أثارت التصريحات التى نسبت لوزير الخارجية نبيل فهمى حول العلاقة بين مصر وأمريكا جدلاً واسعًا فى مردودها على الوسط المحلى لتبرز مدي أهمية التدقيق في المفردات المستخدمة في سماء السلك الدبلوماسي، إذ انتقد بعض السياسيين هذه التصريحات، وقالوا إن الوزير جانبه التوفيق فى التعبير وخلط علاقة الدولة بأمريكا بتعبيرات لا تسخدم فى العرس الدبلوماسى ولكن فى ما يتعلق بالزيارة فقد أجمع بعض الدبلوماسيين والساسة أن الزيارة تعتبر ناجحة؛ لأنها حققت خطوة جيدة فى العلاقات بين القاهرةوواشنطن على أساس الندية والاحترام المتبادل. حديث «فهمي» أعاد للأذهان تصريحات أمين عثمان، وزير المالية المصري، في 1944 إبان الاحتلال الإنجليزي لمصر، وقال فيها: «العلاقة بين مصر وبريطانيا زواج كاثوليكي لا طلاق فيه»، ولكن الأوضاع تختلف الآن ف"نبيل فهمي" وزير خارجية دولة ذات سيادة وتمتلك قراراها. ومن جانبه قال السفير عبد الرؤوف الريدي سفير مصر الأسبق في الولاياتالمتحدةالأمريكية فى تصريحات للبديل أن زيارة نبيل فهمى إلى واشنطن كانت مفيدة وجيدة وتعتبر خطوة جدية فى إعادة العلاقات المصرية الأمريكية على أساس من الندية وتبادل المصالح والاعتراف بحقوق مصر وما تشهده من تغيرات. وحول تعقيبه على تصريحات فهمى الأخيرة التى أثارت الجدل حولها قال عبد الرؤوف إن وزارة الخارجية لها مصداقيتها وطالما أنها أكدت أن هناك خطأ في ترجمة حديث الوزير نبيل فهمي فهذا أمر يعتد به. وأضاف أنه يعلم جيدًا طريقة نبيل فهمى فى الكلام ولا يستخدم مثل تلك التعبيرات والتشبيهات، مشيرًا إلى أنه كان يجب مساندة الوزير فى مهتمه الصعبة بدلًا من اصطياد الأخطاء له . وعلى النقيض تمامًا انتقد مساعد وزير الخارجية الأسبق إبراهيم يسرى تصريحات وزير الخارجية المصري نبيل فهمي خلال زيارته الأخيرة بواشنطن وقال إنها لا فائدة لها على الإطلاق ولا تعبر إلا عن شو إعلامي. ووصف زيارة "فهمي" فى تصريحات للبديل بأنها "فاشلة" ولم تأت بأي نتيجة جديدة، موضحا أن علاقة أمريكا بنا كانت محددة منذ ما حدث بمصر فى " 30 يونيو" الذي تم وصفه ب"الانقلاب"". وفى سياق متصل قال السفير محممد العرابى وزير الخارجية الأسبق إن زيارة وزير الخارجية نبيل فهمي إلى واشنطن في هذه الفترة في غاية الأهمية؛ في ظل موقف الولاياتالمتحدة المراوغ منذ ثورة 30 يونيو، مضيفًا أن هذه الزيارة تأسيسية لعلاقة جديدة بين مصر والولاياتالمتحدة، خاصة مقابلة سوزان رايس مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي. وأوضح العرابي فى تصريحات للبديل أن إعلان واشنطن دعمها لمصر الآن، يؤكد أن هناك تغييرًا إيجابيًا طفيفًا في الموقف الأمريكي تجاه الوضع في مصر، من خلال تعبيره الدائم عن أمنياته للشعب المصري في تحقيق النظام الديمقراطي. وفيما يتعلق بتصريحات فهمى قال "العرابى " إن تشبيه الوزير المصرى نبيل فهمى العلاقة بين مصر وأمريكا بأنها "زواج شرعى" هو مصطلح سياسى يستخدم دبلوماسيًا لتوضيح العلاقات بين الدول وتستخدمه جميع الدول، وطالب "عرابى" فى تصريح خاص للبديل عدم المبالغة فى الأمر موضحًا أن العلاقة بين مصر وأمريكا قائمة على تبادل المصالح موضحًا أن السياسة المنتشرة الآن تعتمد على اصطياد الأخطاء. ومن جانبه رأى الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة أن زيارة الوزير إلى أمريكا حققت الهدف منها قبل أن تبدأ؛ لأن مجرد دعوته إلى واشنطن فى حد ذاتها يعتبر أول لقاء بين مسئول مصرى ومسئولين أمريكيين فى واشنطن. وجاء ذلك نتيجة دعوة من الحكومة الأمريكية، إضافة إلى زيارته سبقها رفع التعليق عن بعض المساعدات العسكرية وهذه نتيجة تعكس مدى تغير موقف الإدارة الأمريكية من الحكومة المؤقتة والتعرف على ما يجرى من تطورات بالمشهد المصرى، والذى يساند هذه التطورات وزارة الخارجية والدفاع الأمريكية، مشيرًا إلى أن نبيل فهمى التقى أيضًا خلال الزيارة مسئولين فى وزارة الدفاع ووزارة الخارجية ومستشارة الأمن القومى للرئيس الامريكى والأمين عام للأمم المتحدة بان كى مون ،وبالتالى فإن الزيارة ارتقت بالعلاقة المصرية الأمريكية وتجاوزت المرحلة السابقة التى شهدت توترًا. وأضاف كامل تعقيبا على تصريحات فهمى: إن وزير الخارجية "جانبه التوفيق" بوصفه العلاقات بين مصر وأمريكا بالزواج موضحًا أن هذه التعبيرات لم تستخدم دبلومسيا وأن الوزير «خانه التعبير إلى أقصى درجة» .