يتوافق اليوم الذكرى ال13 لأحداث11 سبتمبر 2001 الإرهابية، بعدما خطف إرهابيون طائرات مدنية ودخلوا بها المجال الجوي الأمريكي ثم استهدفوا برجي التجارة العالمي بمدينة منهاتن الأمريكية. وحسب التحقيقات الأمريكية التى أعلنت من قبل البيت الأبيض، فإن تنظيم القاعدة وزعيمه آنذاك أسامة بن لادن، من نفذوا العملية الإرهابية التي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين، ولكن الكثيرين حول العالم يشككون فى نتائج التحقيقات التى أعلنتها الإدارة الأمريكية، كما تشير بعض أصابع الاتهام إلى أن الحادث مفتعل ومتفق عليه؛ لفرض المزيد من السيطرة الأمريكية على العالم بحجة محاربة الإرهاب، كما حدث فيما بعد. رصدت «البديل» آراء السياسين حول أحداث 11 سبتمبر، ومرتكبوها، وما الذي ترتب عليها فيما بعد، وهل اتخذت أمريكا تلك الأحداث ذريعة للدخول بشكل عسكري فى منطقة الشرق الأوسط؟. قال حامد جبر، القيادي الناصري وعضو مجلس أمناء التيار الشعبي، إن الذكرى الأليمة لأحداث 11 سبتمبر ومن راحوا ضحيتها من المدنيين الأبرياء، تبقى لغزاً غير معلوم، فالتساؤلات مازالت مطروحة وحاضرة، هل تم تفجير أبراج التجارة من قبل المنظمات الإرهابية داخل أمريكا، أم من منظمات خارجية وتنظيم القاعدة كما تزعم أمريكا، وهل البيت الأبيض متورط بشكل ما فى الأمر؟. وأضاف "جبر": «الأمر برمته يجعلك تنظر للمشهد الحالي على أنه تكرار فى دائرة مغلقة، واستمرار لمشهد سابق، فالإرهاب الذي فرضه الغرب، كان من أجل تمكين صاحب القرار الدولي بفرض مزيد من القرارات على العالم دون نقاش، والمشهد الحالي نرى فيه أن الولاياتالمتحدة دعمت تنظيمات إرهابية بالمال والسلاح فى سوريا لمحاربة بشار الأسد، وتدمير الدولة السورية وقتل المزيد من الأبرياء، بهدف إطالة أمد الصراع المسلح لاستنزاف الدولة السورية والجيش السوري». وتابع: «حينما يتقاتل تنظيمان إرهابيين فى سوريا مثل داعش وجبهة النصرة، تنحاز الولاياتالمتحدة لأحد التنظيمات وتدعمه بالمال والسلاح وتعطيه الضوء الأخضر لمزيد من الإرهاب، ولكن حينما يحيد عن الخط المرسوم له من قبل البيت الأبيض، يصبح عدواً، وتبدأ امريكا فى الهجوم عليه مثلما حدث مع داعش، وذلك المشهد تكرر كثيراً من الولاياتالمتحدة، وسيتكرر مرات أخرى». من جانبه، قال طارق سعيد، عضو الهيئة العليا فى حزب الكرامة، إن 11 سبتمبر لم يكن نقطة فارقة فى تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية فحسب، ولكن نقطة فارقة فى تاريخ العالم، والنظام الامريكي استخدم ذلك الأمر كمطية أو تبرير لاستخدام العنف ونشر الإرهاب الأمريكي فى العالم، سواء فى أفغانستان، أو العراق فيما بعد، أو ما يحدث الآن من دعم لجماعات إرهابية فى مصر وسورياوالعراق وغيرها». واستطرد: «بالرغم من اتهام بن لادن وتنظيم القاعدة بتنفيذ عمليات 11 سبتمبر، إلا أن أحدا لا يستطيع الجزم 100% بذلك؛ لأنه ليس من السهل اختراق تنظيم إرهابي نظام طيران ويستولي على الطائرات فى دولة بحجم الولاياتالمتحدة، فالأمر يحتاج إلى مساندة من مخابرات دولية واسعة النطاق». وأوضح "سعيد" أن موضوع الإرهاب وارتباطه بالبيت الأبيض معقد جداً، فأمريكا تدعم أحياناً التنظيمات الإرهابية بالمال والسلاح والتدريب، ثم تقاتلهم وتصفهم بالإرهابيين فيما بعد، وكل ذلك يتم وفق ما تراه الإدارة الامريكية مصالح لها ولبلادها، مطالبا العرب بضرورة أن تكون تحركاتهم وخطواتهم فى صالح الشعوب العربية، التى تعد بوصلتهم بغض النظر عمن سيرفض أو يوافق فى العالم. وأكد القيادي بحزب الكرامة، أن أمريكا والغرب لن يتحركوا ضد داعش لأجل نصرة الشعوب العربية مثلاً؛ ولكن لأنهم استشعروا أن الخطر أصبح يهددهم ويقترب من حدودهم، فاختاروا المواجهة قبل أن يصل إليهم. وفى نفس السياق، أوضح سراج قنبر، القيادي بجبهة الشباب الناصري، أن أحداث 11 سبتمبر راح ضحيتها أبرياء من المدنيين، ويبلغ عددهم الآلاف، ولكن الإرهاب الأمريكي فى بلادنا العربية أودى بحياة الملايين، مضيفا أن أمريكا لم تستوعب الدرس بعد وهو «لا يمكنك الاعتماد على الإرهابيين لتحقيق مصالحك، فالإرهاب لا دين له ولا وطن ولا عهد، فاليوم قد يقنعوك أنهم معك، ولكن غداً سيستهدفونك»، مؤكدا أنه لولا الدعم الأمريكي للتنظيمات الإرهابية فى الشرق الأوسط، لكانت تنظيمات محدودة يسهل مواجهتها والقضاء عليها. وطالب "قنبر" الشعب الأمريكي بأن يحاسب أوباما الذي دعم علانية نظام الإخوان فى مصر، تلك الجماعة التى خرجت من عباءتها جميع التنظيمات الإرهابية الإسلامية في العالم، وظن أن ذلك يخدم مصالح أمريكا، ولكن الواقع يؤكد أن الولاياتالمتحدة تتكبد خسارة يومية بسبب تلك السياسيات حتى أن الشعوب العربية باتت تفهم جيداً أن أمريكا عدو؛ لأنها دائما ما تدعم الأعداء سواء إسرائيل أو الإخوان أو من يستهدفون وحدة وسلامة الأراضي العربية.