أتى تصريح سفيرة الولاياتالمتحدةالامريكية لدى الاممالمتحدة سامنثا باور، بأن أمريكا لم تتدخل عسكرياً فى الأراضي السورية إلا بعد أن فشل بشار الأسد فى مواجهة الارهاب، مناقضا للعقل والمنطق، وكشفت هذه التصريحات عن ازدواجية الولاياتالمتحدة إذ تؤيد الجماعات الإرهابية، وتدعو إلى ضربهم فى آن واحد. الولاياتالمتحدة نفسها هي التى هددت منذ عام بضرب النظام السوري عسكرياً، ومساندة المعارضة التى تمثلها داعش ومثيلاتها من جبهة النصرة والجيش الحر وغيرهم، وبتطور الأحداث وانقلاب السحر على الساحر واستهداف الارهابيين لبعض الصحفيين الامريكيين، أصبحت داعش إرهابا وبات على الأمريكان مقاومتها عسكريا. وقد رصدت "البديل" آراء السياسيين والمتخصصين بالشأن السياسى فى هذا الصدد، ومدى توافقها مع الواقع.. في البداية قال سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية والاستراتيجية، إن أمريكا تتذرع بألف حجة لضرب سوريا، وداعش التى ستقوم أمريكا بضربها هي فى الأساس صنيعة امريكية مثلما كان تنظيم القاعدة. وأضاف"تصريحات المندوبة الامريكية من أن أمريكا تتدخل لأن بشار لم يستطع دحر الإرهاب، كلام غير منطقى، فأمريكا تتدخل لضرب سوريا وإضعافها لخدمة اسرائيل"، مشيرا إلى أن أمريكا فى حقيقة الأمر تريد تأجيج الحروب فى المنطقة لضمان الإقبال على شراء السلاح من جانب الدول العربية والارهابيين لإحداث كساد بالاقتصاد العربي وانتعاش بالاقتصاد الامريكي. وحول تصريحات دمشق، من أن أمريكا أبلغتها عن الضربات على أرضها، ونفي الولاياتالمتحدة ذلك، قال اللاوندي، من المؤكد أن داعش صممت وخلقت لخدمة أمريكا. من جانبه، قال مجدي عيسى، امين الشئون العربية بحزب الكرامة الشعبي الناصري، ان كلام السفيرة الامريكية لدى الاممالمتحدة، ليس صحيحا شكلاً ولا مضموناً فمن البداية، كل الجماعات الارهابية التى ذهبت لاستهداف سوريا من صنع امريكا وبتمويل خليجي، واستضافة وتدريب تركي أردني من خلال المعسكرات التى أقيمت لها فى هذه الدول. كما أنهم دخلوا سوريا عن طريق الحدود التركية والأردنية الملاصقة لسوريا، وكاد دعم أمريكا لتلك الحركات أن يصل إلى ضربة عسكرية أمريكية جوية في يوليو العام الماضي، فكيف اكتشفت امريكا الآن ان هذه الجماعات إرهابية، وتدعى ان بشار الاسد لم يستطع دحرها وهي من دعمتها ومولتها من البداية؟ وعن سذاجة التصريحات وانعدام منطقيتها قال "عيسى"، ان الولاياتالمتحدة تتعامل مع العرب وفق نظريتهم التى تقول "ان العرب أمة لا تقرأ، وإن قرأت لاتفهم، وإن فهمت لا تتحرك"، وفي الحقيقة هذا المنطق قد يكون صحيحاً على الحكام العرب وإنما الشعوب العربية تفهم جيداً أنه لا تسامح فى حق الجرائم الأمريكية، فهى تحمل تجاه امريكا مشاعر سلبية متراكمة. وقال أحمد الكيال، القيادي بجبهة الشباب الناصري، ان تصريحات الحكومة الامريكية تكاد تكون كوميدية فى بعض المواقف، فيقولون التصريح وعكسه على حسب مصالحهم وأهوائهم، فمنذ عام كانوا ينعتون الارهابيين فى سوريا بالمعارضة وكانوا ينادون بضرورة تسليحها. واكد أن القاهرة انتفضت رفضاً للتهديدات الأمريكية بضرب دمشق، وهي الضربة التى كان يراد بها دعم تلك المعارضة السورية ضد بشار. وأضاف"على العرب أن يعلموا أن امريكا ليس لها صديق فمن يتبعها ويطيعها اليوم هو صديق، ومن يختلف معها غداً فهو عدو، لذلك يجب علينا أن نتعامل معهم بنفس أسلوبهم البرجماتي وننتبه إلى أن مصالح شعوبنا فوق أي اعتبار، رافضاً التحالف معهم فى ضرب مواقع تتبع داعش فى سوريا وقال ان ذلك الدور كان من المفترض ان يكون فى إطارعربي خالص".