قالت إحدى الصحف المصرية أمس الأربعاء إن قياديًّا بتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام يدعى قصى الموصلي أدلى لها بتصريح صحفى عبر الإنترنت قال فيه إن التنظيم يستعد لغزو مصر و"فتحها"، وإن خطواتهم القادمة ستكون نحو ليبيا والكويت، حيث تستضيف الأخيرة على أرضها 12 ألف جندي أمريكي، ولا بد من مهاجمتها؛ لتسوية بعض الحسابات مع أمريكا، على حد قوله. ليست التهديدات من تنظيم "داعش" لمصر بجديدة، ولكن أن تصدر فى شكل تصريح صحفي لإحدى الصحف المصرية من أحد قيادات الحركة، فذلك هو ما يعد تطورًا نوعيًّا وإعلانًا صريحًا عن الخطة التى يعدها ذلك التنظيم الإرهابي لمهاجمة مصر. "البديل" رصدت آراء السياسيين حول الأمر ومدى خطورته، وإلى أى درجة قد يشكل هؤلاء خطراً على مصر. في هذا السياق يقول ماهر مخلوف أمين القاهرة بحزب الكرامة الشعبي الناصري إن الكلام الوارد على لسان القيادي فى التنظيم الإرهابي الملقب ب "داعش" لا يعقل ومجرد هراء، ولا يجب أن ننساق وراءه أو يثير مخاوفنا إلى هذه الدرجة؛ لأن مصر ليست بلدًا صغيرة فتعداد سكانها 90 مليونًا، ولها قوات مسلحة قوية جدًّا وأجهزة أمنية تستطيع مواجهة مثل هذه التنظيمات. وتساءل "مخلوف": "ما المشكلة فى أن يظهر هذا التنظيم فى مصر؟ سيحاول بعدة عمليات إرهابية الإعلان عن نفسه، ثم يتم القضاء عليه كما يحدث له فى كل مكان"، مشيراً إلى أن هذا التنظيم لم يحقق انتصارات كبيرة فى العراق كما يقول الإعلام، فما زال الشعب العراقي موجودًا والحكومة ما زالت تسيطر على زمام الأمور، مؤكدًا أن ذلك التنظيم لولا مساندة بعض أنصار الرئيس الراحل صدام حسين لم يكن ليحقق أي شيء، كما أنه يخدع المواطنين، ويحاول استقطاب السنة فى مواجهة الشيعة، وهي أمور مكشوفة. وأكد القيادي بحزب الكرامة أن مصر تتميز بعدم وجود طوائف عديدة دينية، وهو ما سيشكل عنصر تحدٍّ آخر لمثل ذلك التنظيم، فجميع المصريين سنة، وهناك جزء من المسيحيين، والجميع يتعايش بشكل سلمي بعيداً عن المتطرفين من الطرفين، لافتاً إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية والكيان الصهيوني هما من يحرك هذه التنظيمات، فبعد أن هزموا هزيمة مذلة في معركة تموز فى لبنان، وعرفوا أنهم لا يستطعيون هزيمة الشعب اللبناني أدخلوا مؤامرة تقسيم الشعوب العربية إلى سني وشيعي فى حيز التنفيذ، ويجب أن يعي الجميع أبعاد هذه المؤامرة. ومن جانبه قال توحيد البنهاوي الأمين العام للحزب الناصري "لا داعش ولا غيرها يستطيع الدخول عبر الحدود المصرية، فمصر لها جيش قوي وشعب كبير يحتضن هذا الجيش"، مؤكداً أن "هذه التنظيمات الإرهابية التى انتشرت فى أرجاء الوطن العربي هى أدوات للمخطط الصهيوني، وإذا حققت "داعش" بعض النجاحات الصغيرة على الأرض فى العراق، وفرضت سيطرتها على أماكن محدودة فى سوريا، فسوف تكسر للأبد وتدفن بها إذا حاولت الاقتراب من القاهرة، ولا يجب أن نضع مصر بحجمها فى مقارنة مع هذا التنظيم". وأشار "البنهاوي" إلى أن الإرهاب ظاهرة لا تستمر، وعاجلاً أم اجلاً يتم القضاء عليه، وبخصوص التهديدات التى أطلقها القيادي ب "داعش" للكويت وليبيا فأرى أن الحل في أن تعود الأمة العربية موحدة، وتقوم بمقاومة الإرهاب، فعندما تتوحد الأمة العربية، وتقوم مصر بدورها القيادي، نصنع الكثير من الإنجازات، ونخلص كل تلك الدول من الاستعمار، سواء الإنجليزي، أو الفرنسي، أو الإيطالي وغيرهم. وتابع البنهاوي "يجب أن نتفق أن الإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية ناجحون فى لفت انتباه الإعلام الدولي، بدليل أنهم يستهدفون الأقليات فى العراق؛ حتى تصدر الدول بيانات إدانة ويتابع الإعلام الأمر، مؤكداً أن التحركات على أرض الواقع ترجح قوة كافة الأجهزة الأمنية فى مصر والتى دمرت على مدار الفترة القصيرة الماضية أكثر من 1700 نفق فى سيناء كان يمثل تهديداً أمنيًّا كبيراً، كما تسفر العمليات الأمنية سواء للقوات المسلحة أو الشرطة المدنية عن مقتل الإرهابيين يوميًّا، ويشكل وقوف الشعب خلف أجهزته الأمنية عنصراً داعماً وقويًّا للدولة المصرية.