الصينية، وقاموا بالالتفاف حولها لعدم قدرته على التغلب عليها، حتى القوات التي عبرت منهم قد لحق بها خسائر. "الجيش الصهيوني يخسر 70 دبابة ومئات القتلى من الجنود" وقامت تلك المعركة، بسبب تخطيط القيادة الإسرائيلية أثناء الحرب، لاختراق القوات المصرية والدخول بين الجيشين الثاني والثالث الميدانيين على الضفة الشرقية، لفتح مساحة كافية تمكن باقي قوات العدوان من عبور القناة، ثم تتحرك فرقة المدرعات 143 الإسرائيلية لتقوم بقطع الامدادات عن الجيش الثالث الميداني. ونتيجة لذلك وقعت معركة المزرعة الصينية، تلك المعركة التي فقدت القوات الإسرائيلية فيها أكثر من 70 دبابة، بالإضافة إلى مئات القتلى. وقد صدرت تعليمات للقوات الإسرائيلية بأنهم سيواجهون عددًا قليلًا ومتناثرًا من القوات المصرية في المزرعة، وبأنهم مجرد مجموعة من صائدي الدبابات غير المنظمين، ولكنه عندما تقدم للأمام وجد نفسه في مواجهة المدفعية المصرية دون أي ساتر يحميهم، وتيقنت قوات العدوان عدم مقدرتها على التقدم بتلك الطريقة، وقد لاقى المئات من الجنود الإسرائيليين مصرعهم في تلك المعركة، وامتدت شراسة المعركة لجنح الظلام، حتى أصبح بعض الجنود لا يفرق بين العدو والصديق. وعن تلك المعركة قال اللواء هاني عبد اللطيف قائد الكتبية "12 "بمعركة المزرعة الصينية، إن المعركة الصينية إحدى المعارك الرائعة التي تمّت على أرض سيناء أثناء حرب أكتوبر، وبالتحديد أثناء حدوث الثغرة؛ حينما أرادت القوات الإسرائيلية أن تعبُر القناة بشكل عكسي من الشرق إلى الغرب مُتخذة طريق أبو طرطور الذي يعتبر الطريق الوحيد الصالح لمرور الإسرائيليين. وأوضح أنها مزرعة قديمة تجريبية لدراسة زراعة المحاصيل في الأراضي القاحلة، وقد استوردت الأدوات الخاصة بالمزرعة من اليابان؛ إلا أنه عند سقوط سيناء عام 1967 سقطت في يد إسرائيل الذين أطلقوا عليها في خرائطهم المزرعة الصينية، ومع بداية حرب أكتوبر استعادت القوات المصرية المزرعة وأصبحت عاملا معيقا واضحا في الطريق المؤدي للثغرة. من جانبة قال اللواء أحمد عطيه قائد الكتبية "18″ مشاة في حرب اكتوبر، إن موقع الأحداث لمزرعة الصينية كان في منطقة الدفرسوار حيث قام العدو الصهيوني بضرب تلك المنطقة بما فيها الممرات التى كانت مخصصة للجيش المصري، مشيرًا إلى أن نجاح الجيش المصري في تلك المعركة جاء بعد يأس وعدم قدرة على الاستكمال لكن قوة الجيش المصري جعلته يكمل. وأضاف أن سلاح المشاة استطاع أن يهزم الإسرائيليين في تلك المعركة وكانت من أهم المعارك في تاريخ الجيش المصري ، لكن التاريخ والكتب الدراسية لم تضع لها أهمية كبيرة في الوقت الحالي مما أدى إلى إهمالها وعدم معرفة عدد كبير من المصريين بها. وطالب الدولة المصرية بأن تعرض أفلام توضح فيها دور الجيش المصري والعزيمة التى كانت متواجدة في وقتها من أجل النصر والانتماء لمصر العزيزة.