تشابهت كثيرًا في السنوات الأخيرة الشعارات التي ترفعها كل الأحزاب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وحتى التكوين الحزبي الداخلي لتلك الأحزاب لا يعبر بالضرورة عن الأيديولوجية التي يتبعها الحزب، فبعض الأحزاب الليبرالية أنشأت لجنة عمالية للدفاع عن حقوق العمال، واهتمت أحزاب يسارية بقضايا الحريات على حساب العدالة الاجتماعية، والفريقان رفضا بشدة الخطوات الحكومية برفع نسبة من الدعم على المحروقات والكهرباء. يقف المواطن الفقير الذي لا يدرك ما هي الاختلافات بين ايديولوجيات تلك الأحزاب أمام شعارات جميعها رنانة ومثيرة، فالجميع يطالب بالحرية، وبالعدالة الاجتماعية، ويتحدث عن الفقراء طوال الوقت حتى الأحزاب التي يشكل رجال الأعمال نصف أعضائها تدافع عن الفقراء وحقوقهم ومع أول اختبار يتضح للجميع أنها مجرد شعارات، والأمر اتضح في لجنة الخمسين حيث اتفقت معظم الأحزاب الليبرالية بل وبعض اليسارية على إلغاء نسبة 50% عمال وفلاحين في الانتخابات البرلمانية. وتشهد مصر في الفترة المقبلة انتخابات برلمانية كخطوة أخيرة في خارطة الطريق التي أعلنتها القوى السياسية عقب عزل محمد مرسي، ويشكل الفقراء الأغلبية الساحقة في الشعب المصري، ما سيرفع المنافسة الكلامية بين الأحزاب إلى أقصاها، فالجميع سيكثف حديثه عن العدالة الاجتماعية وحقوق الفقراء. قال أحمد الكيال، القيادي بجبهة الشباب الناصري: إن الأحزاب الليبرالية أصبح خطابها يساريًّا، والأحزاب اليسارية في بعض المواقف تتمسك بخطاب يميني، ما يدل على انتهازية سياسية واضحة، واستغلال لحالة الجهل التي تغلب على المواطنين بمعنى كلمة يسار ويمين وتسويق الحزب لنفسه بصورة غير صورته، مؤكدًا أن الأحزاب الليبرالية التي تتحدث عن العدالة الاجتماعية وحقوق العمال والفقراء وكل هذه القضايا إذا وصلت للحكم لن تأخذ خطوات نحو العدالة الاجتماعية بل ستنحاز بشكل كامل لطبقة رجال الأعمال على حساب الفقراء.