زادت تصريحات المسئولين بشأن استصلاح أراضى تقدر بملايين الأفدنة، والتي تحتاج لمليارات المترات المكعبة من المياه التي ستتناقص بشكل كبيرخلال السنوات القادمة لزيادة عدد السكان، هذا بجانب الأضرار التي ستقع على مصر باستكمال سد النهضة الإثيوبي بمواصفاته الحالية . من جانبه، قال الدكتور نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية والأراضي بزراعة القاهرة ل"البديل اليوم -الأحد- إن استصلاح مليون فدان يتطلب 5 مليارات متر مكعب من المياه وبالتالي استصلاح 3 ملايين فدان يتطلب 15 مليار متر مكعب من المياه. وأضاف"بهذا الشكل لن تتحقق وعود المسئولين باستصلاح أراض وإضافتها للرقعة الزراعية الحالية، في ظل معاناة مصر من العجز المائي الذي بلغ 20 مليار متر مكعب سنويًا، والذي نستكمله بإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي السيئة في الري وبعض المياه الجوفية ومياه الصرف الصناعي والصحي الضارة. ولفت إلى أنه لو قدر لسد النهضة أن يكتمل فإن حصة مصر من المياه ستقل بمعدل 12 مليار متر مكعب سنويا على الأقل وهي كمية المياه المخصصة لري 2.5 مليون فدان يمكن أن تقل بها رقعتنا الزراعية. وأضاف نور الدين، أن مياه النيل العذبة تضيف كل عام 2.5 طن من الأملاح للأراضي الزراعية، ولابد من غسيلها أولا بأول لذلك توصي منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الأممالمتحدة للمياه بألا تقل كمية المياه التي تضاف للفدان في بلدان المناطق الجافة وشبه الجافة عن خمسة آلاف متر مكعب من المياه سنويا حتى لا تتحول الأراضي إلى البوار والتمليح وهو ما نطبقه الآن. وأوضح أستاذ الموارد المائية، أن مصر تفقد نحو 19 مليار متر مكعب من مياه الري كل سنة في شبكة التوصيل العتيقة من أسوان وحتى الدلتا. وقال:"الحل الوحيد لتوفير كميات من المياه هو أن يتم تحويل بعض الترع الصغيرة إلى مواسير (مروى ومسقى) وبعض الترع المتوسطة إلى تبطين الجوانب والقيعان (ترع التوزيع والترع الفرعية)، وهذا يتطلب ميزانية كبيرة ويمكن إنجازها على مدار خمس سنوات فقط".