تياراليسار المصري تيار سياسي عريق جذوره تمتد الى عام 1921 او ما قبل ذلك حيث انشئ اول حزب يساري فى مصري بعنوان الحزب الاشتراكي المصري, ثم تم تعديل الاسم ليصبح الحزب الشيوعى المصري بناء على طلب من الاتحاد السوفيتي الى ان تم حله فى الخمسينيات, وفيما بعد انشئ اليساريون حزب واحد يضم كل اليسار بين صفوفه فى حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوى وهو الحزب المتواجد حتى الان, كانت السبعينات هى الفترة الذهبية لليسار حيث كان تيار جماهيري كبير يضم بين صفوفه المئات من المفكرين والكوادر والوطنيين, والاف من العمال والفلاحين وملايين من المؤيدين فى الشارع السياسي المصري. أعقب ذلك فترة ضعف اليسار وتشتته وهى الفترة التى استمرت حتى يومنا هذا, وكل المحاولات لتوحيد القوى, كانت ضعيفة ولكنها مستمرة, وهو الامر الذى عمل على ضعف التواجد الجماهيري لليسار المصري فى الشارع, وضعف التمثيل النيابي فيما بعد الثورة, وضعف الصوت الذي يطلقه اليسار فى القضايا الوطنية, بينما برز على الساحة صوت الاسلاميين بكل طوائفهم, وبعض الاحزاب الليبرالية الجديدة والقديمة فى مواجهتها وهو ما يجعل المعادلة غير متوازنة, وعليه رصدت "البديل" اراء اعضاء شباب الاحزاب اليسارية حول ضعف اليسار وكيفيه تقويته عبر اليات تضمن له تمثيل نيابى كبير فى الفترة المقبلة, وجذب عضويات جديدة ومؤيدين فى الشارع . فى هذا السياق قال محمود عبده عضو اللجنة المركزية بحزب التجمع, "إن اليسار لا يمتلك الكثير من الموارد لاستغلالها فى حشد الجماهير, كما أن ذلك ليس دور الأحزاب السياسية فى الاساس, لذلك لا يملك اليسار سوى الكلمة, والتحليل لا يجاد حلول المشاكل المجتمعية, وهو ما يحتم على اليسار التواجد بين الجماهير لتوعيتهم بحقوقهم وتعريفهم بأهمية المواطنة, وعدم التمييز على اى أساس" . وأضاف "عبده" إن اليسار أمام مرحلة تاريخية يمكنه خلالها كسب الجماهير التى تنادي بالثورة, حيث أن مطالب الثورة نفسها يسارية, وحزب التجمع فى الانتخابات الاخيرة قبل سقوط النظام رفع نفس المطالب بصياغة مختلفة, وهي المطالبت التى اصاغتها الجماهير بالفطرة خلال الايام الاولى للثورة, ناصحاً اليسار باعتلاء المنابر الاعلامية وتعريف الجماهير بحقوقهم ومحو المصطلحات الخاطئة عن ان اليسار ضد الدين وغيرها من الاخطاء المترسبة فى عقول المصريين عبر سنوات من التضليل والخداع . وقال عماد فرج عضو حزب التحالف الشعبي الاشتراكي, "إن الحل فى انشاء اقتصاد تعاوني بديل فى الاحياء الفقيرة واشراك المواطن فى انتاج غذاءه واحتياجاته الاساسية, وهو ما سيجذب الجماهير الى المشاريع التى يقيمها اليسار على الارض بدلاً من القاء الخطابات, والعبارات الرنانة التى اصبحت موضة الجميع يتغنى بها" . وأكد فرج انه لو هناك من اتخذ الخطوة لتجميع العشرات واشراكهم بنظام الاسهم فى افتتتاح عدة مشروعات صغيرة تعمل على خلق مجتمع مستقل مجابه للاقتصاد الرأسمالي سوف تنتشر الفكرة فى انحاء الجمهورية ويصبح هناك بديلاً شعبياً بالفعل يقوده اليسار, وهو ما يضمن لليسار خلال سنوات قليلة ان يصل الى الحكم وتطبيق مشروعه بشكل رسمي فى الدولة . اما قال اسلام عبد الغفار عضو الحزب الشيوعي المصري فقال, "إن الحل الجذري للأمر هو طرح أفكار اليسار بقوة وبمنتهى الصراحة على الجماهير, وتعريفهم أن طبقة الرأسمالية تستغلهم أسوء استغلال, وأن حقوقهم منهوبة, ومواردهم يتم سرقتها لصالح طبقة من الاغنياء اصحاب المصالح" . وأضاف " على اليسار عدم وضع يده فى يد الاحزاب الليبرالية تحت دعوى تمهيد الارض لتطبيق المشروع اليساري, فالبديل اذا استمر الامر كما هو عليه سيصبح رأسمالياً مرة اخرى من بعد الاخوان" , لافتاً النظرالى أن اليسار يجب أن يعتمد على نفسه وعلى مشروعه ويردد شعاراته دون خوف أمام الجماهير ويجب أن يسمى الاشياء بمسمياتها بدلاً من وضع يده فى يد أحزاب تتصارع على من سيسرق الشعب فى المستقبل ، مشيراً الى الاحزاب الليبرالية التى تتبنى النظام الرأسمالي فى برنامجها .