كارثة جديدة تضاف لسلسة الكوارث التي تحيط بالمريض المصري، تلك هي قانون "تنظيم الدراسات الإكلينيكية"، الذي أصدرته وزارة البحث العلمي، ويشمل 18 مادة "تمنح الأطباء الحق فى إجراء التجارب المعملية على المرضى النفسيين والمساجين والحوامل وفاقدي الوعي والأطفال"، وتتمثل الخطورة في كون القانون المقترح يتيح للباحثين إجراء تجارب الأدوية والعقاقير الجديدة على المرضى المصريين قبل إجرائها على نظرائهم من المرضى فى بلد المنشأ، وبذلك يجعل القانون من المصريين فئران تجارب لشركات الأدوية الأجنبية. الدكتور محمد حسن خليل، منسق لجنة الدفاع عن الصحة، قال إن مسودة قانون تنظيم الدراسات الطبية السريرية «الإكلينيكية» ومواده ال18، تخدم الشركات والمستثمرين الأجانب على حساب المريض المصري، مضيفا أنها تبيح قتل المرضى باسم البحث العلمي، خاصة وأن كثيرا من المرضى يقبل أن يكون أداة تجارب تحت ضغط الفقر، ولذلك يجب سن قانون يمنع استغلال المواطنين بحيث لا يجوز استقطاب مريض أو شخص معافى للتجربة بمقابل مادي، ونوه إلى أنه لا يوجد نص فى القانون يلزم شركات الأدوية بالإعلان عن الآثار الجانبية للدواء ومضاعفاته، على عكس ما ينص القانون الأمريكي الذى يلزم جهات البحث ذكر الآثار الجانبية والمضاعفات. الدكتور هيثم عبد العزيز، رئيس لجنة الصيادلة الحكوميين بنقابة الصيادلة قال إن النقابة سجلت اعتراضها على القانون من حيث الجهات الواضعة له، وذلك لعدم إشراك نقابات المهن الطبية في وضع القانون الذي انفردت بوضعه وزارة البحث العلمي، وكان يجب عند مناقشة شأن طبي أن تكون النقابة المختصة ومنظمات المجتمع المدني المعنية طرفا في المناقشة لوضع الآليات المحددة الخاصة بالقانون وكيفية تطبيقها. وأكمل عبد العزيز، أن الشق الآخر للاعتراض متعلق بمضمون القانون الذي لم يقدم ضمانات كافية للمتطوع، فلم يكفل له الحماية أو التأمين، ولا توجد قواعد أو شروط تلزم الباحث بعدم تجاوز أخلاقيات البحث العلمي، إضافة إلى أن العقوبات المفروضة إذا حدث خطأ ما لابد أن تتغير من مجرد غرامة مالية إلى عقوبة أخرى أكثر صرامة لتصبح رادعة. وأوضح عبد العزيز، ل"البديل" أنه يجب وضع قوانين لتنظيم البحث العلمي والدراسات الطبية وتشجيعهما لأن معظم الأدوية الموجودة حاليا مستوردة، ودراساتها لها ملكية فكرية، ولا نستطيع الاستيراد من الخارج معظم الوقت لأن اقتصاد الدولة لا يتحمل، ولذا يجب وضع قانون يضمن تطوير البحث العلمي للتنمية والوصول إلى اكتشافات طبية حديثة.